تبدأ الحكاية من مبادرة مجتمع ورث ، حيث يلتقي شغف الحفاظ على التراث بروح التجديد، وتُروى ملامح الماضي بأنامل الحاضر. هذه المبادرة لا تكتفي بتوثيق الحرف اليدوية السعودية، بل تسعى لإعادة تقديمها برؤية حديثة، تدمج بين الأصالة والإبداع. إنها مشروع وطني يحمل في طيّاته طموحًا كبيرًا لنقل الحرف التقليدية إلى واجهة الاهتمام، محليًا وعالميًا. وفي عام 2025، الذي أُعلن عامًا للحرف اليدوية، تبرز المبادرة كمنصة داعمة لهذه الرؤية. فما هي هذه المبادرة؟ وما أهدافها؟ وكيف تساهم في تعزيز الهوية الثقافية السعودية؟
في هذا المقال، نسلّط الضوء على هذه المبادرة، من خلال لمحة تعريفية عنها، وأبرز أهدافها، ودور المعهد الملكي للفنون التقليدية في دعمها. كما نتناول أهميتها في ظل إعلان عام 2025 عامًا للحرف اليدوية، إلى جانب مجالات الحرف التي تستهدفها، وموعد انطلاقها، والتأثير المتوقع لها على المشهد الثقافي والاقتصادي في المملكة.
ما هو مجتمع ورث؟
يعود اسم مجتمع ورث إلى مبادرة مبتكرة أطلقها المعهد الملكي للفنون التقليديه في السعودية، تهدف إلى إحياء وتعزيز التراث الثقافي السعودي من خلال دمج الحرف اليدوية مع الابتكار والتكنولوجيا الحديثة. تسعى مبادرة مجتمع ورث إلى بناء مجتمع متكامل يجمع بين الحرفيين، المصممين، والمهتمين بالفنون التقليدية، مع توفير بيئة تعليمية وريادية تدعم تطوير المهارات وتعزز من حضور هذه الحرف على الصعيدين المحلي والدولي.

موعد انطلاق المبادرة
تم إطلاق المبادرة في تاريخ 4 يناير 2025، وذلك في مدينة الرياض. وقد جاءت هذه المبادرة تزامنًا مع إعلان وزارة الثقافة السعودية عن “عام الحرف اليدوية 2025″، مما يعكس التزام المملكة بتعزيز الفنون التقليدية ودعم الحرفيين.
أهداف مبادرة مجتمع ورث
منذ انطلاقها، تسعى المبادرة إلى تحقيق جملة من الأهداف في سبيل إعادة إحياء التراث الوطني للمملكة، وتتمثل هذه الأهداف فيما يلي:
- حفظ وتوثيق التراث السعودي من خلال جمع وتوثيق الحرف اليدوية التقليدية وتقديمها للأجيال القادمة.
- تعزيز الابتكار في الحرف التقليدية عبر دمج التصميم المعاصر مع الحرف اليدوية، مما يفتح آفاقًا جديدة لهذه الحرف.
- توفير بيئة تعليمية وريادية من خلال ورش عمل، دورات تدريبية، وجلسات حوارية تهدف إلى تطوير المهارات الحرفية والتسويقية.
- تعزيز الهوية الثقافية السعودية من خلال إبراز الحرف اليدوية كجزء أساسي من الهوية الوطنية.
- التوسع عالميًاعبر تقديم الحرف اليدوية السعودية في الأسواق العالمية، مما يعزز من حضورها الثقافي والاقتصادي.
أهمية مبادرة مجتمع ورث
تكتسب المبادرة أهمية كبيرة في الحفاظ على التراث الثقافي السعودي وتعزيزه، حيث تساهم في إعادة إحياء الحرف اليدوية التقليدية بشكل مبتكر يعكس هوية المملكة العريقة، وذلك من خلال دمج هذه الحرف مع التكنولوجيا والتصميم المعاصر، تفتح المبادرة آفاقًا جديدة لهذه الحرف لتواكب التطور العصري وتنافس على الساحة الدولية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل المبادرة على تعزيز الهوية الثقافية السعودية، مما يسهم في تمكين الأجيال القادمة من الحفاظ على هذا التراث الثمين.
دور المبادرة في تحقيق أهداف رؤية 2030
تسهم مبادرة مجتمع ورث بشكل مباشر في تحقيق أهداف رؤية 2030 من خلال تعزيز الثقافة والفنون كجزء من الاقتصاد الوطني. عبر دعم الحرف اليدوية، تُتيح المبادرة فرصًا لتطوير الصناعات المحلية، مما يسهم في خلق فرص عمل جديدة خاصة في المناطق الريفية. كما تساهم في تطوير مهارات الحرفيين السعوديين، وتقديم هذه المهارات بشكل مبتكر يعزز من فرص تصدير المنتجات إلى الأسواق العالمية.
عام الحرف اليدوية 2025
أعلنت المملكة العربية السعودية تخصيص عام 2025 ليكون عام الحرف اليدوية، في خطوة تعكس التزامها بإحياء التراث الثقافي وتعزيز مكانة الحرف اليدوية السعودية كجزء من الهوية الوطنية. يهدف هذا الإعلان إلى تسليط الضوء على الفنون التقليدية التي تمثل إرثاً ثقافياً غنياً يعكس التنوع الحضاري في المملكة، مع توفير الدعم للحرفيين وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم وابتكاراتهم.
ويمكنك الاطلاع بشكل مفصّل على هذا الموضوع من خلال قراءة مقال عام الحرف اليدوية .. تراث يلتقي بالحاضر.
مجالات الحرف اليدوية

تشمل الحرف اليدوية السعودية مجموعة واسعة من الفنون التقليدية، التي تعكس تاريخ وثقافة المملكة وشعبها وتتميز بالدقة والإبداع، ومن أبرز هذه الحرف:
- من أقدم فنون النسيج، السدو، يتم استخدامه لصناعة الأقمشة التقليدية ذات النقوش المميزة.
- أيضًا من الحرف اليدوية الشهيرة، صناعة الفخار، تُظهر مهارة الحرفيين في تشكيل الطين وتحويله إلى قطع فنية مميزة.
- ومن أبرز هذه الحرف، الخط العربي، يعتمد على مهارات الفنانين في رسم الحروف وتشكيلها بأساليب متنوعة تعكس جمال اللغة العربية.
- تشمل الحلي الفضية والذهبية، صناعة المجوهرات التقليدية، التي تُصنع يدويًا مما يضفي عليها طابعًا فنيًا يعكس الفخامة والتاريخ.
- كما تشمل صناعة الحقائب والأحذية، الأعمال الجلدية، التي تتميز بالتصاميم التقليدية واللمسات اليدوية الدقيقة.
- وأخيرًا، تتميز الحرف الخشبية، المنتجات الخشبية، بالأشكال والألوان المبتكرة التي تعكس الحرفية العالية في صنع الأثاث والأدوات التقليدية.
المعهد الملكي للفنون التقليدية
يُعد معهد الفنون التقليدية، المعروف أيضًا بـ “ورث”، مؤسسة رائدة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي السعودي. يهدف المعهد إلى تعزيز الفنون التقليدية من خلال برامج تعليمية، ورش عمل، ومشروعات مبتكرة تدمج بين التراث والابتكار. يُعتبر “مجتمع ورث” جزءًا من رؤية المعهد لتحقيق أهدافه في تعزيز الحرف اليدوية وتقديمها كجزء أساسي من الهوية الثقافية السعودية.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول مبادرة مجتمع ورث ، حيث تناولنا في هذا المقال لمحة تعريفية حول المبادرة، تضمن موعدها، وأبرز أهدافها، إلى جانب أهميتها الكبرى في إحياء التراث الوطني، وأخيرًا، سلطنا الضوء على عام الحرف اليدوية في السعودية وأبرز مجالاته إلى جانب التعريف بالمعهد الملكي للفنون التقليديه.
للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبيل المثال يمكنك الاطلاع على مقال أسبوع فن الرياض .. إبداع فني يتجاوز الحدود.