هل تساءلت يومًا عن التاريخ العريق والمعمار الفريد الذي يخفيه قصر خزام الواقع في الأحساء؟ وكيف أن هذا القصر كان بمثابة حراسة وحماية لواحة كاملة؟ هل تود أن تستكشف أحد أجمل معالم الأحساء وتغمر نفسك في قصص الماضي وأسراره؟ إذا كانت إجابتك نعم، فأنت في المكان الصحيح، تابع قراءة هذا المقال.
تقع في قلب واحة الأحساء في غرب مدينة الهفوف وبالتحديد في حي النعاثل – حي الرقيقة مسبقًا- جوهرة التراث العربي وتحفة معمارية فريدة تحمل اسم “قصر خزام”، هذا القصر الذي بني في القرن الثاني عشر الهجري في فترة حكم الملك عبدالعزيز آل سعود، والذي يشهد على عراقة التاريخ وحضارة المنطقة، ويشتهر قصر خُزام بتصميمه المعماري المميز وأسواره الشاهقة التي كانت تحمي الأحساء من الغزاة والمتسللين، ومن الجدير بالذكر أن هناك قصرًا آخر يحمل نفس الاسم في مدينة جدة، ولكننا في هذا المقال سنتحدث عن قصر خُزام في الأحساء، ذلك الصرح التاريخي الذي يمثل رمزًا للهوية الثقافية والتراث العمراني في السعودية.
تفاصيل بناء قصر خزام الأحساء
تم بناء هذا القصر منذ ما يزيد على 200 عام، في عصر الإمام سعود بن عبدالعزيز الكبير، وتم إنشاؤه من قبل السلطة التي كانت تحكم الأحساء آنذاك، وكان الهدف الرئيسي من بنائه هو الحماية العسكرية من مخيمات البادية التي كانت تستقر آنذاك خلال مواسم محددة من كل عام، ويمتد قصر خُزام على مساحة واسعة تقدر بـ 5600 متر مربع، ويحيط به سور عتيق، ويتميز القصر بتصميمه المعماري المميز، وكان القصر يضم خندقًا إلا أنه تم دفنه مؤخرًا.
يعكس القصر عبقرية المهندسين المعماريين في ذلك العصر، فجدرانه الشاهقة وأبراجه المتينة كانت بمثابة حصن منيع يحمي الأحساء من أي اعتداء، وقد استخدم في بنائه الطوب اللبن والأخشاب، وهي مواد طبيعية كانت متوفرة بكثرة في المنطقة، كما تميز القصر بوجود بوابات ضخمة وأسوار عالية مزودة بأبراج للحراسة والمراقبة، مما يضفي عليه طابعاً عسكرياً واضحاً؛ حيث استخدم القصر كقاعدة لسعود بن عبدالعزيز الكبير في عام 1235 هـ من أجل إخماد تحركات بني خالد، وفيما يلي تفاصيل أكثر حول بناء القصر:
الأبراج
يوجد 6 أبراج في القصر، 3 منها تقع في الجهة الشمالية، و3 أبراج في الجنة الجنوبية، وهي جميعها تتخذ شكل دائري ومكونة من دورين باستثناء البرج الشمالي الأوسط الموجود فوق المدخل فإن بنائه يتخذ شكل المستطيل.
مدخل القصر
يبرز المدخل الرئيسي لقصر خزام في منتصف الجدار الشمالي للسور، حيث يشكل رأس زاوية مميزة، ويحتوي هذا المدخل على مكان مخصص للحراسة، مما يساعد في الحفاظ على الأمن، وأقيم عليه برج ذو شكل مربع، ويعلوه 3 فتحات من أجل الحراسة والمراقبة من جهة الشمال، ويوجد فتحتيين أخريين فوق الباب من جهة العرب، بالإضافة إلى فتحتين أيضًا من جهة الشرق، وهذه الفتحات شكلها مستطيل؛ مما زاد من جمالية شكل القصر، كما يوجد بوابة خارجية تقع فوق القصر، وهي بمثابة مدخل للقصر، إلا أنه لم يبق منها إلا أطلال وهي تحتاج إلى إعادة بناء من الخارج.
قصر خُزام من الداخل
يضم القصر من الداخل مدخلاً يفضي إلى توزيع داخلي مدروس، فإلى يمين المدخل تقع غرف حراسة البئر وملحقاته، بينما خصصت أجزاء أخرى للمسجد والمجلس وغرف الضيافة التي كانت تستقبل الضيوف.
أسوار القصر
يحيط بالقصر أسوار عالية تمتد لمسافة تتراوح من 70 إلى 80 مترًا، وكان قد تم ترميمها في عام 1409 هـ، ويوجد بها من الأعلى ممرات وفتحات لإطلاق النار ومزاغيل للمراقبة.
أهمية قصر الاحساء
سمي قصر خُزام بهذا الاسم نسبة لوجوده وسيطرته على الجهة الأكثر صراعًا في الأحساء، مع العلم أن كلمة “خزام” تعني الزمام الذي يقاد به البعير والذي يربط في أنفه، وكان القصر يقود زمام المنطقة وفق ما تشير المصادر التاريخية، وكان هذا القصر سابقًا مقرًا لسكن البدو، الذين كانوا يقطنون في الأحساء في الصيف لمدة قصيرة تصل إلى شهرين، من أجل مقايضة السلع المتوفرة في الأحساء مع السلع التي قاموا بجلبها معهم من الصحراء مثل السمن والتمور والبنادق والمنسوجات وغيرها، ولعب القصر أهمية كبيرة لمدينة الأحساء، وفيما يلي وصف لأهمية هذا القصر:
حماية الأحساء
أقيم هذا القصر على الطريق الرئيسي والذي يعد مدخلًا للأحساء من الجهة الغربية، وتم تزويده بعدد من الجنود من أجل حماية مدينة الأحساء ومن أجل فض الخصومات التي كانت تحدث بين القبائل المستقرة في المنطقة وبين الزوار الجدد، وخاصة الخصومات التي كانت تحدث على مصادر المياه؛ حيث كان يوجد آنذاك عيم كبيرة قريبة من غرب القصر؛ وكانت هذه العين هي مصدر رئيسي لتزويد البدو بالمياه بالإضافة إلى وجود عين توجد في القصر من الداخل، كما كان بناء هذا القصر من أجل حماية مزارع التمور كذلك.
يمكنك أيضًا التعرف على قصر المصمك وأهميته التاريخية.
قصر خُزام قصر تاريخي ووجهة سياحية
تلقى القصر رعاية كبيرة من قبل الجهات المختصة وأيضًا من أهالي المنطقة؛ وذلك لأن القصر يعد جزءًا هامًا من التاريخ ومن التراث الوطني السعودي، كما أنه أصبح وجهة سياحية للعديد من الزوار والسياح والباحثين التاريخيين، والذين يزورونه من داخل المملكة ومن خارجها، وذلك بفضل تنوع الأنشطة والفعاليات التي تقدم خلال برنامج “صيف السعودية”، والذي يوفر أكثر من 500 تجربة سياحية وباقة ونشاط، مما يضمن قضاء وقت ممتع ومليء بالمغامرات للزوار والمشتركين.
وفي الختام تم التعرف على قصر خُزام الواقع في الأحساء، وهو من القصور الملكية وقد تم بناؤه في غرب مدينة الهفوف في الأحساء، والهدف من بنائه كان حماية المنطقة من البدو الذين كانوا يقيمون بخيامهم في المنطقة في مواسم محددة من كل عام وتنشأ بينهم وبين الزوار الجدد خلافات، فبني القصر وتم تزويده بعدد من الموظفين من أجل حماية المنطقة، كما تم الحديث عن بناء القصر والذي يوجد فيه أسوار مرتفعة وأبراج ومدخل، وأخيرًا تحدثنا عن أهمية القصر للمنطقة؛ فهو بالإضافة إلى أنه رمزًا تاريخيًا ومكانًا لحماية المنطقة، أصبح أيضًا من المعالم السياحية الهامة في الأحساء، بالإضافة لتفاصيل أخرى.
إذا أردت التعرف على معلومات أخرى حول قصر المربع وكم عدد سكانه سنويًا، يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية.
هل لديك أي معلومات أخرى حول هذا القصر؟ شاركنا بها في التعليقات.