تعتبر الطاقه النووية واحدة من أبرز المصادر البديلة للطاقة التي تعتمد عليها العديد من الدول لتلبية احتياجاتها المتزايدة بطريقة صديقة للبيئة، وفعالة من حيث التكلفة. وفي إطار الاستثمار في هذا المجال، وتحقيقًا لرؤية السعودية 2030 في تنويع مصادر الاقتصاد والطاقة المتجددة تقوم المملكة بتطوير مشروعات نووية مثل مفاعل الأبحاث النووي منخفض الطاقة، الذي يعد خطوة هامة نحو تحقيق الطاقة المستدامة وتطوير البنية التحتية العلمية في البلاد.
نبذة حول مشروع مفاعل نووي الأبحاث في المملكة
تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من الدول التي تسعى بجدية للاستفادة من الطاقه النووية في تنويع مصادر الطاقة وتعزيز التنمية الشاملة. وفي هذا السياق يبرز مشروع مفاعل الأبحاث النووي منخفض الطاقة كمحطة رئيسية لتعزيز البحث العلمي والتطور التقني في البلاد. وبذلك يقدّم المشروع أول مفاعل للأبحاث النووية في المملكة العربية السعودية، يندرج تحت الاستخدام السلمي للطاقة النووية، ويسهم في تصميم وتطوير صناعة المفاعلات النووية في المملكة، وتطوير وتأهيل الكفاءات وبناء الكوادر البشرية من أجل تشغيل مفاعلات الطاقة، ونقل تقنياتها. وهناك العديد من الجهات الحكومية في البلاد التي تشرف على المشروع، من ضمنها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وهيئة الرقابة النووية والإشعاعية.
لتتعرف على أشكال مصادر الطاقة المتجددة في المملكة ننصحك بقراءة مقال الموارد الطبيعية المتجددة والغير متجددة في المملكة العربية السعودية للحصول على جميع المعلومات التي تحتاجها.
أهداف مشروع المفاعل النووي في المملكة
- يسعى المشروع إلى تطوير وتأهيل كوادر وطنية متخصصة في المجالات النووية وتشغيل مفاعلات الطاقة.
- تطوير مجال صناعة وتشغيل المفاعلات النووية وتعزيز البنية التحتية اللازمة لتحقيق المشروع الوطني للطاقة الذرية.
- تحسين نتائج البحث والتطوير والابتكار في المجالات النووية في مجالات الطاقة، والمجالات الطبية، ومجالات النظائر المشعة.
- تحقيق التنمية المستدامة من خلال الطاقة النووية وتعزيز الوعي العام حولها.
النسب والأرقام التي يحتلها المشروع
يعد هذا المشروع الأول من نوعه في المملكة، ويتم العمل عليه في 6 مختبرات تشعيع متخصصة و4 مرافق تدريب من أجل محاكاة الأنظمة النووية المتطورة. ويضم هذا المشروع ما يقارب 30 باحث ومهندس سعودي، شاركوا في تصميم وتطوير المفاعل. وتبلغ نسبة الطاقة المستخدمة في المشروع ما يعادل 100 كيلو واط. بمدى تشغيلي يصل إلى 40 عامًا، ويعمل تحت درجة ضغط منخفضة، مع قدرته على التبريد بحركة الدوران الطبيعي.
استخدامات الطاقة النووية في المجالات السلمية
تتيح الاستخدامات السلمية للطاقة النووية استفادة شاملة ومتنوعة من إمكانياتها في تلبية احتياجات الإنسان في مختلف المجالات، وأبرز هذه الاستخدامات:
- توليد الكهرباء: تستخدم الطاقة النووية لتوليد الكهرباء عبر عمليات تفاعل الانشطار النووي في مفاعلات الطاقة النووية، وتُعتبر هذه الطريقة واحدة من أهم وأكثر الطرق فعالية لتوليد الطاقة الكهربائية بكميات كبيرة وبتكلفة منخفضة.
- البحث العلمي والتطبيقات الطبية: تستخدم الطاقة النووية في البحوث العلمية والتطبيقات الطبية، مثل استخدام الأشعة النووية في التشخيص وعلاج الأمراض، واستخدام النظائر المشعة في العلوم الحيوية والطبية.
- تحلية المياه: يمكن استخدام الطاقة النووية في تشغيل محطات تحلية المياه، حيث يتم توليد الكهرباء اللازمة لتشغيل عمليات التحلية باستخدام مفاعلات نووية.
- تشغيل السفن: يمكن استخدام الطاقة النووية لتشغيل السفن، وتعتبر السفن النووية مستقبلًا محتملاً لصناعة النقل البحري، حيث يمكنها توفير طاقة كافية لتشغيل السفن لفترات طويلة دون الحاجة إلى إعادة التزويد بالوقود.
- توليد الحرارة: يمكن استخدام الطاقة النووية في توليد الحرارة لأغراض مختلفة، مثل تدفئة المباني وتشغيل العمليات الصناعية التي تتطلب درجات حرارة عالية.
مخاطر الطاقة النووية و مفاعل الابحاث النووي
تتلخص مخاطر وسلبيات الطاقة النووية في أنها تنتج نفايات مشعة يحتاج إلى التخلص منها بشكل آمن لمئات السنين. مما يسبب تلوث البيئة. إلى جانب أن التعرض لمستويات عالية من الإشعاع يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك الإصابة بالسرطان والأمراض الوراثية. بالإضافة إلى أن بناء وتشغيل مفاعلات الطاقة النووية يتطلب استثمارات كبيرة وقد يكون لها تأثير على التكاليف والأسعار. والجدير بالذكر أن الطاقة الطاقة النووية عندما لا تُدير بشكل صحيح. يمكن أن تؤدي حوادث مثل هذه إلى تسرب المواد النووية والإشعاعات، مما يسبب آثارًا بيئية وصحية خطيرة.
وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تحدثنا عن مشروع مشروع مفاعل الأبحاث النووي منخفض الطاقة في السعودية، وتناولنا فيه أهداف المشروع ونسبه. بالإضافة إلى ذلك تناولنا بعض من استخدامات الطاقة النووية في المجالات السلمية، ثم تعرّفنا على بعض سلبياتها ومخاطرها. للاطلاع على المزيد من المقالات في هذا المجال ننصحكم بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجدوا هناك كل ما ينال إعجابكم. وتحديدًا ننصحكم بالاطلاع على مقالة مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة لتحصلوا على مزيد من المعلومات في هذا السياق.