تعد نوبة الهلع من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا، وتتميز هذه النوبات بشعور مفاجئ بالخوف الشديد والرهبة، مصحوبة بأعراض جسدية عديدة، وعمومًا إن الإجابة على سؤال ما هي نوبات الهلع هو أنها عبارة عن نوبة مفاجئة يشعر فيها المريض بخوف شديد بدون سبب يستدعي الخوف؛ وهذا الشعور بدوره يحفز ردود الأفعال الجسدية من تسارع في ضربات القلب وضيق في التنفس بالإضافة إلى التعرق والشعور بالغثيان، ومن الطبيعي أن يمر بهذه الحالة أي إنسان مرة أو مرتين في حياته إذا ما مر بموقف عصيب، لكن إذا كانت هذه النوبات متكررة وبدون داعي فهنا يكون المريض مصابًا بحالة مرضية بمسمى “اضطراب الهلع”.
اعراض نوبات الهلع
عادة ما تبدأ هذه النوبات بشكل مباغت ودون سابق إنذار، فيمكن أن تصيب المريض في أي وقت، حتى أثناء قيادته للسيارة أو في مكان عمله وحتى أثناء نومه؛ حيث أنها توقظه من النوم، مع العلم أن اعراض نوبات الهلع عند النوم تكون نفسها في النهار إلا أنها أكثر شدة، وهي تحصل بين الحين والآخر، وقد تحصل بشكل متكرر، وهذه المشكلة لا يقتصر حدوثها على الكبار فمن الممكن أن تصيب الأطفال، وبالنسبة إلى نوبات الهلع عند الاطفال فيكون الطفل في حالة خوف شديد وكأنه لا يشعر بما يحدث حوله وكأنه يموت، وعلى كل حال فإن النوبات لها أشكال متعددة إلا أن المريض قد يشعر بالتعب والإرهاق بعد أن تهدأ النوبة، وتتضمن اعراض نوبات الهلع الجسدية بشكل عام ما يلي:
- زيادة في معدل خفقات القلب
- ضيق في التنفس
- قشعريرة
- غثيان
- صداع
- دوخة أو دوار أو حتى إغماء
- الشعور بعدم الواقعية
- الارتعاش أو الاهتزاز
- الشعور بالخطر أو الهلاك
مع التنويه إلى أنه من الممكن أن تتشابه نوبات الهلع اعراض مع أعراض أمراض أو مشاكل صحية أخرى؛ مثل النوبة القلبية، لذلك لا بد من زيارة الطبيب من أجل تشخيص المشكلة الصحية بدقة وتلقي العلاج المناسب، وقد يخضع المريض إلى اختبار نوبات الهلع وهو عبارة عن 5 أسئلة يقوم المريض بإجاباتها كتابةً ليتم تحديد ما إذا كان المريض مصابًا بهذا المرض أو لا.
اسباب نوبات الهلع
إجمالًا ليس هناك أسباب واضحة لحدوث هذه النوبات، إلا أنه يحدث سبب نوبات الهلع الشائع هو الشعور بالقلق حيال أمر ما أو أن المريض كان قد مر بتجربة صعبة، ومن أهم هذه الأسباب:
- المرور بتجربة عنيفة.
- وفاة أحد مقرب من المريض؛ وخاصة أحد أفراد الأسرة.
- الشعور بالقلق بسبب المرور بتجربة صعبة في المدرسة أو في المنزل.
- الشعور بالضغط بسبب العلاقات أو الصداقات أو غيرها.
انواع نوبات الهلع
فيما يتعلق بأنواع النوبات فهي 6 أنواع، وهي:
- نوبة الخوف والقلق
- نوبة الهلع المتوقعة
- نوبة الهلع الغير متوقعة
- نوبة الهلع الليلية
- نوبة الذعر
- الجمود وبمسمى آخر “نوبة الذعر الانفصالية”
كيف اتخلص من نوبات الهلع والقلق
وفي الإجابة عن سؤال كيف اتخلص من نوبات الهلع فإن الحل هو العلاج النفسي؛ حيث إن العلاج النفسي يمكّن المريض من فهم النوبات التي تصيبه والتكيف معها، وأيضًا يعرف المريض من خلاله كيف اتعامل مع نوبات الهلع كما يساعده على فهم اعراض نوبات الهلع والخوف وفي الحقيقة إن علاج الهلع قد يكون صعبًا، إلا أن العلاج السلوكي؛ وهو أحد أشكال العلاج النفسي يساعد في جعل المريض يدرك أن أعراض هذه النوبات هي في الحقيقة ليست خطرة، ولكن بشكل عام يعد الشفاء التام من نوبات الهلع أمرًا غير ممكن عند البعض وعند البعض الآخر قد يكون ممكنًا، وما زال الطب في تطور وقد يتوصل إلى حل جذري لهذه المشكلة.
علاج الهلع
إن الالتزام بالعلاج يلعب دورًا هامًا في التخفيف من شدة النوبات التي تصيب المريض، وتشمل خيارات العلاج الأساسية؛ العلاج النفسي والأدوية، ويمكن الالتزام بنوع واحد أو يزيد من العلاج، وذلك يكون بناءً على شدة اضطراب الهلع والتاريخ المرضي للمريض، فبالنسبة للعلاج النفسي هو أول خيار فعال في العلاج من النوبات، وكان قد تم الحديث عنه سابقًأ، إلا أننا يمكن أن نضيف معلومة أن أعراض النوبات ستقل خلال عدة أسابيع من بدء العلاج النفسي، وهي تقل بشكل كبير ومن الممكن حتى أن تنتهي.
أما بالنسبة للعلاج من الهلع باستخدام الأدوية؛ فإن الأدوية تساعد في التقليل من الأعراض التي تصاحب الهلع كما أنها تقلل من نوبات الهلع والاكتئاب، ومن الأمثلة على حبوب نوبات الهلع البنزوديازيبينات، وقد أشارت بعض الأبحاث الطبية إلى أنه من الممكن علاج نوبات الهلع بالاعشاب فإن الأعشاب تفيد في تهدئة هذه النوبات، وأبرز هذه الأعشاب: البابونج واللافندر وعشبة الكافا وعشبة الأشواغاندا. وبالطبع تختلف مدة الشفاء من نوبات الهلع من شخص لآخر وذلك حسب شدة الحالة ومدى الالتزام بالعلاج.
تجارب الناس مع نوبات الهلع
ولأن هذه المشكلة هي مشكلة شائعة تقريبًا، فإن هناك العديد من التجارب التي تحدث عنها بعض الأشخاص وهي كالتالي:
القصة الأولى
عانت م.ب من نوبات الهلع بعد وفاة والدتها، مما أدى إلى قيامها بإدمان المخدرات والعزلة، ومن ثم خضعت لبرنامج سحب السموم وللعلاج النفسي، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي، مما ساعدها على التحكم في النوبات كما ساعدتها ممارسة الرياضة والتأمل في العلاج، ومن بعدها توفي والدها إلا أنها لم تعاني من النوبات بعد وفاة والدها، وكان ذلك بفضل العلاج النفسي الذي تلقته في التجربة الأولى والتي علمتها كيف تتعامل مع الحزن.
القصة الثانية
عانت ر.ع من نوبة هلع بعد تلقيها خبر احتمال إصابتها بسرطان الدم؛ وقالت أن الأعراض التي شعرت بها هي الإحساس بالدوار وضيق التنفس والخوف من الموت، وكان قد ساعدها الطبيب النفسي وجلسات العلاج والدواء على تقبل المرض والتحكم في النوبات، كما أنها اتبعت نظامًا صحيًا ورياضيًا ساهم في تحسن حالتها.
وفي الختام تم التعرف على نوبات الهلع وما هي أسبابها وأعراضها وكيفية التخلص منها، وكيف يمكن التكيف معها في حال عدم وجود علاج لها، إذا أردت التعرف على معلومات أخرى حول اضطرابات القلق وكيفية العلاج منها يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية.