هل سبق لك أن سمعت عن مخطوطات عمرها مئات السنين، كتبها العلماء والمفكرون في مجالات مختلفة، لكنها كانت محفوظة بعيدًا عن أيدي الناس؟ الآن، بفضل منصة المخطوطات أصبح بإمكان أي شخص الاطلاع على هذه الكنوز المعرفية بسهولة ومن أي مكان. لم تعد هذه المخطوطات مقتصرة على الباحثين أو محفوظة في أماكن مغلقة، بل أصبحت متاحة للجميع بنسخ رقمية واضحة، مما يسهل دراستها والاستفادة منها.
أطلقت هيئة المكتبات هذه المنصة في 25 رمضان 1445هـ، بهدف جمع وإتاحة آلاف المخطوطات القديمة، ضمن مشروع وطني لحفظ التراث وإثراء المحتوى العربي. المبادرة لا تتوقف عند توفير المخطوطات، بل تسهم في دعم الباحثين، وتعزز المعرفة التاريخية، وتربط الجيل الجديد بتراث بلاده، ليكون هذا الإرث العريق في متناول الجميع بسهولة وسرعة.
ما هي منصة المخطوطات
إنشاء منصة المخطوطات في السعودية، بهدف جمع وإتاحة المخطوطات القديمة بنسخ رقمية عالية الجودة. توفر المنصة وصولًا سهلًا إلى كنوز معرفية يعود تاريخها إلى مئات السنين، مما يتيح للباحثين والمهتمين بالتراث استكشاف هذه المخطوطات والاستفادة منها في مختلف المجالات. وتعد المنصة خطوة مهمة نحو الحفاظ على الإرث الثقافي السعودي والعربي، من خلال توظيف التكنولوجيا الحديثة في رقمنة المخطوطات وتأمينها للأجيال القادمة.
أهداف المنصة ودور هيئة المكتبات
- حفظ المخطوطات من التلف من خلال رقمنتها وإتاحتها بنسخ عالية الجودة
- تسهيل الوصول إلى المخطوطات عبر منصة إلكترونية موحدة، تتيح للباحثين والجمهور تصفحها بسهولة
- دعم البحث العلمي من خلال توفير مصادر موثوقة ومتنوعة للدراسات التاريخية والثقافية
- توثيق المخطوطات وإنشاء قاعدة بيانات موحدة تسهّل عملية البحث والاستكشاف
- التعاون مع المكتبات والمؤسسات المتخصصة لضمان جمع أكبر عدد ممكن من المخطوطات النادرة وإتاحتها للجميع
محتويات منصة المخطوطات

تضم المنصة حاليًا أكثر من 5000 مخطوط متاح بالكامل بنسخ رقمية واضحة، تغطي مجالات متنوعة مثل العلوم، والأدب، والتاريخ، والفقه. هذه المجموعة تمثل البداية فقط، حيث تسعى المنصة إلى توفير أكبر عدد ممكن من المخطوطات، مما يمنح الباحثين والمهتمين فرصة استكشاف هذا الإرث الغني بسهولة ومن أي مكان.
خطط التوسع المستقبلية
لا تتوقف المنصة عند العدد الحالي من المخطوطات، بل تهدف إلى رقمنة وإتاحة جميع المخطوطات الموجودة في السعودية، والتي يزيد عددها عن 160 ألف مخطوط، مما يشكل نحو 27% من حجم المخطوطات في العالم العربي. تعمل الهيئة بالتعاون مع المكتبات الوطنية والخاصة لتحقيق هذا الهدف، لتصبح المنصة مرجعًا شاملاً لكل من يبحث عن المعرفة التاريخية الأصيلة.
أبرز محتويات المنصة
- 5000 مخطوط نص كامل في مختلف المجالات
- مخطوطات نادرة وأثرية ذات قيمة علمية وتاريخية
- إمكانية البحث والتصفح بسهولة عبر المنصة الإلكترونية
- صور رقمية بجودة عالية للحفاظ على تفاصيل المخطوطات
- تحديث مستمر بإضافة مخطوطات جديدة باستمرار
المنصة ضمن الجهود الثقافية للمملكة
تعد منصة المخطوطات جزءًا من بوابة الثقافة، وهي الواجهة الرقمية الرسمية التي تهدف إلى حفظ وإبراز التراث الثقافي السعودي. من خلال هذه البوابة، يتم تقديم المخطوطات التاريخية بطريقة منظمة وسهلة الوصول، مما يتيح للجمهور فرصة استكشاف هذا الإرث العريق بكل سهولة. وتهدف المنصة إلى تعزيز المعرفة وتسهيل البحث الأكاديمي، مما يعكس التزام المملكة بتطوير المحتوى الثقافي الرقمي.
أهمية المنصة في الحفاظ على الهوية الثقافية
تلعب منصة المخطوطات دورًا مهمًا في حماية التراث السعودي، فهي لا تقتصر على حفظ المخطوطات فقط، بل تسهم في تعزيز الهوية الثقافية من خلال إتاحة هذه الكنوز للجميع. كما أنها تدعم الباحثين والمختصين في دراسة المخطوطات، مما يسهم في توثيق التاريخ ونشر المعرفة بشكل أوسع.
دور وزارة الثقافة السعودية في دعم المنصة
- إطلاق المشاريع الرقمية التي تهدف إلى حماية وإتاحة المخطوطات
- التعاون مع الجهات المعنية مثل المكتبات الوطنية والخاصة
- تقديم الدعم الفني والتقني لضمان رقمنة المخطوطات بأعلى جودة
- توعية المجتمع بأهمية المخطوطات عبر الفعاليات والبرامج الثقافية
- تشجيع الباحثين والمهتمين على الاستفادة من المخطوطات في دراساتهم وأبحاثهم
تعرف على دور وزارة الثقافة السعودية في التحول الثقافي في المملكة
اهتمام السعودية بالمخطوطات على مرّ السنين

لم تكن المخطوطات مجرد أوراق قديمة، بل هي سجل حيّ للمعرفة والتاريخ، ولهذا حرصت السعودية على حمايتها والمحافظة عليها. في عام 2001م، صدر مرسوم ملكي خاص بنظام حماية التراث المخطوط، لتنظيم جمع هذه الوثائق التاريخية وترميمها وحمايتها من التلف. كان هذا القرار خطوة مهمة لضمان بقاء المخطوطات السعودية والعربية في متناول الباحثين والأجيال القادمة، مما يعكس التزام المملكة بالحفاظ على إرثها الثقافي.
وبجانب هذا الإطار القانوني، تم إنشاء أقسام متخصصة للمخطوطات في المكتبات الوطنية والجامعات، حيث يمكن للباحثين الوصول إلى هذه الكنوز بسهولة. كما حرصت الدولة على تطوير معامل الترميم والصيانة، لضمان الحفاظ على المخطوطات بأفضل صورة، حتى لو كانت قديمة أو متضررة. ولم تقتصر هذه الجهود على الأماكن الثابتة، بل تم تجهيز معامل متنقلة قادرة على الوصول إلى أي موقع يحتاج إلى خدمات الصيانة والحفظ.
ختاما، تمثل منصة المخطوطات خطوة مهمة في الحفاظ على التراث الثقافي السعودي وإتاحتها للجميع بأسلوب حديث وسهل. فمن خلال الرقمنة والتوثيق، أصبح بإمكان الباحثين ومحبي المعرفة استكشاف كنوز الماضي بضغطة زر، مما يعزز من دور المخطوطات في إثراء البحث العلمي والثقافة. ومع استمرار الجهود في توسيع محتويات المنصة، سيظل هذا المشروع شاهدًا على التزام المملكة بحفظ إرثها التاريخي ونقله إلى الأجيال القادمة.
إذا كنت مهتمًا بالتطورات الحديثة في قطاع العقارات والتكنولوجيا، فلا تفوت فرصة متابعة مدونة بيوت السعودية! حيث تجد مقالات غنية بالمعلومات التي تواكب أحدث التوجهات في السوق العقاري السعودي. من بين المواضيع المثيرة التي تغطيها المدونة هو مقال منصة النقل الذكية، الذي يسلط الضوء على كيف تساهم التكنولوجيا في تحسين وسائل النقل وتطوير البنية التحتية في المملكة.