أظهرت المملكة العربية السعودية اهتماما كبيرا في مواجهة مشكلات البيئة وحلولها، بأشكالها العديدة. ووضعت ضمن خططها المستقبلية التخفيف والسيطرة على أسباب هذه المشكلات لضمان بيئة نظيفة، وتطبيق شعار مبادرتها مبادرة السعودية الخضراء. فما هي أهم مشاكل البيئة ؟ وما هي أسباب التلوث البيئي ؟
التلوث البيئي
التلوث البيئي عبارة عن إضافة مواد إما صلبة، أو سائلة، أو غازية، أو أي شكل من أشكال الطاقة كالحرارة، أو الإشعاع، او الصوت إلى البيئة، ويكون ذلك بمعدلات أسرع مما يمكن تشتيته، أو تحليله، أو تخفيفه، أو إعادة تدويره بشكل غير ضار.
أشكال التلوث البيئي
تسعى المملكة العربية السعودية لتحديد أشكال التلوث البيئي، لمعرفة كيفية حل مشاكلها. فيما يلي أهم أشكال التلوث البيئي:
تلوث المياه
وممكن أن تتلوث المياه نتيجة الأنشطة الزراعية، والصناعية التي يستخدمها البشر والنباتات والحيوانات. وممكن أن يحدث نتيجة الأمطار الحمضية، أو البقع النفطية، والامتداد العمراني. وقامت وزارة البيئة والمياه والزراعة بوضع استراتيجية شاملة للمياه، لمواجهة التحديات الرئيسية، وإعادة هيكلة القطاع، وتقييم الطلب على المياه وموارد المياه، والعوامل التمكينية، وتحديد طبيعة وحجم الثغرات بين العرض والطلب.
تلوث الهواء
ويكون تلوث الهواء ناتج عن أبخرة صناعة المركبات، والسيارات، وهي من السموم الأكثر وضوحا. بالإضافة إلى البلاستيك، والمعادن الثقيلة، والنترات التي يتم تفريغها من قبل المصانع والشركات. وتسعى الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة إلى وضع ومتابعة المعايير والمقاييس الخاصة بجودة الهواء، وقامت بتوقيع عدة اتفاقيات ومعاهدات للمساهمة في ذلك. وتعد مشكلات البيئة الصناعية إحدى أهم المشكلات المؤثرة في جودة الهواء.
تلوث التربة
أو ما يسمى بتدهور سطح الأرض، والذي يأتي نتيجة الأنشطة الصناعية والانشائية والزراعية، والأنشطة البشرية مثل إزالة الغابات، والنفايات، والتعدين.
التلوث الزراعي
يأتي التلوث الزراعي نتيجة استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة. وتكون هذه المواد غير قابلة للذوبان بشكل سريع، وتتفاعل مع الماء وتترسب إلى التربة، فيقوم النبات بامتصاصها. ويؤدي ذلك إلى تلوث المجاري المحلية، وانتقال التلوث إلى الحيوان والإنسان اللذان يأكلان هذا النبات الملوث. بالإضافة إلى الغازات الضارة الناتجة عن تفاعل المبيدات الحشرية الجديدة مع المرشوشة مسبقا.
تغير المناخ
يؤثر تغير المناخ بشكل كبير وسلبي على البيئة، واختلال في التوازن البيئي، كذوبان الجليد القطبي، وظهور الأمراض الجديدة، وتغير في المواسم، وفي حالة المناخ بشكل عام. وقد أطلقت المملكة العربية السعودية البرنامج الوطني للاقتصاد الدائري الذي يمكن من خلاله إدارة الانبعاثات للتخفيف من حدة آثار التحديات المناخية، واستدامة أنظمة الطاقة وجعلها أنظف، وتعزيز أمن واستقرار أسواق الطاقة. وقامت بإنشاء مجلس للمحميات الملكية للحفاظ على الغطاء النباتي وزيادته. ولهذا يعد تغير المناخ من أهم مشكلات البيئة.
الاحتباس الحراري
يأتي الاحتباس الحراري نتيجة امتصاص سطح الأرض لأشعة الشمس وتحويلها إلى حرارة تنطلق إلى الغلاف الجوي، بحيث تحبس جزيئات الغاز الدفيئة بعض الحرارة. كلما زادت نسبة الغازات الدفيئة زادت كمية الحرارة المحتجزة في الغلاف الجوي. مما يؤثر في تغيرات الطقس، وطبيعة المناخ. ويأتي ذلك كله من النشاطات التي تمارس على الأرض مثل حرق الوقود الأحفوري.
إزالة الغابات
تعد الغابات مصدرا للأكسجين، والذي يعمل على إدارة درجة الحرارة، وهطول الأمطار. تقل نسبة المناطق الحرجية على الأرض نتيجة بحث الإنسان عن المنازل والمواد الغذائية، مما يقلل نسبتها. ومن الجدير بالذكر أن الغابات تغطي 30% من مساحة الأرض الكلية.
التعديل الوراثي
أو ما يسمى بالتعديل الجيني وتكون باستخدام تكنولوجيا الحيوية بالهندسة الوراثية، وعملية الهندسة الوراثية للأغذية، والتي تجلب المرض والسموم للأغذية، فتبدأ الحيوانات بتناول المواد الكيميائية غير الطبيعية، مما يشكل تهديدا للعالم.
التأثير على الحياة البحرية
تؤدي زيادة نسبة الكربون في الماء من مشكلات البيئة الحقيقة، ويظهر ذلك في الدراسات التي أجريت على الأسماك المجهرية، والمحار. ويعد ذلك التأثير مشابها لهشاشة العظام عند الإنسان.
المشكلات البيئية في السعودية
سنطلع هنا على اهم المشاكل البيئية في السعودية في الزمن الحالي:
- زيادة انبعاث ثاني أكسيد الكبريت، وأكسيد النيتروجين
- مياه الآبار الملوثة
- مخلفات مصانع الإسمنت
- مياه الآبار الجوفية
- تدهور الأراضي والتصحر
جهود المملكة في حماية البيئة
عملت المملكة العربية السعودية جاهدة إلى حماية البيئة، والتخفيف من المشكلات التي تواجهها، ومن الأفعال التي قامت بها المملكة في هذا الخصوص:
- مشروع إعمار بيئي، وهو أكبر مشروع إعمار للبيئة في التاريخ، وقد كلف المملكة أكثر من 1,1 بليون دولار أمريكي، وكان متعلقا بالإصلاحات بعد حرب الخليج.
- إنشاء صندوق أبحاث للطاقة والبيئة.
- إنشاء مركز الزراعة الصحراوية، والذي يعمل على تطوير الأنظمة المستدامة منخفضة المدخلات، وتستخدم المياه بكفاءة لإنتاج الحبوب والأغذية، وتناسبها مع البيئة الصحراوية الساحلية المعتمدة في الزراعة على مياه البحر وأشعة الشمس.
- وتم إطلاق مبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر لإدراك المملكة بدورها كأهم الدول المصدرة للنفط، ومسؤوليتها اتجاه أزمة المناخ، ودورها الريادي في المنطقة، وقيادة الشرق الأوسط لحقبة زمنية خضراء.
ومن جوانب حل مشكلات البيئة في السعودية والحفاظ على البيئة، قامت المملكة بحماية الحياة الفطرية من خلال المركز الوطني لحماية الحياة البيئية، وأنشأت محميات طبيعية لحماية الموارد البيئية. يمكنك الاطلاع أكثر على هذه المواضيع من خلال مدونة بيوت السعودية.