التوافق الفكري بين الشريكين المقبلين على الزواج قد لا يكون كافيًا في بعض الأحيان، إذ أن هناك العديد من الأمراض الوراثية التي قد تؤثر سلبًا على حياة الزوجين بالمستقبل، فيمكن أن تؤثر هذه الأمراض على الزواج والأسرة بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يتطلب ذلك، الأخذ بالأسباب والتشخيص المبكر وعمل الفحوصات التي من شأنها أن توضح ما هي الأمراض الوراثية التي يحملها الشخص، وعمل التقييم الجيني الذي يوضح الأمراض المحتمل نقلها الأولاد من الشريك، أو إفصاح الشريك عن ما إذا كان لديه تاريخ مرضي خطير، وذلك لأهمية الاطلاع والوضوح على كل ما قد يؤثر ضررًا مستقبلًا، والشائع في بعض الدول عمل فحص الثلاسيميا قبل اقبال الشريكين على الزواج، وذلك لضرورة عدم تطابقه فيما بينهما.
سنتعرف أكثر من خلال المقال عن مرض الثلاسيميا والزواج، وربما يأتي الى ذهنك سؤال، هل مرض الثلاسيميا خطير؟ تابع معنا في هذا المقال..
ماهو مرض الثلاسيميا
يعد مرض الثلاسيميا اضطراب وراثي يؤثر بشكل أساسي على تكوين الهيموغلوبين في الدم؛ حيث أن الهيموغلوبين هو البروتين الذي يحمل الأكسجين في خلايا الدم الحمراء، ومن الجدير بالذكر بأن يورث هذا المرض من الوالدين، حيث ينقل كل منهما نسخة معينة من الجينات المتسببة في المرض.
واستنادًا لما سبق، يوجد هناك نوعين من مرض الثلاسيميا، وهي ما يُعرف بالثلاسيميا الكبرى “البيتا” الثلاسيميا الصغرى “الألفا”، حيث انه في الثلاسيميا الكبرى يكون هناك نقص كبير في إنتاج الهيموجلوبين مما يؤدي ذلك إلى نتوج أعراض شديدة تتضمن فقر الدم الشديد، وتضخم الطحال، ومواجهة مشاكل في النمو، أما النسبة الثلاسيميا الصغرى، فيعتير هذا النوع الأقل ضررًا وألمًا على صاحبه، حيث أن نقص إنتاج الهيموغلوبين يكون أقل، مما يعني أن الأعراض خفيفة وأقل شدة من الكبرى.
وتبعًا لذلك، فإن يمكن القول أن علاج هذا المرض يعتمد على مدى اختلاف نوع المرض وشدته، وقد يشمل العلاج بعض الأدوية التي تساعد على تحسين مستويات الهيموغلوبين في الدم، والقيام بنقل الدم للحفاظ على مستويات الهيموغلوبين المناسبة، ولكن لا يفوتنا أن ننوه أنه في بعض الحالات قد يتطلب العلاج زراعة نخاع العظم، والحرص على المتابعة الدورية مع الطبيب المختص لمراقبة حالتهم، وضبط العلاج.
مرض الثلاسيميا والزواج
من المهم التطرق للحديث عن فحص الثلاسيميا قبل الشروع بالزواج تفاديًا لنقل هذا المرض جينيًا للأطفال وتفاقم مشاكل مرضية لا حصر لها في حال كانا الشريكين يحملان نفس المرض، فهناك رابطة قوية بين مرض الثلاسيميا والزواج، لذا من المهم أن يتم الفحص وذلك للأسباب التالية:
تقليل خطر نقل المرض للأطفال
هناك احتمالية كبيرة بأن يولد الطفل مصابًا بمرض الثلاسيميا، في حال الشريكان يحملان جينات هذا المرض، حيث أن فحص الثلاسيميا مسؤول عن كشف الجينات المرتبطة بالمرض لكلا الزوجين المحتملين، وبهذا تكون الصورة أوضح لهما لأخذ القرار المناسب بشأن الزواج والأسرة.
التوعية والتثقيف
يساعد مرض الثلاسيميا على فهم الخطر الوراثي له، ويوضح كيفية نقله للأجيال القادمة، حيث أن التعرف على المشكلة والوعي بها يساعدك بشكل كبير على أخذ قرار مدروس ومبني على حجة حقيقية، حول الزواج وتكوين أسرة.
التشخيص المبكر
فمن خلال فحص الثلاسيميا قبل الزواج يمكن أن يتم اكتشاف المرض بمراحله الأولى، مما يتيح لك الفرصة للحصول على العلاج المناسب، وإدارة المرض بشكل أفضل قبل إنجاب الأطفال وتوريثهم المرض.
تخطيط الأسرة
بناءً على نتائج الفحص، يمكن للأزواج المحتملين اتخاذ قرارات واضحة بشأن تخطيط الأسرة، مثل القدرة على استكمال الزواج أو البحث عن خيارات بديلة للإنجاب.
أعراض مرض الثلاسيميا
تختلف أعراض مرض الثلاسيميا حسب شدة الحالة وتفاقمها، لذا يجب على الأشخاص المشتبه بإصابتهم بهذا المرض البحث عن العلاج والرعاية الطبية المناسبة من قبل طبيب مختص لتشخيص الحالة ومتابعتها، إليك بعض الأعراض الشائعة لكل نوع من أنواع مرض الثلاسيميا:
ثلاسيميا الألفا
- فقر الدم الخفيف إلى المعتدل.
- هزلان وتعب.
- الإصابة المتكررة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي.
- ضعف وتأخر في النمو لدى الأطفال.
ثلاسيميا البيتا
- فقر الدم الشديد.
- تعب وضعف شديد.
- تقصف العظام وألم في العظام.
- اضطرابات في النمو والتطور الجنسي لدى الأطفال.
- تشوهات العظام وتضخم العظام في الوجه والرأس (في الحالات الشديدة).
هل مرض الثلاسيميا خطير
نعم! يعد هذا المرض خطيرًا خاصة فيما يتعلق بنقل هذه الجينات المرضية الى الأطفال؛ فهي تؤثر على الصحة وقد تعطل الإنسان من عمل مهامه اليومية بسهولة كون أن الأعراض التي تصاحبه تمنعه من النشاط والحركة، وفقر الدم وغيره من المشاكل التي ذكرناها، وتحتاج الى رعاية طبية مستمرة وعلاج طويل الأمد للمحافظة على مستوى الدم في الجسم.
يمكنك زيارة دليل مستشفيات ابها الحكومية والخاصة التي تقدم أفضل أنواع العلاج
لذا عزيزي القارئ، لا تتهاون أبدًا بعدم فحص هذا المرض قبل إقبالك على الزواج، كونه يؤثر على جودة حياة أطفالك مستقبلا، فالحرص على تقليل خطر نقل الأمراض للأبناء المستقبليين أم في غاية الاهمية والضرورة، لتكون قادرًا بعدها على اتخاذ الاجراء المناسب والمدروس، فهذا الأمر يحتاج إلى وعي كبير بين الشريكين، بعيدًا عن العاطفة والمشاعر، كون أن الأثر يشمل أفراد أخرى لا ذنب لها بعيش هذه الحالة المرضية التي قد تؤثر على حياتهم اليومية ونشاطهم، وغيرها من الأمور الروتينية التي تشكل عاملًا مهمًا في حياة البشرية، أو أن تكون قادرًا على وضع حلول بديلة تناسب معتقداتك الخاصة أنت والشريك، وكما يقال”الوقاية خير من العلاج”
إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من مقتطفات والمقالات الأخرى المهمة والشيقة؛ فإننا ندعوك لزيارة مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل جديد أولاً بأول.