بعد سنواتٍ طوال من العمل الدؤوب في إطار سعيها الحثيث والمتواصل نحو تحقيق نهضة شاملةٍ أركانها التفوق والتطوّر والازدهار؛ جرى في العام 2022 تدشين وافتتاح ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية أو التي تُعرف سابقاً باسم مدينة جازان الإقتصادية في المملكة العربية السعودية، لتكون المدينة بمثابة بوابةً جديدة للمملكة على العالم بما تحظى به من موقع استراتيجي، ومساحة ضخمة، وفرص عملٍ واستثمارٍ هائلة، تِبعاً لما تضمه من مرافق ومراكز بالغة الأهمية وغزيرة الفاعلية في تعزيز مكانة المملكة في القطاع الصناعي ومجالات الطاقة على مستوى المنطقة.
في هذا المقال؛ نستعرض أبرز المعلومات والتفاصيل عن مدينة جازان الإقتصادية أو مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية بما يشمل نبذة تعريفية وتوضيحية عنها وعن تأسيسها، جنباً إلى جنبٍ تبيان تفاصيل موقع مدينة جازان الاقتصادية، وسرد قطاعات الأعمال والإنتاج فيها، والحديث عمّا تتيحه من فوائد عائدة على السعودية ككل بوصفها بوابةً جنوبية للمملكة على العالم، كما سنورد المزيد من المعلومات المهمة والتفاصيل البارزة حول المدينة الاقتصادية جازان علّنا نساعدك بذلك في العثور على ما تبحث عنه من معلومات وما يدور في ذهنك من تساؤلاتٍ صناعية جازان أو مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية.
تسلسل زمني ونبذة عامّة عن مدينة جازان الإقتصادية
في العام 2006م أعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز عن رؤية ومخطط لإنشاء مدينة جازان الإقتصادية لتكون لبنة وركيزة من لبنات وركائز تعزيز بناء الاقتصاد المتنوع للمملكة، ومورداً مهماً من الموارد التي تُسهم في تقليل اعتماد اقتصاد البلاد على صادرات النفط.
وفيما بدأ وضع مخطط مشروع مدينة جازان الإقتصادية منذ ذلك الحين؛ فلقد أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز مرسوماً ملكياً في العام 2015م، يقضي بتكليف الهيئة الملكية للجبيل وينبع بمسؤولية إدارة وتشغيل مدينة جازان الإقتصادية بدلاً من شركة أرامكو السعودية، لتباشر الهيئة الملكية للجبيل وينبع تنفيذ المشروع بخطىً مُتّزنةً ومتسارعة وصولاً إلى العام 2022 الذي تم فيه افتتاح وتشغيل ميناء مدينة جازان الإقتصادية رسيماً وذلك بعد مرسومٍ ملكي صدر في العام 2017 يقضي بتغيير اسم المشروع من مدينة جازان الإقتصادية إلى مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية بما يتوائم مع اختصاصات المشروع ويُعبر عنها بانسجامٍ أدق وأكبر.
موقع مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية
لا شك في ما يضفيه وما يُسهم به موقع منطقة أو مدينة جازان في الأساس من ملائمةٍ واستحقاقٍ لضم هذا المشروع العملاق، وذلك تِبعاً لحظوتها بإطلالةٍ على البحر الأحمر وقربها من مضيق باب المندب ومحور التقاء القارات الثلاث الكبر آسيا وأفريقيا وأوروبا، وفي هذا السياق فتتخذ مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية أو مدينة جازان الإقتصادية سابقاً موقعاً استرتيجياً مهماً ومميزاً للغاية على شاطئ البحر الأحمر في مدينة جيزان التي تُعد مركز منطقة أو إقليم جازان عطفاً على مساحة جيزان وبوصفها الأكبر والأهم بين مُدن الإقليم.
تبلغ مساحة المدينة الاقتصادية جازان نحو 103 كم مربع، كما تمتد لمسافة 11.5 كم على سواحل البحر الأحمر من مساحة جازان الإجمالية المشرفة على البحر، وبينما يُعد ميناء منطقة جازان الذي يضم المشروع؛ ثالث أهم الموانئ السعودية نظراً لتميزه بالقرب من الطرق الرئيسية للتجارة العالمية وربطه بين العديد منها إلى جانب سعته الاستعابية الكبيرة؛ فإن موقع مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية يأتي بمحاذاة أهم طريق للشحن الدولي على البحر الأحمر أيضاً، ناهيك عن توفر العديد من المواد الخام المهمة، والأيدي العاملة الماهرة في منطقة المشروع كذلك.
كما تقوم مدينة جازان الإقتصادية على مقربةٍ من عدة مراكز حيوية داخل المملكة العربية السعودية بما في ذلك مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي يقع على بعد 66 كم جنوباً، وخط السكك الحديدية الذي يجري العمل على إنشاءه لربط مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية مع مدينة جدة التي تبعد نحو 600 كم شمال غربي البلاد أيضاً، كما تُشكّل محمية “بيش بارك” الريفية في شمالي جازان؛ رئة خضراء للمنطقة بما تحوز عليه من مساحات خضراء شاسعة ومحافظة على النباتات في وسط مدينة بيش المشهورة بالزراعة والخُضرة، ضِف إلى ذلك العديد من الوجهات والمراكز والمنشآت والعناصر الحيوية والمهمة التي تحيط بالمشروع مما يمنحه مزيداً من التميز وعوامل النجاح أيضاً.
اختصاصات وقطاعات العمل في مدينة جازان الإقتصادية
تتكامل اختصاصات مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية بأسلوب رشيق وفعّال يضمن شمولاً رحباً لقطاعاتٍ مختلفة، وتنوعٍ كفؤٍ ومنسجمٍ بما يُلبي متطلبات المصلحة العامة جنباً إلى جنبٍ مع تحقيق الفائدة الجليلة المتطلع اغتنامها من المشروع، إذ تتألف المدينة من عناصر فاعلة ومهمّة تشتمل على ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، ومنطقة الصناعات، ومركز الخدمات اللوجستية، ومحطة الطاقة والتحلية والتبريد، والمنطقة السكنية، وجزيرة مركز الأعمال، و المركز الحضاري، والكورنيش، وحي الواجهة البحرية، ومنطقة الخدمات البحرية، والمنطقة التعليمية.
وفي حين تحظى الصناعات الثقيلة ذات الاستخدام الكثيف للطاقة، بالحيّز والقدر الأكبر من الاهتمام ضمن مدينة جازان الاقتصادية بما في ذلك كلاً من قطاع تكنولجيا الأحياء وتكنولوجيا الزراعة؛ فلقد جرى تخصيص ثلثي مساحة المشروع لتطوير منطقة صناعية جازان المتقدمة وتجهيزها بأحدث العناصر والتجهيزات والموارد والشبكات اللازمة لمشاريع الصناعات الثقيلة والأساسية والتحويلية.
بالإضافة إلى ذلك فيُركز المشروع أيضاً على الصناعات الثانوية المختلفة وفقاً لأعلى المواصفات والمعايير، بما في ذلك الصناعات المساندة في القطاع الزراعي وقطاع تعزيز الثروة السمكية، الأمر الذي تدعمه طبيعة منطقة جازان، زِد إلى ذلك الاهتمام البالغ بمجال معالجة السيليكون كنعصرٍ أساسي في تكنولوجيا المستقبل، وذلك تِبعاً لوفرته في المنطقة بغزارة، إلى جانب المساعي الحثيثة والعمل على إنتاج وصناعة المستحضرات الطبية المهمة والفاعلة كذلك، وتتضمن مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية مركزاً إقليمياً لتوزيع خام وحبيبات الحديد إلى عموم منطقة الشرق الأوسط، هذا ناهيك عمّا سوى ذلك من الاختصاصات الحيوية وقطاعات العمل والاستثمار الأخرى والإضافية إلى ما ذكرناها من مجالات رئيسية تحوز عليها مدينة جازان الإقتصادية أيضاً.
الفوائد والاستثمارات والوظائف في مدينة جازان الإقتصادية
تتيح مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية بيئة فاعلة وكفؤة ومتميزة لإنتاج الصناعات الاساسية والتحويلية، وعمليات تبادل التقنيات، كما توفر مدىً فسيحاً ورحباً للتجارة والاستثمار، والتعليم والتدريب، والإسكان وممارسة الأنشطة الحياتية بأسلوبٍ عالي الجودة.
وفي سياق تحقيقها قدراً هائلاً من الفعاليات والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية؛ فإنه من المتوقع أن تحصد مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية أكثر من 100 مليون ريال سعودي كعائدٍ من استقطاب الاستثمارات الخاصة في العديد من القطاعات المختلفة التي تتضمنها مدينة جازان الإقتصادية؛ مما سيُسهم بدوره في توفير نحو 500 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بحسب المؤشرات والتوقعّات.
فيما تشير تحليلات وتوقعات أخرى بمساهمة المدينة في إجمالي الناتج المحلي بمقدار 39 مليار ريال سعودي بحلول العام 2040، ووصول حجم الاستثمار الأجنبي في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية إلى 11 مليار ريال سعودي في العام ذاته أيضاً.
وإجمالاً؛ فلا شك في أهمية وفاعلية دور مدينة جازان الإقتصادية أو مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية في تعزيز وترسيخ المكانة الإقليمية للمملكة العربية السعودية على مستوى الإقليم والعالم، إلى جانب مساهمة المدينة في إثراء تنوع مصادر الدخل الاقتصادي للمملكة وتقليل حجم الاعتماد على صادرات النفط المحلي، ضِف إلى ذلك ما تُحققه مدينة جازان الاقتصادية أو مدينة جازان للصناعات الأساسية من حضورٍ موقّرٍ وإشراكٍ للسعودية في المجالات الحيوية والنهضوية التي من شأنها تأدية دورٍ فاعلٍ في تقديم المملكة بصورةٍ ناصعةٍ وأكثر إشراقاً للعالم والنهوض بها إلى آفاقٍ من التقدم والتطوّر والنجاح، جنباً إلى جنبٍ مع ما يعود به هذا الحضور من فائدةٍ جمّة وكبيرة على المصلحة العامة للمملكة وشعبها وقاطنيها والمنطقة ككل.
بهذا نكون قد قدّمنا لك معلومات وافية وشاملة في هذا المقال عن مدينة جازان الإقتصادية أو مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية بما تشتمل عليه من مشاريع فذّة ومهمّة للغاية وما لها من دورٍ فاعلٍ في تحقيق رؤية التقدم والتطوير في المملكة العربية السعودية.
إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من المقالات المهمّة والشيّقة؛ فإننا ندعوك لتفقّد مدوّنة بيّوت السعودية والبقاء على اطّلاعٍ بكلِ جديدٍ أولاً بأول.