جميع الموظفين حول العالم يواجهون ضغوط العمل، وهذا شيء ليس بجديد. فقد ظهر هذا المصطلح منذ القرن الثامن عشر ميلادي. يتعرض العاملون للضغوط نتيجة أسباب عدة إما من بيئة العمل، أو أسباب أخرى. لكن على العامل معرفة اثر ضغوط العمل على ادائه وصحته، وتحديد أسباب ضغوط العمل ليعرف كيفية التعامل معها وتجاوزها.
ضغوط العمل
يمكن تعريف ضغوط العمل بأنها مجموعة العوامل النفسية والصحية الناتجة عن المواقف التي يتعرض لها الموظف في عمله، وزيادة متطلبات العمل عن قدرته، مما يؤدي إلى شعوره بالضجر والضيق، وتؤثر سلبيا على حالته النفسية بشكل سلبي.
أسباب ضغوط العمل
تأتي ضغوط العمل نتيجة أسباب عدة تؤدي إليها، ومنها:
أسباب نفسية تعود إلى بيئة العمل، مثل:
- عدم تناسب المهام المطلوبة مع قدرات العامل وتعددها، مما يؤدي إلى بذل جهد إضافي، وصعوبة في العمل.
- قلة فترات الراحة أثناء العمل، مما يؤدي إلى إجهاد العامل والتخفيف من إنتاجيته.
- عدم الشعور بالأمان الوظيفي، مما يقلل من ثقة العامل بالمؤسسة التي يعمل بها، ويخفف من عطائه وإنتاجيته.
- بعد مكان العمل عن مكان إقامة العمل، مما يحمله جهدا أكبر في الوصول إى مكان العمل، ووقتا أكثر، وتكاليف أكثر.
- الضجيج وصوت الآلات التي تسبب التوتر وعدم التركيز بالعمل.
- عدم توافر وسائل الصحة والسلامة المهنية في مكان العمل، مما يعرض العامل للخوف من أي إصابة محتملة.
- سوء التهوية والرطوبة التي ممكن أن يتسبب بنقص الأكسجين وضيق التنفس.
- ضيق المكان، حيث تحد مساحة المكان الصغيرة من حركة العاملين، وتقلل شعورهم بالراحة خلال القيام بأعمالهم.
- العمل بنظام الورديات، حيث لا يستطيع العامل التأقلم مع نمط دوام معين ونظام حياة مستقر، وأوقات راحة كافية.
- ساعات العمل الطويلة تؤدي إلى شعور العامل بالإرهاق والملل، مما يقلل من إنتاجه.
أسباب تعود لصاحب العمل، مثل:
- قلة الأجور، فعند شعور العامل بعد استحقاقه للأجر المدفوع له، فذلك يقلل من إنتاجيته وحبه للعمل. فلا بد من حماية أجور العاملين للحفاظ على نفسيتهم وأدائهم الوظيفي.
- سوء المعاملة مع العاملين، عند عدم وجود احترام وتقدير للعاملين من قبل مديرهم يؤدي إلى ضغطهم النفسي واستيائهم من العمل.
- عدم توفر التأمين الصحي يجعل العامل يتحمل أعباء أكثر في آلية حصوله على العلاج في حالات المرض.
- قلة المكافآت والحوافز، فعدم وجود ما يحفز العامل لفترة طويلة تشعره بعدم التقدير لعمله.
- عدم تطبيق قانون العمل ونظام العاملين، وعدم الالتزام بالحقوق والواجبات تؤدي إلى شعور العامل بالظلم.
- عدم توضيح هيكلية العمل، والمهام المطلوبة من العامل تؤدي إلى عدم شعور العامل بالارتياح، وأن المهام الموكلة إليه ليست من مسؤولياته.
- وضع العامل في غيره مكانه بالعمل تؤدي إلى شعور العامل بقلة التقدير وأنه ليس في المكان المناسب.
أسباب تعود للعامل نفسه:
- التغذية غير المناسبة أثناء العمل تجعله يفقد نشاطه وطاقته.
- عدم رضى العامل عن مهنته تشعره بأنه ليس بالمكان المناسب، وأنه يعمل بالإكراه في هذه المهنة.
- عدم وضوح المهام لدى العامل وسكوته عن السؤال تجعله يشعر بالضجر من عمله الذي لا يفهمه.
أسباب تعود إلى زملاء العمل:
- التدخل في الشؤون الشخصية والمهنية بين الزملاء تشعر البعض بالضيق من المكان الذي يتواجدون فيه.
- سوء المعاملة بين العاملين وغياب الاحترام فيما بينهم يقلل من الراحة في مكان العمل.
- عدم وضوح المهام فيما بين العاملين يؤدي إلى شعور العامل بالظلم باستلامه مهام ليس من مسؤولياته.
- التربص وإيقاع الكيدة، والسعي لإفشال بعضهم البعض يؤدي إلى التوتر في العمل والضجر من حدوث أي فعل غير مناسب، مما يجعل العامل يعمل في بيئة غير صحية.
مراحل ضغوط العمل
تتدرج الضغوط النفسية في العمل إلى عدة مراحل يمر بها العامل، وهي:
- مرحلة الإنذار، وهي المرحلة التي يتجهز فيها العامل لمواجهة التحدي الذي يواجهه، مما يتسبب في زيادة سرعة ضربات القلب، وزيادة نسبة السكر في الدم، وزيادة معدل التنفس.
- مرحلة المقاومة، وهي المرحلة التي يحاول فيها مقاومة التحدي أو التهديد الذي تعرض له، وإصلاح الضرر أو الأذى الذي نتج عنه. مما يسبب للعامل الشعور بالتوتر والقلق والتعب. وفي هذه المرحلة يجب على العامل المحاولة في مقاومة مسببات الضغط لتجاوز المشكلة والتغلب عليها.
- المرحلة الثالثة الإنهاك، وهذه المرحلة تأتي إن لم يستطع العامل التغلب على التحدي في المرحلة السابقة، واستمر تعرضه للضغط لفترة طويلة، مما يتسبب في ضعف وسائل الدفاع والمقاومة، وتصبح طاقة الجسم على التكيف مجهدة ومنهكة. مما يؤدي إلى تعرض العامل لأمراض لارتفاع ضغط الدم، والأزمات القلبية، والقرحة. وتشكل هذه المرحلة تهديدا على العامل، ومنظومة العمل.
انواع ضغوط العمل
يوجد لضغوط العمل نوعان يتأثر بها العامل يمكن التمييز بينها، وهي:
- ضغوط عمل إيجابية، وهي التي تساعد على التركيز والإنجاز في العمل، وزيادة الإنتاج، وإنجاز عدة مهمات في وقت بسيط، وتؤدي إلى تحسين التفكير، وتحقيق نتائج فعالة، مما يعمل على اكتساب القوة والذكاء بالعمل، والتحلي بالصبر لإنجاز المهام المطلوبة.
- ضغوط عمل سلبية، التي ممكن أن تسمى الضغوط الهادمة. وهي التي تؤثر على العاملين ورئيس العمل بصورة سيئة. والتي تؤدي إلى الاستسلام لروتين العمل، وعدم وجود الرغبة بالعمل لدى العامل، وعدم تحقيق النتائج المرغوبة، وتوليد الاكتئاب والقلق والإحباط لديه.
كيف تتغلب على ضغوط العمل؟
من المهم معرفة كيف تتعامل مع ضغوط العمل حتى لا تتأثر بها سلبيا، وتستطيع التخلص منها، ومن الطرق التي تستطيع فيها تجاوز ضغوط العمل:
تحديد مصدر الضغط
تحديد مصدر الضغط هو الخطوة الأولى في معرفة كيف نواجه ضغوط العمل، فمعرفة السبب هو نصف الحل. حدد ما الذي يسبب لك التوتر والضيق، وما هي أفضل وسيلة للتخلص منه. وابدأ بها مباشرة.
ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة التي ترفع معدل ضربات القلب تعمل على تحسين مزاجك، وزيادة تركيزك، وشحن طاقتك، واسترخاء الجسم والعقل. مارس رياضة المشي والركض فهي مناسبة جدا لهذه الغاية.
العادات الغذائية السليمة
احرص على تناول الأغذية الغنية بالكربوهيدرات فهي تساعد على الانتباه والتركيز مثل الخضراوات، والمعكرونة، وخبز القمح. والبروتينات الخالية من الدهن مثل الدجاج، والاغذية المحتوية على مضادات الأكسدة، وتحسن المزاج مثل الشوكولاتة والتوت الأزرق. وتجنب اللحوم الحمراء والسكر والكافيين التي تسبب الخمول والأرق.
النوم بقدر كافي
الحصول على قدر كافي من النوم يساهم في التأثير إيجابيا على مزاجك، وتشعرك بالنشاط.
تنظيم الوقت وتحديد الأولويات
يؤدي تنظيم الوقت إلى أداء المهمات المطلوبة بشكل جيد وفي الوقت المناسب. والموازنة بين الحياة الاجتماعية والشخصية والمهنية تجعل جدولك مضبوطا. والحصول على فترات استراحة قصيرة كل فترة مهم جدا إن كان العمل يحتاج تركيزا.
لا تقحم نفسك في مشاكل العمل
الابتعاد عن الصراعات والمشاكل في العمل يجعلك تعمل في بيئة صحية لا تنال منها الصداع والعداوات. فلا تتدخل في الصدامات، والتجسس، والغيبة، والنميمة.
الصراحة مع صاحب العمل
في حال اشتداد الضغط عليك أن تكون صريحا مع صاحب لعمل، لأن ضغوط العمل تؤدي إلى ضعف الإنتاجية. وإن كان يستطيع حل مشكلتك فاطلب منه التدخل لحل المشكلة.
تعلم قول “لا”
تعلم قول “لا” للأشخاص الذين يقومون باستغلالك، وإلحاق الضرر بك. فهم أشخاص لا يستحون، وهذا يدل على ضعف الشخصية منهم.
لا بد للعامل من الاطلاع على قانون العمل، ومعرفة حقوقه وواجباته ليضمن العمل في بيئة عمل مناسبة له ومريحة، ولا يتعرض لـ ضغوط العمل. إن قمت بإنهاء العمل في مكان ما لسبب ما فيجب أن تكون على بينة بمستحقات نهاية الخدمة، وكيفية التأمين على نفسك عند التعطل عن العمل. تستطيع الاطلاع عليه من خلال مدونة بيوت السعودية.