مع تزايد الاهتمام العالمي بالتكنولوجيا المستدامة والحد من الانبعاثات الكربونية، أصبحت الطائرات الكهربائية واحدة من الحلول المستقبلية التي تسعى الدول والشركات العالمية لتطويرها، وفي هذا السياق تسعى السعودية والتي تعد من أكبر الدول في صناعة الطيران والنقل الجوي، للاستفادة من هذا التطور التكنولوجي من خلال دعم وتبني الابتكارات التي تسهم في تحسين كفاءة الطيران وتقليل التأثير البيئي، حيث تشهد السعودية مثل غيرها من دول العالم اهتماما متزايدا وملحوظا بالطاقة المتجددة، وفي هذا المجال تسعى المملكة إلى تبني تقنية الطائرة الكهربائية في السعودية لغاية التقليل من الانبعاثات الكربونية، وتحقيق مجموعة من الأهداف في مجال الاستدامة، وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للطاقة المتجددة، فالطائرات الكهربائية تمثل مستقبل الطيران المستدام، ويمكن أن تسهم في تحقيق جزء من أهداف رؤية 2030 في السعودية، وبالرغم من التحديات التي تواجه تطوير هذه التكنولوجيا، إلا أن الجهود المبذولة من قبل المملكة في مجال الابتكار والاستثمار في الطاقة النظيفة تجعل من المتوقع أن تلعب الطائرات الكهربائية دورا كبيرا في مستقبل الطيران السعودي.
ما هي الطائرة الكهربائية؟
هي مركبة طائرة تعتمد في تشغيلها على استخدام محركات كهربائية بدلا من المحركات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري، ويتم تشغيل هذه المحركات الكهربائية باستخدام البطاريات أو خلايا الوقود، وتتميز بشكل عام بقدرتها على تقليل الانبعاثات الكربونية وتحقيق كفاءة أفضل في استهلاك الطاقة إلى جانب تقليل الضوضاء أثناء الطيران، وهذا النوع من الطائرات يعتبر بمثابة ثورة في عالم الطيران الحديث، حيث يمكن أن يسهم في تحقيق الطيران المستدام والصديق للبيئة.
الطائرة الكهربائية في السعودية
في خطوة جريئة من السعودية نحو طاقة المستقبل المستدامة، أعلنت الخطوط السعودية عن توقيع صفقة شراء 100 طائرة ركاب كهربائية من شركة ليليوم الألمانية، وهذه الصفقة تعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وتؤكد التزام المملكة بتبني أحدث التقنيات في قطاع النقل الجوي، وتعد أهمية هذه الصفقة متمحورة في تقليل الانبعاثات حيث تساهم هذه الطائرات في خفض انبعاثات الكربون بشكل كبير، ما يساهم في مكافحة تغير المناخ، إضافة إلى كفاءة الطاقة التي تتميز بها الطائرات الكهربائية حيث تتصف بكفائتها العالية في استهلاك الطاقة، مما يقلل من التكاليف التشغيلية، وأيضا تقليل الضوضاء حيث تعمل هذه الطائرات بصمت نسبي، مما يقلل من التلوث الصوتي في المناطق المحيطة بالمطارات، وغير ذلك تساهم هذه الطائرات في تطوير قطاع السياحة في المملكة، حيث ستوفر خيارات نقل جديدة ومرنة للمسافرين.
اول طائرة كهربائية في المملكة
أعلنت مجموعة السعودية أنه من المقرر أن تتسلم اول طائرة كهربائية في الربع الرابع من 2026 وذلك تزامنا مع تشغيل شركة السعودية للطيران الخاص لرحلات الطائرات الكهربائية، والاتفاقية تتضمن 50 طائرة مؤكدة و50 أخرى اختيارية، وتعتبر الطائرات الكهربائية التي تشملها الصفقة من أولى المركبات التي تتميز بقدرتها على الإقلاع والهبوط عموديا، الأمر الذي يغني عن الحاجة إلى مطارات تقليدية، وبحسب الشركة المصنعة تقطع مركبات ليليام الكهربائية الطائرة مسافة تصل إلى 175 كيلومترا، بسرعة تصل إلى 250 كيلومترا في الساعة، مع إمكانية توفير وقت كبير للمسافرين مقارنة بالخيارات الأخرى، وتستوعب هذه الطائرات حمولة 6 ركاب.
فوائد تبني الطائرات الكهربائية في المملكة
تتبنى الطائرات الكهربائية في المملكة تقديم العديد من الفوائد التي تؤثر بشكل إيجابي على الاقتصاد والبيئة والابتكار التكنولوجي، وفيما يلي أبرز الفوائد:
الاستدامة البيئية
حيث ستساعد هذه التقنية على تحقيق أهداف السعودية في مجال الاستدامة والانتقال إلى اقتصاد أقل اعتمادا على الوقود الأحفوري.
التنمية الاقتصادية
تساهم هذه الصناعة الجديدة الناشئة في خلق مجموعة من فرص العمل الجديدة، ما يؤدي إلى تعزيز النمو الاقتصادي.
التنافسية العالمية
تساعد هذه الصناعة المملكة بأن تكون رائدة في مجال الطيران المستدام، ما يعزز من مكانتها على الساحة العالمية.
المبادرات في السعودية في الطيران الكهربائي
تسعى الحكومة إلى تحقيق تحول جذري في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية، ومن ضمنها قطاع الطيران، وهذا الأمر يعتبر من إحدى المبادرات الرئيسية في دعم وتطوير الطيران الكهربائي كجزء من جهود التحول نحو طاقة نظيفة ومستدامة، لذلك تسعى السعودية إلى:
المساهمة في الأهداف البيئية
في إطار رؤية المملكة لعام 2030، تهدف السعودية إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، وهذا الأمر يتماشى بشكل يتوافق مع تطوير الطائرات الكهربائية، حيث تسهم في تحسين جودة الهواء وخفض البصمة الكربونية لقطاع الطيران.
التعاون مع الشركات العالمية
السعودية تسعى بشكل كبير إلى الاستفادة من التقنيات المتقدمة في مجال الطيران الكهربائي من خلال الشراكة مع شركات عالمية، مثل الشركات المصنعة للطائرات الكهربائية والتي تستثمر في تقنيات الطيران الكهربائي، ويمكن أن يكون للمملكة دورا في تبني هذه التقنيات من خلال شراكات مع هذه الشركات.
البنية التحتية
يتطلب تطوير الطائرات الكهربائية إنشاء بنية تحتية ملائمة لشحن وصيانة الطائرات، وتعمل السعودية على بناء هذه البنية التحتية المتكاملة والتي تدعم التنقل الكهربائي بشكل عام، سواء في مجال السيارات أو الطائرات، وهذا يتطلب الاستثمار في محطات شحن جديدة وتطوير تقنيات البطاريات.
الدراسات والأبحاث
نعمل الجامعات والمؤسسات البحثية في السعودية على المساهمة في تطوير تقنيات الطيران الكهربائي، وهذه الدراسات تشمل تحسين أداء البطاريات، وزيادة كفاءة المحركات الكهربائية، وكذلك دراسة تأثير الطيران الكهربائي على الاقتصاد الوطني والبيئة.
إلى هنا نكون قد قدمنا لك في هذا المقال بعض أهم المعلومات حول الطائرة الكهربائية في السعودية ومبادرات المملكة في هذا المجال، يمكنك أيضا قراءة مقالات مشابهة مثل: معلومات حول مشروع مفاعل الأبحاث النووي منخفض الطاقة في السعودية وأيضا أهم المعلومات والتفاصيل عن الطاقة النظيفة أو المتجددة في العالم، إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من مقتطفات والمقالات الأخرى المهمة والشيقة، فإننا ندعوك لتفقد مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل جديد أولا بأول.