العديد من الاضطرابات العقلية قد تؤثر على صحة العقل والسلوك عند الإنسان، كما أنها تلعب دورًا بكيفية التفكير عند الشخص، وكيفية التفاعل مع المشاعر والسلوكيات، قد تشمل هذه الاضطرابات عدة حالات مثل الاكتئاب، وحالة القلق، واضطرابات الهلع، والاضطراب ثنائي القطب ، وفرط النشاط والانشغال، واضطرابات الطعام كفرط الأكل والشهية القلقة.
وبطبيعة الحال فإن هذه الاضطرابات العقلية تعود لأسباب جينية وبيئية ونفسية، وللتوضيح أكثر؛ فقد تصاحبك هذه الاضطرابات عند التوتر الدائم، أو التعرض لصدمات نفسية، وقد يعود بعضها إلى التغيرات والعوامل الوراثية، ولا شك أن هناك طرق علاجية قد تشمل العلاج الدوائي أو النفسي، سنقوم بهذا المقال التطرق الى اضطراب ثنائي القطب، والتحدث عن أعراضه وطرق علاجه؛
مرض ثنائي القطب
مصطلح ثنائي القطب هو السياق الطبي إلى أنه اضطراب عقلي يصاحبه تقلبات مزاجية شديدة تصل الى درجة الهوس والاكتئاب، ويمكن أن تكون هذه التقلبات عائقًا كبيرًا على حياة الشخص بصعوبة التعايش والتفاعل مع محيطه بشكل طبيعي، وقد تؤثر بشكل على علاقاته الشخصية والاجتماعية وحتى العائلية، وبالإشارة الى حالة الهوس فيمكن تلخيصها الى أنها تصاحب الشخص نشاطًا وحماسًا غير طبيعيًا، وقد يصاحبه نشاطًا ذهنيًا زائدًا اضطرابات فكرية، أما في حالة الاكتئاب فيصاحبه شعورًا بالحزن الشديد، وفقدان الاهتمام بالأشياء من حوله، بالإضافة إلى شعوره الدائم بالتعب الشديد.
وبلا شك أن هذا الاضطراب يتطلب رعاية صحية ونفسية عند معالج مختص، لتحديد طرق العلاج المناسبة له ولحالته؛
اعراض ثنائي القطب
تختلف درجة اضطراب ثنائي القطب ما بين الهوس والاكتئاب، وهي بلا شك نسبية ومختلفة من شخص الى آخر، إليك بعض الأعراض المصاحبة للاضطراب في كلا الحالتين؛
في فترة الهوس
- فرط النشاط والحركة: وتسمى هذه الحالة بالهوس؛ حيث يشعر الشخص بارتفاع عالي في مستوى الطاقة، وزيادة في النشاط البدني والعقلي.
- فرط النشاط الذهني: يمكن أن يصاحب الهوس فرط بالنشاط الذهني والانتقال من فكرة إلى أخرى بسرعة كبيرة.
- الانفعالات المبالغ فيها: قد يظهر على الشخص شعورًا عاليًا بالسعادة المفرطة وإظهار انفعالات وردود فعل إيجابية مبالغ فيها بشدة.
- السلوك الغريب: يمكن أن يظهر سلوك غير عادي أو غريب خلال فترة الهوس، مثل اتخاذ قرارات متهورة أو لاتجاه نحو أنشطة خطرة.
في فترة الاكتئاب
- الحزن الشديد: تصاحب حالة الاكتئاب شعور بالحزن الشديد واليأس.
- فقدان الاهتمام والشغف: قد يفقد الشخص الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، وقد لا يشعر بمتعة أو إشباع من الأنشطة اليومية.
- التعب الشديد: يمكن أن يعاني الشخص من تعب شديد ونقص في الطاقة والحيوية.
- اضطرابات النوم: قد يصاحب الاكتئاب اضطرابات في النوم مثل الأرق أو النوم المفرط.
- الشعور بالقلق أو الاستياء:قد يشعر الشخص بالقلق أو الاستياء بشكل مستمر.
أعراض ثنائي القطب عند النساء
قد يأتي إلى ذهنك عن الأعراض البارزة لدى النساء عن ثنائي القطب، وعلى الرغم أن أعراض هذا الاضطراب تكون مماثلة بين الرجل والمرأة، إلا أنه هناك اختلافات طفيفة، وهي؛
- الهوس الانفعالي: اذ تصل حالة الهوس الى الانفعال الشديد، والعصبية الزائدة لدى المرأة تالي قد تفقدها السيطرة على مشاعرها وثباتها الإنفعالي.
- التغيرات الهرمونية: تبعًا لطبيعة دورة حياة المرأة الهرمونية، فإن مع تزان فترة تغيراتها الهرمونية يكون حدة بالأعراض الهوسية لديها، مثل الحمل، أو خلال فترة الدورة الشهرية، وقد تأتيها حالة الاكتئاب الشديدة ما قبل فترة الحيض، أو بعد الولادة.
- اضطرابات النوم: إذ أن هذه الاضطرابات تؤثر على صحة النوم لدى المرأة، فتجدها بأرق دائم، أو انها تلجأ الى النوم بكثرة ولساعات طويلة، وعي أيضًا مرتبط بالهرمونات لديها.
طرق وأساليب علاج اضطراب ثنائي القطب
يشمل علاج اضطراب ثنائي القطب عدة أساليب وتقنيات، تهدف الى إدارة والسيطرة على الأعراض، والمساعدة على تحسين جودة حياة المصابين، إليك بعض الطرق والأساليب الشائعة لعلاج ثنائي القطب:
العلاج الدوائي
يشمل العلاج الدوائي استخدام الأدوية المثبطة للمزاج (مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأبينفرين) للمساعدة في تقليل التقلبات المزاجية وتحسين التوازن العقلي. يمكن أن يتطلب العلاج الدوائي التجريب بعدة أدوية وتعديل الجرعات للوصول إلى العلاج الأنسب لكل فرد.
العلاج النفسي
يشمل العلاج النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي، والذي يساعد على فهم حالات الأفراد والأعراض التي تصاحبهم، لاتباع بعض الاستراتيجيات لإدارة التقلبات المزاجية وتغيير الأنماط السلوكية الضارة، يمكن أن يكون العلاج النفسي فعالًا جدًا في تحسين نوعية الحياة وتقليل تكرار نوبات الغضب.
دعم العائلة والدعم الاجتماعي
يمكن أن يكون الدعم العائلي والاجتماعي مهمًا جدًا في مساعدة الأفراد على التعامل مع ثنائي القطب، فمثلًا تقديم الدعم من قبل الأصدقاء والعائلة والمجتمع يمكن أن يوفر الدعم العاطفي والعملي الذي يحتاجه الشخص المصاب، وبالتالي دقد يشعر بتحسن أكبر، ويشعر أنه أكثر تحفيزًا لمقاومة النوبات والحد منها قدر المستطاع.
الحفاظ على نمط حياة صحي
الحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن هام جدًا بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على نوم جيد، وتناول وجبات غذائية متوازنة؛ وذلك لأنه قد يساعد هذا على تقليل تأثير التقلبات المزاجية وتحسين الحالة العامة للصحة العقلية والجسدية لدى المصاب.
المراقبة المنتظمة والعلاج الوقائي
يمكن أن يكون العلاج الوقائي مفيدًا في تقليل تكرار النوبات وتقليل شدتها، وذلك من خلال المراقبة المنتظمة وتعديل العلاج بشكل مناسب، ولهذا فائدة على المصاب بتقليل العبء النفسي والاجتماعي عليه.
بنهاية هذا المقال نكون قد أوجزنا لكم أهم أسباب الاضطرابات النفسية على الإنسان وبعض الأعراض الملازمة لهذا الحالات، بالإضافة الى طرق العلاج لمصاب ثنائي القطب، وكما أوضحنا أنه قد يكون نتاج هذه الاضطرابات عوامل بيئية ونفسية محيطة بالشخص، لذا من المهم جدًا المحافظة على الصحة النفسية، والانخراط أكثر بالعادات الصحية التي لها أثر نفسي عظيم على صحة الإنسان النفسية والجسدية، إذا كان لديك أحد هذه الأعراض فننصحك عزيزي القارئ المتابعة مباشرة مع طبيب مختص، للحصول على التشخيص الدقيق والمتابعة معك ضمن أسلوب علاجي مناسب لك، لا تهمل أبدًا هذه الاضطرابات ولا تنسى ان “الوقاية خير من العلاج”.
إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من مقتطفات والمقالات الأخرى المهمة والشيقة؛ فإننا ندعوك لزيارة مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل جديد أولاً بأول.