تمثل التنمية المستدامة الرؤية المستقبلية للبشرية، حيث تسعى إلى تحقيق الاحتياجات البشرية الحالية لكن دون تشكيل خطورة على احتياجات الأجيال القادمة.
هل تعلم أنه إذا استمر الاستهلاك الحالي غير المستدام للموارد الطبيعية من طعام ومياه وكافة أشكال الطاقة يمكن أن يؤثر على قدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم الرئيسية؟ يتوقع العلماء والباحثين نقص الإمدادات أو انعدامها في المستقبل في حال استنزافها الحالي بشكل كبير. لذا ماذا يقصد بالتنمية المستدامة؟ وما أهدافها وأهميتها؟
تعريف التنمية المستدامة
يقصد بالتنمية المستدامة هي القدرة على تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون المساس بقدرة الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتهم الرئيسية، مع الأخذ بالاعتبار تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والمحافظة على البيئة. ظهر هذا المفهوم لأول مرة في عام 1980م، ليحذر من نتائج والآثار السلبية للعولمة والنمو الاقتصادي على البيئة والمجتمع.
يركز تعريف النمو المستدام على نقطتين رئيسيتين الأولى وهي الاحتياجات، تحديدًا احتياجات فئات المجتمع الأساسية. أما النقطة الثانية تركز على محدوديات البيئة وقدرتها على تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية، خصوصًا في ظل التطور المستمر وأنماط الاستهلاك الشائعة بين فئات وأفراد المجتمع الحالين. بعد التعرف على مفهوم النمو المستدام لا بد من التعرف على الأهداف التي تسعى لها التنمية.
اهداف التنمية المستدامة
دعت الأمم المتحدة في عام 2015م، إلى مجموعة من الأهداف التي يجب تطبيقها لتحقيق مفهوم التنمية، وأطلق عليها اسم الأهداف العالمية. تعتبر هذه الأهداف بمثابة دعوة عالمية للعمل على حماية الكوكب، وإنهاء الفقر، وضمان حصول جميع الناس على السلام والازدهار بحلول عام 2030م. وضعت الأمم المتحدة سبعة عشر هدفًأ متكاملًا، لتحقيق التوازن بين الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. ويمكن تلخيص هذه الأهداف كما يلي:
- القضاء على الفقر والقضاء على الجوع بشكل تام.
- تأمين الصحة الجيدة والرفاهية لأفراد المجتمع.
- توفير التعليم الجيد للجميع.
- المساواة بين الجنسين. والتقليل من أشكال عدم المساواة بين الناس.
- تأمين وصول جميع الخدمات الأساسية من مياه وطاقة مستدامة والصرف الصحي الجيد لجميع أفراد وفئات المجتمعات.
- المحافظة على البيئة والمحيطات وحماية الحياة تحت الماء.
تعمل الأمم المتحدة على توفير الشراكات بين أفراد المجتمع والحكومات والدول لتحقيق أهداف التنمية، وذلك لأنه لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة حقيقية من غير تعاون مشترك من الجميع يسعى إلى تحقيقها. للتنمية المستدامة أهمية كبيرة تنعكس على مجتمعاتنا الحالية ومجتمعات الأجيال المستقبلية ويمكن القول أن الأهمية تتمثل فيما يلي:
اهمية التنمية المستدامة
للتنمية المستدامة أهمية كبيرة على حياة الأفراد والمجتمع، في الوقت الحاضر وفي المستقبل، ومن الأمثلة على أهمية تنمية مستدامة على حياة الأفراد والمجتمعات والدول:
توفير ضروريات الحياة للإنسان
مع التطور والتقدم الذي يشهده العالم في الوقت الحالي إضافة إلى إزدياد أعداد السكان بشكل كبيرة وضخم في الآونة الأخيرة قد يؤدي إلى الضغط على موارد الحياة الأساسية للإنسان، لكن من خلال خطط التنمية والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها من استخدام الطاقة المتجددة وغيرها يمكن أن يساعد ذلك على توفير احتياجات وضروريات الحياة الأساسية لجميع الناس.
تعرف على دور صندوق التنمية العقاري في تحسين الإسكان وجودة الحياة في السعودية
الحفاظ على الموارد الطبيعية
تعمل خطط التنمية على الحفاظ على الموارد الطبيعية بجميع أشكالها، حيث تحث التنمية على اتباع الطرق الزراعية المستدامة، مثل زراعة البذور وتدوير المحاصيل، والحفاظ على التربة. والعمل على تحسين جودة الهواء والمياه، والتخلص من التلوث البيئي والصناعي قدر الإمكان.
تحقيق نمو اقتصادي مستدام
وذلك من خلال البحث عن مصادر اقتصاد وطاقة مستدامة تشمل جميع جوانب الحياة، والحث على الاقتصاد القائم على تنوع المصادر والابتكار،والطاقة المتجددة، وتعزيز الاستثمارات المستدامة والمتنوعة للدول.
تحسين الصحة ورفاهية الافراد
تعمل التنمية على تحسين صحة ورفاهية الأفراد والمجتمع من خلال تحسين جودة البيئة والتغذية، إضافة إلى توفير الخدمات الصحية والترفيهية لجميع فئات المجتمع.
المميزات والعقبات
للتنمية المستدامة العديد من المميزات منها تقليل الغازات الدفيئة، والعمل على حد ظاهرة الاحتباس الحراري، إضافة إلى محافظتها على الموارد البيئية الطبيعية، واستخدامها لمصادر الطاقة المتجددة وتركيزها على ممارسات البناء والصناعة غير الملوثة. في حين تتمثل عقبات تطبيق التنمية مستدامة في عدم استقرار بعض البلدان، والتدهور البيئي ونقص الموارد التكنولوجية والمالية في معظم البلدان.
تعد السعودية من الدول الرائدة في العمل على تحقيق أهداف النمو المستدام، كما قامت السعودية بتطبيق عدة مشاريع تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة وعلى النمو الاقتصادي المتنوع، وذلك من ضمن رؤية المملكة 2030. فكيف تعمل السعودية على تعزيز وتحقيق النمو المستدام؟
السعودية وسعيها للتنمية المستدامة
تعمل المملكة على تحقيق أهداف النمو المستدام وذلك من خلال تطبيقها عدة مشاريع تأتي تحت مظلة رؤية المملكة 2030، تشمل المشاريع هذه جميع القطاعات المتنوعة داخل السعودية، إضافة إلى تحسين جودة معيشة الأفراد وتوفير احتياجاته الأساسية. ومن المبادرات التي قدمتها المملكة لتحقيق أهداف النمو المستدام المختلفة ما يلي:
تعرف على صندوق تنمية الموارد البشرية في السعودية
- إطلاق العديد من البرامج والمبادرات لتوفير طاقة نظيفة ومتجددة مثل البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، ومبادرة إعادة تأهيل المباني الحكومية.
- تقديم مشاريع العون والمساعدات والإغاثة من خلال المؤسسات الخيرية والحكومية، وتقديم الدعم للمؤسسات والمنظمات الدولية مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
- توفير الحياة الكريمة والصحة الجيدة وذلك من خلال إنجاز أكثر من 200 مشروع في القطاع الصحي، وتقديم الدعم للمؤسسات والمنظمات الدولية في القطاع الصحي، وتوفير تأمين صحي للمقيمين والزوار.
- العمل على تحقيق المساواة بين الجنسين، وذلك من خلال تقديم مناصب قيادية للمرأة وتخصيص وظائف جديدة للمرأة وتقديم برامج تدعم المرأة العاملة.
- إطلاق مشاريع خاصة بالمدن لجعلها آمنة ومستدامة مثل مشروع نيوم، وإطلاق مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام في الرياض.
ختامًا، النمو المستدام ليس مجرد مصطلح أو مفهوم عام، لكنها رؤية شاملة تهدف إلى خلق مستقبل وحاضر أفضل وأكثر استدامة للمجتمعات البشرية، كما أن الالتزام بأهداف النمو المستدام يحقق العدالة والمساواة ويساعد في بناء مستقبل أكثر إشراقًا. في هذا المقال قدمنا لك عزيزي القارئ نبذة عن النمو المستدام ومفهومه وأهدافه، وكيف تسعى السعودية إلى تحقيق ذلك من خلال مشاريعها ورؤية 2030. لقراءة المزيد من المقالات المنوعة لا تتردد بزيارة موقع مدونة بيوت السعودية