يتكامل التصميم الداخلي للأبنية والعقارات تكاملاً جذرياً مع الهندسة المعمارية والتصميم الخارجي، وينفرد باختصاصاتٍ كثيرة ومتعددة تأخذ دواخل الأبنية والعقارات من الفراغ والانكشاف العام، إلى التنظيم والتخطيط والتنسيق والتأطير الذي من شأنه ضمان سلامة العقار، وتحقيق المتطلبات المعيشية بما يكفل سد الاحتياجات المادية، والاجتماعية، والروحية، والجمالية، والفنية داخل الأبنية، وذلك استناداً لأسس علمية وتقنية وإبداعية، جنباً إلى جنب مع السير على أنظمة وأنماط أو أساليب تصميم داخلي مدروسة ومتكاملة سواءً كانت راسخة ومتّبعة وفقاً لمنهجٍ ونسقٍ علمي، أو مبتكرة كنتاجٍ لحسٍ فنيٍ وإبداعٍ معماري.
في هذا المقال؛ سنتناول الحديث عن التصميم الداخلي أو علم العمارة الداخلية، وذلك بما يشمل محاور دراسة التصميم الداخلي، وإيراد أبرز طُرز وأنماط تصميم داخلي مستخدمة وشائعة، كما سنسرد الجوانب والتخصصات الفرعية لدى تنفيذ تصميم ديكور داخلي، جنباً إلى جنبٍ مع استعراض المهام التي يشتمل عليها عمل التصميم الداخلي عموماً.
دراسة التصميم الداخلي
تطرح العديد من الجامعات في السعودية والعالم تخصص تصميم داخلي ضمن تخصصاتها الدراسية، وعادة ما يكون التخصص أحد أقسام كليات العمارة أو الهندسة أو الفنون والتصميم، كما يمكن الحصول على دبلوم تصميم داخلي من الكليات المتخصصة والشاملة التي تقدم العديد منها هذا التخصص ضمن خططها الدراسية، ضِف إلى ذلك إمكانية إتمام دورات تصميم داخلي في المعاهد والمراكز التعليمية أيضاً.
وإجمالاً؛ فتضع دراسة التصميم الداخلي طلابها على المسار الذي يعمل على تشجيع وتحفيز روح الإبداع بين الطلاب ما يتلائم مع البيئة المحيطة ومتطلباتها، وذلك جنباً إلى جنب مع تنمية القيم المهارية والمعرفية لدى الطلاب وصقل مواهبهم الإبداعية في هذا المجال، وتهيئتهم وإعدادهم ليكونوا روّاداً متميزين في قطاع التصميم الداخلي بنسقٍ متناغمٍ مع متطلبات المجتمع وقيمه جنباً إلى جنب مع تلبية متطلبات واتجاهات سوق العمل.
ولذا؛ فإنها تحرص المنشآت والأكاديميات التعليمية التي توفر تخصص تصميم داخلي للدراسة؛ على تزويد طلبتها بالمعايير القياسية لتنفيذ التصاميم الداخلية بالتوازي مع إثراء الجانب الذي يُعنى بتصوّر الطلاب لهيئة المشاريع والسمات الفنية والإبداعية فيها، وذلك بما يتلائم مع قيم المجتمع وروح العصر على حدٍ سواء، مما ينعكس بإضفاء وعيٍ بيئيٍ وصحيٍ وجماليٍ للمجتمع عبر ما يتقنه ويتمكن منه الطلاب من عناصر تصميمة مبتكرة وهادفة، ومعلومات ومعارف متخصصة ومتعمقة ومتقدمة في هذا المجال، وهي التي يتلقونها عبر المواد الدراسية المختلفة التي يقوم عليها تخصص التصميم الداخلي، بما فيه المناهج النظرية، والمقررات العملية التي تتضمن تطبيقاتٍ على أرض الواقع، وتدريبٍ على برامج التصميم الداخلي الإلكترونية الحديثة، وما سوى ذلك من الأعمال التطبيقية التي من شأنها إخراط الطلاب في البيئة العملية وتعزيز وصقل مواهبهم ومعارفهم وخبراتهم على نحوٍ احترافيٍ.
وفي هذا الصدد؛ فيمكن تلخيص أهداف دراسة التصميم الداخلي بالتالية:
- التعرّف إلى مبادئ ومهارات التصميم الداخلي والسير في طريق التطور في هذا المجال
- تعلم نظريات واستراتيجيات التصميم الداخلي والاطّلاع على الأنماط والأساليب المختلفة لتنفيذ الديكور والتصميمات الداخلية
- تأهيل كوادر واعية وتخصصة للتعامل مع الفضاءات والفراغات الداخلية بحرفية ومهنية عالية تتلائم مع متطلبات العصر ومتغيراته المتعلقة بالديكور والتصميم الداخلي
- رفد الطلاب بالمعلومات، والمعارف، والمهارات، والخبرات التي تسهم في صقل مواهبهم وتعزيز قدراتهم من أجل تأهيلهم وتمكينهم من تنفيذ مشاريع مميزة تنسجم مع البيئة الخارجية ثقافياً، وإجتماعياً، دينياً، وإبداعياً أو فنياً
- تواتر الاستراتيجيات العلمية والمنهجية في عالم تخصص التصميم الداخلي، والبناء على هذه الاستراتيجيات والنظريات لتطويرها والارتقاء بواقع التصميم الداخلي
- مساعدة الطلبة في إعداد البحوث والدراسات التي من شأنها فتح آفاق جديدة ورحبة لهم، جنباً إلى جنب مع كونها تعينهم على مواصلة دراساتهم العليا
- الاطّلاع على مناهج تعليمية تتلاءم مع المستجدات واحتياجات السوق من التصميم الداخلي
- مواكبة التطورات العلمية، والتقنية، والفنية، والبحثية التي تطرأ على تخصص وقطاع التصميم الداخلي والعمارة والديكور
- تعلم كيفية التعامل مع برامج التصميم الداخلي والتقنيات الرقمية الحديثة التي تتصل بتخصص التصميم الداخلي، والاستفادة منها عبر احتراف العمل استعانةً بها
- الاستفادة من المشاركة في المؤتمرات والفعاليات العلمية المتخصصة في مجال التصميم الداخلي
- تكوين التوجهات العملية والإبداعية للطلاب، وتشكيل نظرتهم الخاصة للمشاريع اعتماداً على ما يتلقونه من معارف وتجارب وخبرات، وما يتبادلونه من وجهات نظر في إطار التصميم الداخلي
- متابعة التطورات العلمية والعملية في سياق التصميم الداخلي
- احتراف وإتقان تنفيذ مشاريع تصميم داخلي متخصصة
أبرز طُرز وأنماط التصميم داخلي
تتباين وتختلف طرز التصميم والديكور الداخلي، وذلك تِبعاً لعوامل متعددة تُسهم في ذلك أبرزها رؤية المصمم، وتفضيلات الأشخاص أو أصحاب العقارات، وما تُستوحى منه ملامح وأنماط الديكور والتصميم الداخلي، سواءً تمثلت موارد الإيحاء هذه بعناصر طبيعية، أو ثقافية، أو دينية، أو حضارية، أو تراثية، أو رياضية، أو فنية، وما إلى هنالك من العناصر الأخرى.
وبناءً على ذلك؛ فلقد أضحى هنالك العديد من القوالب الجاهزة للتصميم الداخلي والتي يُمكن إجراء تعديلات أو تحديثات عليها لدى تنفيذها وتطبيقها من قِبل شركات تصميم داخلي أو مختصين في هذا القطاع، ولعلّ أبرز هذه القوالب والأنماط أو الأساليب وأشهرها هي التالية:
- تصميم داخلي تقليدي
- تصميم داخلي معاصر
- تصميم داخلي نيو كلاسيك
- تصميم داخلي كلاسيكي
- تصميم داخلي يوناني
- تصميم داخلي حديث
- تصميم داخلي فيكتوري
- تصميم داخلي أندلسي
- تصميم داخلي بسيط / الحد الأدنى – مينيماليست
- تصميم داخلي بنمط ارت ديكور
- تصميم داخلي ساحلي
- تصميم داخلي فرنسي
- تصميم داخلي بنمط الشابي شيك
- تصميم داخلي صناعي
- تصميم داخلي اسكندنافي
- تصميم داخلي ريفي
الجوانب والتخصصات الفرعية لدى تنفيذ تصميم ديكور داخلي
قد يتخصص خبراء ومختصي التصميم الداخلي في جوانب وتخصصات فرعية دوناً عمّا سواها من جوانب وفروع التصميم الداخلي ككل، وذلك كأن يهتم أحد الخبراء والمختصين بتنفيذ المعايير القياسية للعمارة والتصميم من الداخل، أو أن يكون أحدهم خبير تصميم داخلي تخصص تنسيق أثاث فقط، أو الاهتمام بالزخارف والأعمال الإبداعية على الجدران والأسقف مثلاً، أو التخصص في ترميم المباني وإعادة تصميمها، أو احتراف تصميم الإضاءة الداخلية مثلاً، أو وضع المخططات والرسوم للمشاريع الجديدة، أو الإشراف العام على تنفيذ مشاريع التصميم الداخلي.
وبغض النظر عمّا يختاره مختصي وخبراء التصميم والديكور الداخلي من مجالات وتخصصات فرعية صمن الإطار العام للتصميم الداخلي؛ فإنه لا بُد لهم من الدراية اليقينة بالمعايير القياسية للتصميم الداخلي ككل، العلم الدقيق بكل جوانب التصميم والديكور الداخلي، ذلك مع الإشارةِ إلى حاجة عمل التصميم الداخلي إلى وظائف وخدمات مساندة أيضاً، والإشارة كذلك إلى أن الشمول في المعرفة والتنفيذ في التصميم الداخلي دائماً ما ترجح كفته ويكون أكثر فائدة وتحقيقاً للنجاح لصاحبه.
المهام التي يشتمل عليها عمل التصميم الداخلي
فيما تحدثنا سابقاً في هذا المقال عن أهمية التكامل والشمول في الاطلاع والمعرفة والمهارات والخبرات ضمن عمل التصميم الداخلي؛ فإنه يجدر بالمتخصصين في أي مجال أو تخصص تصميم داخلي الدراية بكيفية تنفيذ والقيام بما يلي من المهمات التي يشتمل عليها هذا القطاع:
- إيجاد وتكوين عوالم جمال تخدم الحس الإنساني بالدرجة الأولى وتشكّل معالم تنظيمية وجمالية تتناغم مع تحقيق الراحة والسكينة والسلاسة في التنقل والمعيشة داخل المباني والعقارات
- تحليل وفهم متطلبات وأهداف المتعاملين من الاستعانة بأعمال التصميم الداخلي، وتحقيق احتياجاتهم بما فيها احتياجات الأمان والراحة والترفيه والأفق الجمالي والإبداعي.
- تصور مبدئي للناحية الوظيفية والجمالية والفكرة والملائمة للمعايير القياسية والنظريات والاستراتيجيات الخاصة بالتصميم الداخلي
- تطوير وتقديم تصميم نهائى مقترح من خلال وسائل العرض الملائمة
- تحضير رسومات ومخططات العمل، جنباً إلى جنبٍ مع وضع وتحديد المعايير والمواصفات المطلوبة لمواد التصميم، وما سواها من تفاصيل العمل الأخرى بما يشمل التشطيبات، والأثاث، والمعدات، والإضافات الفنية، وأعمال الزينة أو الاكسسوارات، وأعمال الإضاءة، والتمديدات، وما إلى هنالك من التفاصيل الأخرى، وذلك مع الالتفات والاهتمام بمطابقة هذه التفاصيل لتفضيلات المتعاملين وأصحاب العقارات من ناحية، ومطابقتها للأنظمة والمناهج والنظريات العلمية والعملية الخاصة بالتصميم الداخلي
- الاستعانة بالخدمات المساندة والحرفيين، والحصول على التراخيص المختلفة المطلوبة، بما فيها تراخيص البناء، وتوصيل المياه، والكهرباء، وتراخيص الأعمال الميكانيكية والتقنية، وما سوى ذلك من التراخيص والموافقات المحتمل ضرورة إصدارها والحصول عليها
- تحضير العطاءات والعقود الخاصة بالعميل
- تنفيذ المشاريع وفقاً لأعلى المواصفات والمعايير الأساسية والفنية والتقنية وغيرها
- مراجعة وتقيم التصميم خلال التنفيذ وبعد الانتهاء من المشروع
بهذا نكون قد قدّمنا لك في هذا المقال؛ معلومات وتفاصيل وافية ومتكاملة عن التصميم الداخلي، وذلك بما يشمل تقديم نبذة عن معنى تصميم داخلي وتحليل هذا المفهوم، إلى جانب توضيح أهم ما يخص دراسة التصميم الداخلي كتخصصٍ مستقل، وإيراد أبرز طُرز وأنماط أو أساليب التصميم داخلي، ضِف إلى ذلك استعراض الجوانب والتخصصات الفرعية لدى تنفيذ تصميم ديكور داخلي، وتبيان أبرز المهام التي يشتمل عليها عمل التصميم أيضاً.
إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من المقالات الأخرى المهمّة والشيّقة؛ فإننا ندعوك لتفقّد مدوّنة بيّوت السعودية، والبقاء على اطّلاعٍ بكُلِ جديدٍ أولاً بأول.