هل تعانين من آلام الظهر المزعجة خلال رحلة حملك؟ الحمل هو رحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والعاطفية، ومن بين التحديات التي قد تواجهها المرأة الحامل هي آلام الظهر. تُعتبر آلام الظهر من المشكلات الشائعة التي تصاحب فترة الحمل، وتعود إلى التغيرات التي تحدث في جسم المرأة لدعم نمو الجنين. إذا كنتِ تعانين من آلام الظهر أثناء الحمل، سنقدم لكِ في هذا المقال 7 نصائح فعّالة لتخفيف الم الظهر للحامل والتمتع بحمل أكثر راحة وصحة. كما سنُسلط الضوء على أسباب ألم الظهر للحامل، وانواع الام الظهر بشكل عام.
الم الظهر للحامل
يُعدّ الم الظهر من علامات الحمل الأكثر شيوعًا خلال فترة الحمل، حيث تعاني منه العديد من النساء الحوامل، خاصة في الشهر الثامن من الحمل و الشهر السابع من الحمل. وهو أمرٌ طبيعي في الغالب، ولا يُعدّ علامةً على وجود مشكلة خطيرة. حيث يمكن أن يتركز الألم في منطقة الظهر السفلية أو يمتد إلى كامل الظهر بشكل عام.
ويُعزى الم اسفل الظهر للحامل في الغالب إلى تغيرات في توازن الجسم وزيادة الوزن، مما يؤدي إلى تحميل زائد على العمود الفقري. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم الانزعاج في الأوضاع النوم غير المريحة وضغوط الحمل على زيادة الألم. تتفاوت شدة الألم من حالة إلى أخرى، وقد يؤدي الألم الشديد إلى إعاقة الحركة اليومية وراحة الحوض.
أسباب ألم الظهر خلال الحمل
ألم الظهر خلال فترة الحمل يمكن أن يكون نتيجة لعدة أسباب، منها:
- زيادة الوزن: يزداد وزنكِ تدريجيًا مع تقدّم الحمل، ممّا يُثقل على ظهركِ ويُسبّب الضغط على عضلاته ومفاصله.
- التغيرات الهرمونية: يُفرز جسمكِ هرموناتٍ تُرخّي أربطة الحوض استعدادًا للولادة، ممّا قد يُؤدّي إلى شعوركِ بعدم الاستقرار و الم اسفل الظهر.
- تغيّر مركز الثقل: مع نموّ طفلكِ، يتغيّر مركز ثقل جسمكِ، ممّا يُجهد عضلات ظهركِ ويُسبّب الألم.
- ضعف عضلات البطن: تُصبح عضلات البطن أضعف خلال الحمل، ممّا يُقلّل من قدرتها على دعم ظهركِ.
- الوضعية: قد تُؤدّي بعض الوضعيات، مثل الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، أو ثني ظهركِ أثناء رفع الأشياء، إلى تفاقم ألم الظهر.
- ضغط الرحم: مع نمو الجنين، يمكن أن يسبب الرحم ضغطًا على الأعصاب والأوعية الدموية في الظهر، مما يسبب ألمًا.
متى يكون ألم الظهر خطيرة ؟
في حين أن معظم آلام الظهر ليست خطيرة وتتحسن من تلقاء نفسها بمرور الوقت، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد تشير إلى مشكلة طبية أكثر خطورة تتطلب عناية طبية فورية.
إليك بعض العلامات التي تدل على أن ألم الظهر قد يكون خطيرًا:
- ألم حاد مفاجئ: إذا شعرت فجأة بألم حاد في ظهرك، خاصة بعد إصابة أو حادث، فقد يكون ذلك علامة على تمزق في العضلات أو الأربطة أو كسر في العمود الفقري.
- ألَم شديد لا يتحسن مع الراحة: إذا كان ألم ظهرك شديدًا ولا يتحسن مع الراحة أو الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، فقد يكون ذلك علامة على حالة طبية أكثر خطورة.
- ألم ينتشر إلى الساقين: إذا كان ألم ظهرك ينتشر إلى إحدى ساقيك أو كلتا ساقيك، خاصة إذا كان مصحوبًا بتنميل أو ضعف، فقد يكون ذلك علامة على انضغاط عصب الورك أو مشكلة أخرى في العمود الفقري.
- الحمى: إذا كان ألم ظهرك مصحوبًا بحمى، فقد يكون ذلك علامة على عدوى، مثل عدوى العمود الفقري.
- فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء: إذا فقدت السيطرة على مثانتك أو أمعائك، فقد يكون ذلك علامة على ضغط على الأعصاب في العمود الفقري.
نصائح لتخفيف الم الظهر للحامل
رغم أن آلام الظهر خلال فترة الحمل ليست ظاهرة جديدة، إلا أنها تستحق الاهتمام الفائق. جمعنا لكِ 7 طرق وإرشادات ستساعدك على تخفيف آلام الظهر خلال فترة الحمل:
الوضعية السليمة للجسم
تلعب الوضعية السليمة للجسم خلال فترة الحمل دورًا حاسمًا في الحفاظ على صحة الظهر والحد من الألم. مع تقدم الحمل، يتحول مركز الثقل نحو الأمام بسبب نمو البطن، مما قد يؤدي إلى انحناء الجسم إلى الأمام وإجهاد عضلات الظهر السفلية. هذا التغيير في مركز الثقل يمكن أن يسبب آلام الظهر والتوتر العضلي.
لتجنب هذه المشكلة، من المهم الانتباه إلى وضعية الجسم الصحيحة. تأكدي من الوقوف بشكل مستقيم، بحيث يكون ظهرك مستقيمًا وصدرك مرفوعًا. حافظي على استرخاء الكتفين وإرجاعهما إلى الخلف، مما يساعد في توزيع الوزن بشكل متوازن ويقلل من الضغط على العمود الفقري. عند الوقوف لفترات طويلة، من المفيد وضع إحدى القدمين على مقعد منخفض أو صندوق صغير. هذه الحركة البسيطة تساعد في الحفاظ على التوازن وتقليل الضغط على أسفل الظهر. يمكنك التبديل بين القدمين من حين لآخر لتجنب إجهاد عضلات الساقين والظهر.
بالإضافة إلى ذلك، عند الجلوس، اختاري كراسي توفر دعمًا جيدًا لأسفل الظهر. يمكنك استخدام وسادة صغيرة أو منشفة ملفوفة لدعم الجزء السفلي من الظهر. حافظي على قدميك مستوية على الأرض أو على مسند القدمين للحفاظ على وضعية مريحة وصحية.
استخدام الأدوات الملائمة
ارتدي أحذية منخفضة الكعب مع دعامة مقوسة، وتجنبي الكعب العالي الذي قد يؤثر على توازنك ويسبب السقوط. يمكنك أيضًا استخدام حزام دعم الحمل للحصول على راحة إضافية ودعم للبطن والظهر. هذا الحزام يمكن أن يساعد في توزيع وزن البطن بشكل أكثر توازنًا، مما يقلل من الضغط على الظهر ويحسن الوضعية العامة للجسم. على الرغم من قلة الأبحاث التي تدعم فعاليته بشكل قاطع، إلا أن العديد من النساء يجدن أن استخدامه يوفر تخفيفًا ملحوظًا للألم.
رفع الأشياء بشكل سليم
رفع الأشياء بشكل سليم هو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الظهر، خاصة أثناء الحمل. عند الحاجة لرفع شيء ما، ابدئي بالجلوس في وضع القرفصاء بدلاً من الانحناء من الخصر. بهذه الطريقة، تضمنين استخدام عضلات الساقين القوية لدعم جسمك عند النهوض، مما يقلل من الضغط على منطقة الظهر. تأكدي من إبقاء ظهرك مستقيمًا وثابتًا أثناء الرفع. بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب حمل أشياء ثقيلة تفوق قدرتك، حيث أن الجهد الزائد يمكن أن يؤدي إلى إصابات وآلام في الظهر.
النوم بشكل صحيح
للحصول على نوم مريح وصحيح أثناء الحمل، يعتبر استخدام الوسائد الداعمة أمرًا ضروريًا. يمكنك وضع وسادة صغيرة تحت بطنك لتقليل الضغط على الظهر عند النوم على الجانب. هذه الوسادة تساعد في الحفاظ على استقامة العمود الفقري وتقليل الألم الناتج عن الضغط الزائد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام وسائد أخرى لدعم الرقبة والظهر. هذه الوسائد تساعد في الحفاظ على وضعية النوم الصحيحة، مما يقلل من الإجهاد والتوتر في العضلات والمفاصل. توزيع الوسائد بشكل مناسب حول جسمك يمكن أن يوفر دعمًا إضافيًا ويعزز الراحة العامة، مما يساعدك على الاستمتاع بنوم هادئ ومريح طوال الليل.
استخدام السخونة والبرودة والتدليك
يمكنكِ تجربة استخدام الكمادات الساخنة أو الباردة لتخفيف آلام الظهر أثناء الحمل. وضع كمادات ساخنة أو باردة على منطقة الظهر يمكن أن يساعد في تقليل التوتر والألم. الكمادات الساخنة تعمل على زيادة تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، مما يساهم في استرخاء العضلات وتخفيف الألم. من ناحية أخرى، الكمادات الباردة يمكن أن تقلل من الالتهاب والتورم عن طريق تقليل تدفق الدم إلى المنطقة المصابة.
ممارسة الرياضة بانتظام
ممارسة التمارين الرياضية اللطيفة والمناسبة للحوامل يمكن أن تكون فعالة أيضًا. تمارين الاستطالة وتقوية عضلات الظهر والأساس يمكن أن تساعد في دعم الجسم بشكل أفضل وتخفيف آلام الظهر. يُنصح باستشارة الطبيب قبل بدء أي نشاط رياضي جديد.
اللجوء إلى العلاجات التكميلية
اللجوء إلى العلاجات التكميلية يمكن أن يكون خيارًا فعّالًا للعديد من النساء الحوامل اللواتي يعانين من آلام الظهر وغيرها من الأعراض المرتبطة بالحمل. من بين هذه العلاجات، العلاج بالإبر الصينية والعلاج اليدوي للعمود الفقري قد أثبتا فعاليتهما في تخفيف الألم وتحسين الراحة العامة. العلاج بالإبر الصينية، الذي يتضمن إدخال إبر رفيعة في نقاط محددة من الجسم، يمكن أن يساعد في تحسين تدفق الطاقة وتقليل التوتر والألم. أما العلاج اليدوي للعمود الفقري، الذي يشمل تقنيات يدوية لتحريك الفقرات وإعادة توازن العمود الفقري، فيمكن أن يساهم في تخفيف الضغط على الأعصاب وتحسين الحركة.
أنواع آلام الظهر
يمكن تصنيف ألم الظهر بشكل عام إلى 3 أنواع رئيسية بناءً على موقعه:
ألم أسفل الظهر
هو النوع الأكثر شيوعًا، وينجم عادة عن إجهاد العضلات أو الأربطة، أو قد يكون نتيجة لانزلاق الغضروف أو التهاب المفاصل. يمكن أن يكون الألم حادًا أو مزمنًا، ويتفاقم عادة مع الحركة المفرطة أو الجلوس لفترات طويلة.
ألم منتصف الظهر
غالبًا ما يكون ناتجًا عن مشاكل في العمود الفقري، مثل الانحناءات غير الطبيعية أو التهاب المفاصل. يمكن أن يكون الألم حادًا أو خفيفًا ومستمرًا، وقد يزداد سوءًا مع الحركة المفرطة أو تغيير الوضعية بشكل مفاجئ.
ألم في الجزء العلوي من الظهر
غالبًا ما يكون ناتجًا عن إجهاد العضلات أو الأربطة، أو قد يكون نتيجة التهاب المفاصل أو مشاكل في الرئتين أو القلب. يمكن أن يكون الألم حادًا أو خفيفًا ومستمرًا، وقد يزداد سوءًا مع التنفس العميق أو السعال.
وبهذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن أهم المعلومات عن الم الظهر للحامل؛ أسبابه ونصائح للتخفيف منه، كما تحدثنا عن أنواع آلام الظهر بصورة عامة. إذا كنت تعاني من أوجاع الظهر مصحوبة بأعراض غير طبيعية، فمن المهم استشارة الطبيب على الفور. وإذا كنت مهتماً بالمواضيع الصحية يمكنك الاطلاع على مقال أفضل 5 مراكز علاج طبيعي في السعودية، كل هذا وأكثر ستجده في مدونة بيوت السعودية الشاملة. يمكنك أيضاً متابعتنا على وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة المتواجدة أسفل الصفحة. وإن رغبت في الحصول على المساعدة الفورية فلا تتردد بترك تعليقاتك لنا وسنقدم لك المساعدة التي تحتاجها.