عملت المملكة العربية السعودية على تطوير الاتصالات، وتقنية المعلومات، وتسهيل الحصول عليها وتوسيع انتشارها في جميع مناطق المملكة، وكيف يمكن تحقيق المواطنة الرقمية في حياتنا، وذلك بشكل يلبي احتياجات التنمية الاجتماعية، والاقتصادية، والصحية، والتعليمية، وغيرها من نواحي الحياة. وعملت على تشجيع الاستثمار في هذه المجالات ويأتي ذلك ضمن رؤية المملكة 2030م. فقد أعلنت المملكة عن رؤيتها في التحول الاقتصادي والوطني وتنوع مصادر الدخول الاقتصادية، وجاء ذلك ضمن ثلاثة محاور، وهي الاقتصاد المزدهر، والمجتمع الحيوي، والوطن الطموح. وجميع هذه المحاور تصب في عنصر مهم واحد هو التحول الرقمي أو ما يسمى بالرقمنة.
المواطنة الرقمية
يمكن تعريف المواطنة الرقمية بأنها الوسيلة العصرية لإعداد مواطن قادر على استخدام وتوظيف التكنولوجيا الرقمية بطرق سليمة، ووفقا لقواعد وضوابط سلوكية، ودينية، وأخلاقية، وقانونية، لإنشاء مجتمع رقمي صحي. من خلال تزويده بمجموعة المهارات في مجال التكنولوجيا مثل مهارات التواصل، والبحث، وحل المشكلات، وإثراء معرفته بتاريخ وثقافة بلاده، وتعزيز إيمانه بقيم العدالة والحرية والديمقراطية، للمساهمة في رقي الوطن.
أهداف المواطنة الرقمية
- تسعى المواطنة الرقمية لتحقيق عدد من الأهداف، وأهمها:
- رفع مستوى الأمان الإلكتروني
- توعية جميع الفئات العمرية بمفهوم المواطنة الرقمية بأسلوب قريب ومحبب.
- التخفيف من الانعكاسات السلبية لاستخدام الانترنت على الحياة الواقعية.
- نشر ثقافة حرية التعبير، وفق ضوابط سلوكية ملتزمة بالأدب.
- تحويل مفهوم الرقابة المشددة، وانعدام الخصوصية إلى مفهوم الرقابة الذاتية، وذلك وفقا للشريعة الإسلامية، والقيم المجتمعية.
مواصفات المواطن الرقمي
يتصف المواطن القادر على استخدام الإنترنت في إنجاز أعماله، والاستفادة من معطيات الحضارة بعدة صفات، منها:
- احترام الثقافات والمجتمعات في البيئة الافتراضية.
- الالتزام بالأمانة الفكرية، ورد الحقوق إلى أصحابها.
- الحفاظ على خصوصيات الأفراد، والمعلومات الشخصية للأفراد المشاركين في العالم الافتراضي.
- إدارة الوقت الذي يقضيه المواطن في استخدام التكنولوجيا بفعالية.
- حماية المواطن نفسه من المعتقدات الفاسدة المنتشرة عبر الوسائط المتعددة.
- الوقوف ضد التنمر عبر الإنترنت.
عناصر المواطنة الرقمية
تتحقق المواطنة الرقمية بتطبيق جميع عناصرها لإنشاء مجتمع رقمي مثالي، وهذه العناصر هي:
الوصول الرقمي
هي عبارة عن تكافؤ الفرص أمام جميع الأفراد، بحيث تكون التقنية والتكنولوجيا متاحة للجميع، من خلال توفير الحقوق المتساوية، ودعم الوصول الإلكتروني، وتقليص الفارق بين من تتوافر لديهم أشكال التكنولوجيا ويستطيعون الوصول إليها وبين أولئك الذي لا تتوافر لديهم. مما يساعدهم على الانخراط في المجتمع الرقمي.
الاتصال الرقمي
هي وسيلة التكنولوجيا التي تتم بواسطتها تفاعل الناس فيما بينهم، ونقل المعلومات والبيانات على شكل إشارات إلكترونية مثل مواقع التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، لتقريب الخدمات الذكية من المستخدم وسهولة استعمالها، وتدني أسعار تجهيزاتها.
الثقافة الرقمية
هي عملية تعلم الأساسيات الرقمية، والمساهمة في رفع قدرة الفرد على استخدام التكنولوجيا وأدواتها، وتقييم المصادر الإلكترونية، وتحديد مدى وصدق محتواها. وتطوير أنماط وأساليب التعلم على الشبكة الإلكترونية، والتعلم عن بعد.
الأمن الرقمي
عملية تعليم الطلاب طريقة حماية بياناتهم الإلكترونية، من خلال استخدام أنظمة الحماية الرقمية، وبرامج الحماية من الفيروسات، وعدم تزويد أي شخص بالبيانات الشخصية على الشبكة الإلكترونية. لحمايتهم من مشاكل الاحتيال عبر الإنترنت، والتحرش، وسرقة الهوية.
التجارة الرقمية
هي توعية الأفراد بعملية التجارة الإلكترونية، والقضايا التي قد تواجههم نتيجة التسوق عبر الانترنت لتبادل السلع والمال والخدمات مثل الاحتيال او سرقة المعلومات الشخصية أو الهوية وغيرها، لتحقيق مفهوم المواطنة الرقمية بأفضل شكل.
قواعد السلوك الرقمي
تدريب وتعليم المتعلمين ليكونوا مسؤولين في ظل مجتمع رقمي جديد، متبعين قواعد ومعايير السلوك الإلكتروني، مثل الألفاظ المقبول استخدامها، وعدم التعدي على الآخرين ضمن القيم والمبادئ، واستخدام التكنولوجيا في الوقت المناسب.
الحقوق والمسؤوليات الرقمية
احترام خصوصية المواطنين مثل حماية حقوق الملكية الفكرية لهم، ومعرفة المسؤوليات التي عليهم. والتعامل مع محتويات الشبكة بطريقة نظامية، وفقا لسياسات الاستخدام المقبول ضمن شروط وأخلاقيات الحفاظ على الهوية الرقمية.
الصحة والرفاهية والسلامة الرقمية
هي توعية الطلاب من قبل المعلمين وأولياء الأمور على الاستخدام الأمثل لوسائل التكنولوجيا والمخاطر الجسدية المصاحبة لها، مثل مشاكل في الكتفين، والعينين، والظهر وغيرها من الأعراض التي قد تظهر نتيجة الاستخدام الخاطئ وغير المسؤول لها، والذي يمكن أن يتطور إلى إدمان تترتب عليه مشاكل نفسية وعقلية.
القانون الرقمي
هي المسؤولية الإلكترونية والقيود التشريعية التي تحكم الأفعال والإجراءات في استخدام التكنولوجيا.
كيف يمكن تحقيق المواطنة الرقمية في المجتمع؟
يكمن تحقيق المواطنة الرقمية من خلال التطوع الرقمي، وهو تمكين المجتمع بكافة فئاته وأطيافه من استخدامات التقنية، ورفع كفاءتها، وتعزيز قدرات الأفراد عن طريق تكثيف التوعية التقنية في المجتمع، وعبر وسائل التدريب والنشر والتأهيل للمتطوعين في أنحاء المملكة. وتعد مبادرة “العطاء الرقمي” مبادرة تخصصية غير ربحية، تهدف لنشر الوعي الرقمي بين أفراد المجتمع، وسعت لذلك من خلال منصات التدريب الإلكتروني، والتي تعد أحد وسائل التعليم الرقمي السريع للوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين بشكل مجاني. وأحد الأسئلة هو كيف يمكن استخدام الأجهزة الذكية في تحقيق المواطنة الرقمية؟ قامت الحكومة بجعل الخدمات المقدمة للمواطنين تعمل عن طريق استخدام الأجهزة الذكية وذلك من خلال تحقيق مبدأ المواطنة الرقمية في التعليم مثل منصة مدرستي، والمؤسسات الإعلامية، والمبادرات المجتمعية، وغيرها لتنتشر بين أفراد الأسرة، والطلاب في المدارس، وباقي فئات المجتمع بطريقة سهلة وسلسة.
كما رأينا فإن السعودية قامت بعملية التحول الإلكتروني في المملكة لخدماتها الحكومية لتوظيف مشروع المواطنة الرقمية والتي تأتي ضمن خطط رؤية المملكة 2030. وهناك العديد من المنصات الإلكترونية التي قامت بإنشائها أيضا مثل منصة جدارة ومسار للتوظيف الإلكتروني، ومنصة مساند لاستقدام العاملات. يمكنك الاطلاع عليها من خلال مدونة بيوت السعودية.