تعتبر المملكة العربية السعودية من أغنى الدول التي تحتوي على تراث عريق مترابط مع السكان، حيث تشكّل المهن القديمة أسلوب حياة يعكس مدى الحرفية التي أعانت الأسلاف على المعيشة في الماضي، كما تتنوع هذه المهن التراثية في السعودية لتشكل كوكبة واسعة من النجوم التي تنير سماء البلاد وترشدنا من الماضي إلى الطريق الصحيح في المستقبل، نتكلم اليوم في مقالنا عن أبرز هذه المهن والصناعات وما تحتويه من قيمة مهمة للغاية، تابعوا معنا أبرز التفصيل.
الصناعة التقليدية السعودية
تتربع الصناعات التقليدية على عرش المهن التراثية في السعودية وتضفي لها التاريخ العريق والثقافة العربية الأصيلة، إذ تتجلى هذه الصناعات والمهن في توفير تحف فنية تعرضها المملكة لجميع الزوار، فضلاً عن عرضها إلى المواطنين لتعزيز الهوية الوطنية في أعمال الأجداد سابقاً وكيف تطورت الحياة إلى أعمال أخرى مختلفة تماماً، حيث سنتعرف في هذا المقال على أشهر هذه الحرفيات، بالإضافة إلى دورها الفعال في تثبيت القيمة التراثية للمملكة، إليكم أهمها:
حرفة البناء

أشهر المهن التراثية في السعودية وأكثرها انتشاراً بين الحرفيين، حيث تعتبر هذه المهنة من الأحجار الأساسية في بناء التراث والثقافة العربية الخاصة في البلاد، كما تعتمد في المواد المستخدمة على طبيعة المواد المتوفرة في كل منطقة من الطين و الحجارة البازلتية السوداء، بالإضافة إلى العديد من الأمثلة الأخرى، إذ نرى أجمل اللوحات الفنية البنائية المختلفة في كل رقعة جغرافية مميزة عن الأخرى، بحيث استمرت بالتطور حتى باتت هوية خاصة في كل محافظة أو مدينة، ومن الأمثلة عليها، التصاميم المعمارية الخاصة بمنطقة نجد وعسير.
صناعة عصر الزيوت
صناعة عصر الزيوت تحمل بين طياتها تاريخًا عميقًا وثقافة غنية، إذ كانت تمثل جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية للمجتمعات السعودية في العصور القديمة، ففي المناطق الزراعية، كان استخراج الزيوت من الحبوب والنباتات مثل الزيتون والسمسم، بالإضافة إلى الريحان والفول السوداني يتم بطريقة يدوية تقليدية باستخدام أدوات بدائية، مثل الرحى والعصر باستخدام المكابس الخشبية أو الحجرية التي تديرها الجمال والأحصنة.
بناء السفن و القوارب
لا عجب أن تكون هذه الصناعة ضمن قائمة أهم المهن التراثية في السعودية وأعرقها، حيث اشتهرت المملكة قديماً في التجارات البحرية، ويرجع ذلك إلى وقوعها على العديد من سواحل البحر الأحمر والخليج العربي، مما جعل بناء السفن والقوارب محوراً أساسياً لاستكمال الحياة، ومن أشهر السفن التي بنيت في السعودية:
- السفن الشراعية: اشتهرت جدة في صناعة هذا النوع من السفن التي تتكون في العادة من طابقين وأشرعة، فضلاً عن المجاديف.
- سفن الجروي: في الأغلب يستخدم هذا النوع غالباً للصيد بعيداً عن الساحل في عمق البحر ويتكون من طابق واحد.
- سفن الهوري: تعتبر هذه الفئة هي المصغرة من سفن الجروي وتشتهر في الصيد قرب الساحل.
استخراج اللؤلؤ
في البقاء ضمن إطار المهن البحرية، يُعد استخراج اللؤلؤ من أشقّ المهن التراثية في السعودية وأصعبها، مما يخلق صعوبة في تحديد الأجور المخصصة للعمال فيها، إذ ترجع هذه الصعوبة لخطورتها أثناء الغوص في أعماق البحر لمدة طويلة نوعاً، بالإضافة إلى استخدام أدوات بدائية، وفي سياق متصل، إعتنق النجديين هذه المهنة بشكل أكبر بالتشارك مع بعض سكان جيزان.
الحياكة

من أعمدة الأساسي التي اعتمدت عليها المهن التراثية في السعودية هي الحياكة، نظراً لطبيعة الحياة البدوية التي تحتاج لهذا النوع من الصناعات، حيث تُعد حياكة الخيام من الأكثر انتشاراً بسبب نمط الحياة البدوية واحتياجهم لها، بالإضافة إلى البسط، كما تتوفر مواد الخام للحياكة بكثرة، حيث تقوم العائلات البدوية بحياكة شعر الماعز والصوف الخشن من المواشي التي تجسّد جزءً لا يتجزأ من حياتهم اليومية، فضلاً عن لحومها وألبانها التي اعتمدوا عليها في غذائهم.
استخراج الملح
تتعدد موارد الملح في المملكة العربية السعودية، وهذا ما جعله مهنة تراثية أساسية يعتمد عليها بعض سكان القرى في كسب قوت يومهم، حيث تتناثر البقع الملحية في شتى بقاع البلاد بدءً من شمالها وحتى جنوبها، إذ تشتهر قريات الملح في استخراجه وتجفيفه داخل أحواض، ومن بعدها يتم بيعه في قلب البادية إلى الرحالة.
دباغة الجلود
تعتمد صناعة دباغة الجلود في المدن على جلود الحيوانات التي تُذبح بداخلها، إلى جانب ما يقدمه البدو من جلود الحيوانات التي يصطادونها أو يربونها في البادية المجاورة، كما تعد جلود الجمال الأكثر شيوعًا في هذه الحرفة، تليها جلود الأغنام ثم الأبقار، ورغم أن هذه الصناعة تندرج ضمن الحرف المنزلية، إلا أن النساء أحيانًا يساهمن في ممارستها، وتستخدم في عملية الدباغة عدة نباتات محلية مثل الأثل وقشر الرمان،بالإضافة الحرمل والتمر المخزون، وذلك لإزالة الشعر عن الجلد تمهيدًا لدبغها.
في الختام، حصرنا أشهر المهن التراثية في السعودية وأكثرها تأثيراً على الحياة التقليدية للأجداد، إلا أنه يوجد العديد من المهن والصناعات الأخرى مثل الحدادة والنجارة، حيث تعتبر أيضاً من أعمدة الاقتصاد السابقة وتم دثرها مع تطور المصانع والاستيراد الخارجي، إلا أنها ما زالت كتاباً تاريخياً يحمل في صفحاته الهوية الوطنية للمملكة، فضلاً عن العديد من المواضيع التراثية الأخرى التي نقدمها لكم في مدونة بيوت السعودية مثل أبرز القصور والبيوت التراثية في الطائف، بالإضافة إلى متحف بريدة التراثي.