يقوم علم الفلك بدراسة ومراقبة حركة الاجرام السماوية مثل الكواكب والنجوم والظواهر المحيطة بها. كانت بداية هذا العلم من مشاهدات الإنسان بعينه ليلا، كتلألؤ النجوم، واتخاذها أشكال ومجموعات، ومشاهدة الشهب والمذنبات. دفع التطور الحضاري في بلاد الرافدين وبلاد فارس إلى وضع مخططات لمواقع الكواكب والنجوم، واعتمدوا في توقعاتهم على تصور أن الأرض هي مركز الكون ما كان سائدا حينها. وبعد اختراع المناظير الفلكية تغيرت هذه الفرضيات التي بنى عليها علماء الفلك تفسيراتهم الفلكية.
تاريخ المناظير الفلكية
بدأ استخدام المنظار الفلكي في هولندا، حيث تم اختراع أول منظار فلكي من قبل أحد صانعي النظارات الهولنديين عام 1609م، واستخدمه العلامة جاليليو في عام 1610م في رصد الأجرام السماوية. وكان هذا بداية علم الفلك ودراسة الكون. وكان هذا المنظار من النوع العدسي أو الكاسر.
المنظار الفلكي
يمكن تعريف المنظار الفلكي أنه آلة وظيفتها عبارة عن تجميع الضوء وتكبير حجم الأشياء التي لا يمكن مشاهدة تفاصيلها بالعين المجرد وتقريبها، مثل الكواكب والنجوم والأشياء البعيدة عن مدى الرؤية، لتصبح صورتها واضحة. وتعد انواع المناظير الفلكية مختلفة بحسب مكوناتها ومبدأ عملها.
فوائد المناظير الفلكية
تستخدم المناظير الفلكية في العديد من الأدوات والأماكن، ومن استخداماتها وفوائدها:
- ترى المناظير الفلكية الأشياء التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وذلك لأن فتحة التلسكوب أكبر من فتحة العين البشرية.
- يمكن تجهيز مناظير فلكية لتسجيل الضوء على مدى طويل، وذلك باستخدام كاشفات إلكترونية، وفيلم فوتوغرافي مثل أجهزة تجهيز الضوء.
- تستخدم المناظير بشكل عام في عدسات الكاميرات، ونظارات الكشف.
مراحل اختراع أنواع المناظير الفلكية
المناظير الفلكية هي أداة بصرية، يتم فيها ملاحظة ومراقبة الأجسام البعيدة في الفضاء. تحتوي هذه المناظير على عدسات أو مرايا أو كليهما، ولها عدة طرق لرصد الأشياء. يمكن استخدام المنظار للرصد وذلك من خلال انعكاس أو انبعاث الإشعاع الكهرومغناطيسي. تم في البداية في أوائل القرن السابع عشر استخدام المناظير الفلكية الانكسارية في علم الفلك، التي اخترعها الهولنديين، لكن هذه المناظير اعتمدت فقط على العدسات دون استخدام المرآة، كانت تعمل على انحراف الضوء. وتم بعد ذلك اختراع المناظير العاكسة، والتي تم تجهيزها بأشياء أخرى مثل المرايا. وثم تم اختراع انواع المناظير الفلكية المختلفة الأخرى، والتي كانت كروية أكثر من الأنواع القديمة الانكسارية والعاكسة وذلك بداية القرن العشرين. وفي بداية الستينيات كانت مناظير الأشعة تحت الحمراء من أنواع المناظير الفلكيه الحديثة التي تم اختراعها.
أهمية المناظير الفلكية
يتم تطوير انواع المناظير الفلكية باستمرار من حين لآخر لما لها من أهمية كبيرة في حياتنا، وتكمن هذه الأهمية فيما يلي:
- مراقبة المجرات جميعها البعيدة جدا عن النظام الشمسي.
- دراسة كل ما يتعلق بالكواكب ومراقبة النجوم وجميع الأجرام السماوية.
- مراقبة حالة الأشياء التي لا يمكن رؤيتها بدون هذه الأجهزة لصغر حجمها.
- المساعدة في اكتشاف العديد من الأسرار الكونية المختلفة.
انواع المناظير الفلكية البصرية
للمناظير الفلكية البصرية نوعان رئيسيان يختلفان في مكوناتهما ومبدأ عملها واستخداماتها: وهذه الأنواع هي:
المناظير الانكسارية
يستخدم المنظار المنكسر عدسة زجاجية في مقدمة المنظار كهدف له، وخلال مرور الضوء من خلال العدسة ينكسر. ويستخدم هذا النوع من المناظير عدسات لتجميع الضوء وتركيزه. وتعد أجهزة قياس الانكسار متينة ونظامها البصري متين جدا، والسطح الخارجي محكم الإغلاق داخل الأنبوب الذي يساعد في التخلص من تأثيرات تغيرات درجات الحرارة، وأن الصور أكثر وضوحا وثباتا من عاكس من نفس الحجم. وتم بيع هذه المناظير لأول مرة في محلات السوبر ماركت.
المناظير العاكسة
تستخدم المناظير العاكسة مرآة لالتقاط الضوء وتركيزه، لأنها لا تعاني من الانحراف اللوني. حيث أنها تعكس جميع الأطوال الموجية في المرآة بنفس الطريقة. وغالبا يتم استخدام المرآة الثانوية لإعادة توجيه الضوء إلى موقع آخر، للحصول على رؤية أوضح نسبيا. ويمكن استخدام المرآة الثانوية وحواملها تأثيرات الانعراج. ويجب العلم بضرورة تنظيف المناظير الداخلية فيها. وهذه هي الإجابة على سؤال اي انواع المناظير الفلكية يستخدم المرايا لتجميع الضوء.
المنظار الراديوي
المنظار الراديوي هو منظار قام بتطويره علماء الفلك الراديوي، لالتقاط الأصوات الخافتة التي تنبعث من النجوم والغبار الكوني. ويعد الهوائي وهو أكبر جزء في المنظار الراديوي ووظيفته تقوم على تجميع الموجات الراديوية في بؤرة. ويوجد نوعان من الهوائيات، أحدهما يكون على شكل طبق كبير عبارة عن مرآة معدنية دائرية قليلة العمق تقوم بتجميع الطاقة الراديوية تقوم بتركيزها عند نقطة البؤرة على هوائي آخر ذو قطب مزدوج. ثم تنتقل هذه الطاقة من خلال أسلاك إلى المختبر. فيجري تكبير النبضان من خلال جهاز الاستقبال عدة ملايين من المرات، ومن خلال جهاز حاسوب يتم إزالة التشويش ثم نقلها إلى جهاز تسجيل يعمل على تدوين الإشارات على مخطط بياني لتكون جاهزة لدراستها من قبل علماء الفلك الراديوي. ويسأل الكثير اي انواع المناظير الفلكية يمكن استعماله ليلا ونهارا، والإجابة هي المنظار الراديوي.
كما اطلعنا فإن هناك العديد من أنواع المناظير الفلكية التي تختلف إما بمكوناتها وتصنيعها، أو بمبدأ عملها. ويوجد العديد من إنجازات المملكة العربية السعودية في علوم الفضاء والفلك، بالإضافة إلى إطلاقها للقمر الصناعي “شاهين سات” لاكتشاف الفضاء من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. يمكنك الاطلاع عليها من خلال مدونة بيوت السعودية.