تتعد المواد الكيميائية التي استخدمها الإنسان على مر العصور وأخرج منها تفاعلات ليستخدمها في مختلف المجالات، إلا أن هذه المواد إذا استخدمها أو تعرض لها الإنسان بشكل كبير ومستمر ستكون مصدرا لإصابته بإصابات عديدة تختلف من مادة إلى أخرى وبحسب الكميات، إذ إن هناك مواد كيميائية إذا تعرض الإنسان لنسبة بسيطة منها تشكل خطر على حياته، وتوجد مواد أخرى لا تؤثر على صحة الإنسان إلا في حال تعرض كميات كبيرة منها لفترات أكبر من سابقاتها، ومن المواد الكيميائية مادة الفسفور الابيض التي يستخدمها الإنسان في عدة مجالات، وفي هذا المقال سنتحدث عن هذه المادة الكيميائية.
ماهو الفسفور الابيض
الفوسفور الأبيض ويسمى أحيانا بالأصفر هو مادة صلبة شمعية تتراوح ما بين اللونين الأبيض والأصفر، ولها رائحة تشبه رائحة الثوم، تشتعل هذه المادة تلقائيا في الهواء عند درجات حرارة أعلى من 30 درجة، تستمر في الاحتراق حتى تتأكسد بالكامل أو حتى يمنع عنها الأكسجين، ينتج عن حرق الفسفور الابيض دخان كثيف أبيض اللون ومهيِج يحتوي على خليط من أكاسيد الفوسفور.
استخدامات الفسفور الأبيض
يستخدم الفوسفور الابيض عادة للأغراض العسكرية، وللاستخدامات الصناعية الرئيسية له هي الدخول في إنتاج حامض الفوسفوريك والفوسفات وغيرها من المركبات، ويستخدم أيضا لتصنيع مجموعة من المنتجات، ومنها الأسمدة والمنظفات وصنع مبيدات القوارض والألعاب النارية.
حقائق عن الفسفور الأبيض
توجد حقائق كثيرة عن مادة الفسفور الابيض الكيميائية التي لا يعرفها الأشخاص، وفي هذا المقال سنذكر بعض من هذه الحقائق:
- مادة كيميائية صلبة شمعية مائلة للصفرة أو عديمة اللون، وقد وصف البعض رائحتها بأنها تشبه رائحة الثوم
- يشتعل الفوسفور الأبيض فورا عند تعرضه للأكسجين، وغالبا ما تستخدمه الجيوش للإضاءة الساحات، وتوليد ستار من الدخان
- فور اشتعال الفوسفور الأبيض، يكون من الصعب إطفاؤه، ويلتصق بالأسطح مثل الجلد والملابس
- الفوسفور الأبيض مضر للبشر أيا كانت طرق التعرض له
- الدخان الناتج عن حرق الفوسفور يضر بالعينين والجهاز التنفسي بسبب وجود أحماض الفوسفوريك ومركب الفوسفين
- يمكن أن يسبب الفوسفور الأبيض حروق عميقة وشديدة، ويخترق حتى العظام، وتكون الأولوية بعد التعرض للعمل على إيقاف عملية الحرق
- يجب توخي الحذر لتجنب تعرض العاملين في المجال الطبي تعرضا ثانوياً للضحايا الذين يعانون من حروق الفسفور الأبيض
- يمكن أن يشتعل الفسفور الأبيض من جديد أثناء العلاج الأولي أو بعده نتيجة تعرضه للأكسجين
- ينبغي استعمال مياه نظيفة/محلول ملحي معد طبيا طوال عملية العلاج
تأثيرات التعرض للفسفور الأبيض
الفوسفور الابيض مضر للبشر أيا كانت طرق التعرض له أو طرق استخدامه، ويمكن امتصاصه بكميات سامة بفعل الابتلاع أو انكشاف الجلد له، والدخان الناتج عنه ضار أيضا بالعينين والجهاز التنفسي، إذ تتحلل أكاسيد الفوسفور في الرطوبة إلى أحماض الفوسفوريك، قد يتأخر ظهور التأثيرات الجهازية لمدة تصل إلى 24 ساعة بعد التعرض له، وفي حالات التعرض الشديد له يمكن أن تشمل التأثيرات المتأخرة اضطرابات القلب والأوعية والانهيار القلبي الوعائي، بالإضافة إلى تلف الكلى والكبد وانخفاض مستوى الوعي والغيبوبة، وقد يصل أثر التعرض للفسفور إلى الوفاة بسبب الصدمة أو الفشل الكبدي أو الكلوي أو تلف الجهاز العصبي المركزي أو عضلة القلب، وتوجد له بعض التأثيرات الرئيسية وهي:
التأثيرات على الجلد
قد يسبب التعرض المباشر لمادة الفسفور الابيض حروقا شديدة، وتكون هذه الحروق مؤلمة للغاية وتنتج عن مزيج من الإصابات الحرارية والكيميائية، وقد تبدو المناطق المصابة من الجلد المكشوف باللون الأصفر، وقد تظهر عليها حروق نخرية كاملة السماكة محاطة بأنسجة منسلخة.
التأثيرات على العينين
قد تتسبب جزيئات الفوسفور الابيض حروق وثقوب في القرنية، ما قد يسبب التعرض للدخان الناتج عن حرق الفوسفور تهيج العينين، وتشنج الجفن، ورهاب الضوء، والدمع، والتهاب الملتحمة.
التأثيرات على التنفس
قد يتسبب الدخان الناتج عن حرق الفوسفور في تهيج الجهاز التنفسي العلوي، والسعال، والصداع، وتأخر ظهور الوذمة الرئوية.
طرق العلاج حال التعرض للفسفور الأبيض
تكون الأولوية بعد التعرض العمل على إيقاف عملية الحرق، لذلك يجب أن يكون من يقدم الرعاية على دراية بكافة المخاطر التي من الممكن أن يتعرض لها، ويجب أن تتاح له على الفور مياه نظيفة أو مياه مالحة معدة طبيا قبل بدء بعملية العلاج، بالَفة إلى أنه يجب على المعالج أن يستعين بالإرشادات التالية عند تقديم الرعاية للمصاب والإرشادات هي:
- الحرص على عدم كشف عن أجزاء أخرى من الجلد عند إزالة جزيئات الفوسفور
- توخي الحذر لمنع التعرض لجميع مصادر الاشتعال، مثل اللهب المكشوف، والمعدات الكهربائية، تدخين منتجات التبغ
- إبعاد المريض عن منطقة التعرض، ثم إزالة ملابسه وأمتعته الشخصية بعناية، مع مراعاة أن الملابس الملوثة يمكن أن تشتعل أو يتجدد اشتعالها
- غسل الجلد المكشوف أو الجروح باستمرار بمحلول ملحي أو ماء بارد، أو غمرها في الماء أثناء العمل على إزالة جزيئات الفوسفور
- استخدام الماء البارد وليس الدافئ لأنه في الماء الدافئ قد يصل الفوسفور بسهولة إلى درجة حرارة الاشتعال الذاتي أو قد يذوب الفوسفور مما يزيد صعوبة رؤيته
- توخي الحذر لتجنب نقل الملوثات إلى الجلد غير المكشوف
- إزالة أجزاء الفسفور الأبيض المنصهر بالملقط حصراً، وعدم استخدام اليدين بتاتا، حتى في حال ارتداء قفازات جراحية
- غمر الفوسفور المزال في الماء البارد لتجنب اشتعاله
- في حال عدم القدرة على رؤية أجزاء الفسفور الابيض يجدر استخدام الضوء فوق البنفسجي
- تتوقف الحاجة إلى تدبير علاجي إضافي على شدة الحروق، ويجب أن يتولى إجراءه أخصائي حروق
إذا تعرضت العينان للفوسفور الأبيض أو الدخان الناتج عن استخدام الفوسفور الأبيض، فينبغي اتباع بعض الإرشادات وهي:
- غسل العينين بكمية وفيرة من الماء أو محلول ملحي تركيزه 0,9% مدة 10-15 دقيقة مع إزالة العدسات اللاصقة إذا كان من الممكن فعل ذلك بسهولة
- استخدام مخدر موضعي سوف يقلل من تشنج الجفن ويساعد على الغسل، إلا أنه لا ينبغي تأخير الغسل إذا لم يكون المخدر متاحا
- إذا كانت هناك جزيئات من الفوسفور في العين، فينبغي قلب الجفون وإزالة الجزيئات مع الاستمرار في الغسل
- ينبغي وضع الجزيئات المزالة تحت الماء في وعاء، مع إجراء فحص كامل للعينين وإحالة المصاب بشكل عاجل إلى طبيب العيون إذا كان هناك دليل على الإصابة
إلى هنا نكون قد قدمنا لك في هذا المقال بعض أهم المعلومات حول الفسفور الابيض واستخداماته وعلاج الحالات التي تعرض له، إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من مقتطفات والمقالات الأخرى المهمة والشيقة، مثل المخدرات .. آفة العصر وتجارة الموت وهلاك للعقل والجسد وأيضا السجائر الالكترونية : أنواعها، وأضرارها على المدى القصير والطويل، كما ندعوك أيضا لتفقد مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل جديد أولا بأول.