يسعى الكثير من الأشخاص لبلوغ المناصب القيادية، إلا أن هذه المناصب تتطلب لكثير من الذكاء والجهد ومواكبة التغيرات بشكل مستمرة، فيساعد القائد المؤسسة على التطور واتخاذ القرارات للحفاظ على تقدمها، أما المدير فهو الذي يراقب سير العمل ويضمن تحقيق الأهداف. فما هو الفرق بين القائد والمدير وما هي الصفات المميزة لكل منهما؟
القائد
القائد هو الشخص الذي يقوم بقيادة الآخرين وتوجيههم في موقف معين، ويكون ذلك نحو تحقيق الهدف النهائي، عبر وضع استراتيجيات للمتابعة للوصول إليه. وتكون لدى القائد رؤية تلهم الناس حوله لتصبح رؤيتهم، حيث يكون له القدرة على التأثير على الآخرين، سوءا كان رئيسا في العائلة، أو مديرا في مؤسسة، أو قائدا لفريق، أو وزيرا للدولة، أو قائدا ضمن مجموعة غير رسمية.
صفات القائد الناجح
يتحلى القائد الناجح بصفات قيادية تميزه عن أي موظف آخر، حيث يمارس سلوكيات إيجابية لتعزيز أثرها الإيجابي لدى الآخرين، ومن أبرز صفات القائد الإداري الناجح ما يلي:
- القدرة على تحديد الأولويات: يركز القائد على تطوره المهني وتعزيز الذكاء العاطفي لديه، بالإضافة إلى تحديد الأهداف التي يعمل عليها، وهو أكثر قدرة على المرونة والتكيف وقبول التغذية الراجعة من الآخرين.
- التركيز على تطوير الآخرين: إدارة الوقت بشكل أكثر فاعلية: على القائد إجراء تغيير على استراتيجية إدارة الوقت لجني ثمار عملهم والإنجاز، مثل تحديد الأولويات، الالتزام بالمواعيد النهائية، تفويض مهام معينة للتفرغ لغيرها، تعزيز الإنتاجية.
- التكيف مع التغيير: إن التحلي بالمرونة والقدرة على التكيف حسب حاجة الموقف هام جدا بالنسبة للقائد الناجح، حيث يتعين عليه الاستعداد للتوقف، ثم إعادة التقييم وتحديد مسار جديد.
- التفكير الاستراتيجي: على القائد التفكير في أفضل الطرق للوصول لنتائج تفوق التوقعات، من خلال عدة وسائل من أهمها القيام بوضع رؤية واضحة للعمل، وتشجيع الأشخاص على تحقيق هذه الرؤية.
- القدرة على التواصل الفعال: القائد الناجح قادر على التواصل بوضوح مع جميع الموظفين داخل المؤسسة وأصحاب المصلحة خارجها، ويشرحون جميع الأهداف والمهام بإيجاز ووضوح.
- محاسن الأخلاق والصدق: يعامل القائد الناجح أعضاء فريقه باحترام وإنسانية، ويمدحون الناجحين، ويتحملون مسؤولية أخطائهم ولا يقومون بإلقائها على عاتق الآخرين.
المدير
هو الفرد الذي تقوم المؤسسة بتوظيفه، لتوجيه ومراقبة عمل الموظفين الآخرين فيها. وينجز المدير العمل من خلال الموظفين في الشركة، وتكون لديهم السلطة في توظيف أو فضل الموظفين. ويتأكد الكدير من إتمام المهام الموكلة إليهم ضمن الإطار الزمني المحدد، والامتثال بسياسات المؤسسة وقواعدها واستخدام الموارد المخصصة.
صفات المدير الناجح
لكل مدير ناجح سمات معينة يجب أن تتوافر به ليكون مديرا ناجحا، سواء كانت هذه الصفات موهبة موجودة له، أو ظهرت بالممارسة والتدريب. إليك أبرز هذه الصفات:
- الشغف: حيث يجب على المدير أت يمثل حافزا كبيرا بالعمل الذي يديره للاستمرار على الدوام، لإتقان ما يسعى إليه والنجاح به. حيث أن المدير يواجه الكثير من الصعوبات والتحديات في عمله، لكن الشغف هو الذي سيكون سببا في مواجهتها وتحليه بالصبر.
- التواصل الفعال: على المدير الاهتمام بالتواصل المستمر مع كل موظف لديه، وأن يكون قادرا على نقل ما يرديه بك وضوح ودقة، ليدرك الموظف ما هو متوقع منه بالضبط، مع ضرورة تقديم المدير للملاحظات عند الحاجة.
- الذكاء العاطفي: يشتمل الذكاء العاطفي على التعاطف والحساسية لبناء علاقة صحية بين المدير والموظف، ويكون ذلك لتوفير التفهم والتقدير والدعم لجميع وجهات النظر والجهود، مما يؤثر إيجابيا على ثقافة العمل في المكان.
- الحسم في القرارات: على المدير أن لا يكون لديه صعوبة في اتخاذ القرار، لأنه بذلك يعرض المؤسسة للخطر تبعا للقرارات المترددة، وسيخسر ثقة موظفيه.
- التفكير الإبداعي: إن الوظائف الإدارية تتطلب تحديد كيفية تحقيق الأهداف والتحليل وحل المشكلات، وكل ذلك يحتاج إلى أفكار إبداعية بالإضافة إلى طرق مبتكرة وغير تقليدية لتحقيق المراد على أكمل وجه.
- حل النزاعات: الصراع في العمل هو أمر طبيعي، وعلى المدير أن يكون على دراية بالنزاعات الموجودة والمبادرة إلى حلها حتى لا تؤدي إلى تفاقمها وانعكاس تأثيرها السلبي على أداء ومعنويات الموظفين.
- تقدير الموظفين ومكافأتهم: يحتاج الموظفين إلى مدير يقدر جهودهم بالعمل، ومكافأتهم عليها حتى لو معنويا، مما يساهم في خلق حافز لمواصلة العمل وتحقيق النتائج المرجوة.
- الرغبة في التغيير والتحسين: إن قابلية المدير للتغيير ورغبته الملحة في ذلك ستحافظ على المؤسسة ومستوى التنافس والملاءمة للسوق المتجدد.
الفرق بين القائد والمدير
هناك تشابه بين صفات القائد والمدير، إلا أن هناك فروقات كبيرة بينهما، ومن أبرز هذه الفروقات:
- التوجه: حيث يركز المدير على الإنتاجية والأداء وتحقيق الأهداف، بينما يركز القائد على التحفيز والإلهام.
- العلاقات: يركز المدير على بناء العلاقات بين أعضاء المؤسسة في سبيل تحسين الإنتاجية وتحقيق الأهداف، بينما يركز القائد على التواصل مع الأعضاء والتحفيز والإلهام لرفع الروح المعنوية والإنتاجية.
- التحدي: يتجه المدير إلى تحقيق أهداف المؤسسة وتحقيقها بأي شكل، أنا القائد فيسعى إلى تحقيق الأهداف من خلال بناء علاقات جيدة بين أعضاء المؤسسة وتحفيزهم.
- التفكير: يتميز المدير بالتفكير الإداري لتحقيق الأهداف والحفاظ على الإنتاجية، بينما يتميز القائد بالتفكير الإبداعي لتحقيق الأهداف وإيجاد حلول للمشكلات.
- الطريقة: يتبع المدير نعج الإدارة النمطية التي تشتمل على تحديد أهداف المؤسسة ووضع الخطط، بينما يتبع القائد نهج القيادة الشخصية التي تشتمل على تحفيز الفريق في المؤسسة ودعمه لتحقيق الأهداف.
- الاستراتيجية: يهتم المدير بالتفاصيل الدقيقة، مع إدارة الموارد المختلفة، بينما يتمتع القائد بقدرته على صياغة رؤية واضحة للمستقبل ووضع الاستراتيجيات لتحقيقها.
- التعامل مع الأخطاء: يركز المدير على تحليل الأخطاء مع تحديد الأسباب ووضع الحلول المناسبة وذلك دون إدخال تغييرات جذرية، بينما يتمتع القاد بقدرته على التعامل مع الأخطاء وإجراء أي تغييرات لازمة لتحسين الأداء.
- القدوة: يحاول المدير إدارة الفريق بكفاءة ودقة دون الاهتمام بتنمية المهارات كثيرا، بينما يسعى القائد لأن يكون قدوة حسنة لفريقه، ويعمل على صقل مهاراتهم مع التحفيز والتوجيه للطريق الصحيح.
- الرؤية: يركز المدير على تحقيق الأهداف عبر وضع الخطط وتنفيذها بدقة، بينما يتميز القائد بقدرته على صياغة رؤية واضحة للمستقبل وتحفيز أعضاء فريقه للوصول لهذه الرؤية.
تعرفنا على صفات القائد والمدير والفرق بينهما من ناحية الصفات والمهام الموكلة إليهما، وطريقة عمل وتفكير كل ممهما. وللتعرف أكثر على وظيفة مدير المشروع وما هي المهام الموكلة إليه يمكنك زيارة مدونة بيوت السعودية التي توفر كل ما هو جديد ويهمك.