تحظى الصحافة في المملكة العربية بمكانة مرموقة ومهمّة منذ عقود وسنوات عديدة تعود إلى مطلع القرن الماضي ومنذ ما قبل تأسيس الدولة السعودية الحديثة حتى، إذ بزغ فجر الصحافة في السعودية منذ العهد العثماني مروراً بالعهد الهاشمي إلى أن استقرت شمس الصحف السعودية في العهد السعودي ونمت وتطورت على مدار السنوات منذ ذلك الحين حتى يومنا الحالي.
في هذا المقال؛ نجول عبر أبرز مراحل إصدار الصحف السعودية، جنباً إلى جنب مع الإشارة إلى أهم الأسس والركائز التي جرى وضعها والهيئات التي تم تأسيسها لتنظيم وتطوير هذا القطاع، كما نستعرض أبرز وأهم الصحف أو الجرائد السعودية بما فيها الصحف السعودية اليومية المطبوعة، والصحف الالكترونية السعودية أيضاً.
عهود وحقب إصدار الصحف السعودية
لقد بدأ إصدار الصحف في السعودية لأول مرة أثناء العصر العثماني وتحديداً في العام 1908م وذلك تِبعاً للاستفادة من مطبعة ولاية الحجاز التي أنشأتها الحكمة العثمانية آنذاك، من ثم تعاقب إصدار الصحف والجرائد في السعودية تزامناً مع تعاقب العهود والأنظمة الحاكمة التي تتمثل في النظام الهاشمي بعد العثماني، من ثم النظام السعودي أخيراً، وفي ما يلي نسرد توضحياً وافياً وموجزاً عن حال الصحافة والصحف في كُلٍ من هذه الحقب الثلاث:
الجرائد السعودية في العهد العثماني
لقد تمكّن الأكفاء من المختصين العرب وغير العرب في قطاع الطباعة والصحافة والإعلام أثناء فترة الحكم العثماني للمنطقة؛ من إصدار أول صحيفة أو جريدة داخل السعودية وفي منطقة الحجاز وهي جريدة حجاز التي صدرت في مكة المكرمة بتاريخ 8 شوال 1326هـ الموافق لـ 3 نوفمبر 1908م، ومن ثم تلاها خلال العهد العثماني، إصدار كُلاً من الصُحف أو الجرائد التالية:
- جريدة شمس الحقيقة في مكة المكرمة
- جريدة الإصلاح الحجازي في جدة
- جريدة الرقيب في المدينة المنوّرة
- جريد صفاء الحجاز في جدة
- جريدة المدينة المنوّرة في المدينة المنوّرة
الجرائد السعودية في العهد الهاشمي
على مدار 10 سنوات من الحكم الهاشمي للحجاز منذ العام 1916 وإبّان الثورة العربية الكُبرى تحديداً حتى العام 1926م؛ صدرت العديد من الصحف والجرائد التي عزّزت مكانة منطقة الحجاز في ما يخص قطاع الصحافة وأسبقيتها إلى إصدار الصحف والجرائد بالمقارنة مع المناطق الأخرى من المملكة العربية السعودية حالياً، وفيما اتصفت جريدة القبلة التي أُصدرت في مكة المكرّمة بتاريخ 15 شوال 1334 هـ الموافق لـ 14 أغسطس 1916 بكونها أول جريدة هاشمية في الحجاز كما اعتُبرت أنها الجريدة الرسمية للدولة آنذاك، فلقد توالى إصدار الصحف والجرائد الأخرى خلال فترة الحكم الهاشمي، وتمثّلت أبرز هذه الجرائد الأخرى بالتالية:
- جريدة الحجاز في العام 1334 هـ / 1916 م
- جريدة الفلاح في العام 1338 هـ / 1918م
- مجلة مدرسة جرول الزراعية في العام 1338 هـ / 1920 م
- جريدة بريد الحجاز في العام 1343 هـ / 1925
الصحافة والصُحف في المملكة العربية السعودية
تزامن قيام الدولة السعودية الحديثة مع رسوخ أركان قطاع الصحافة في البلاد، وتراكم الخبرات والمعارف والمهارات الصحفية، وتنامي الثقافة والتعليم والوعي الصحفي والأدبي وانتشار هذه العناصر بوتيرة أسرع وبآفاقٍ أوسع وأفسح من ذي قبل بين أبناء الشعب في البلاد، ذلك إلى جانب اهتمام الدولة السعودية الحديثة الناشئة آنذاك بأمر الصحافة والإعلام أيضاً؛ مما أفضى إلى إصدار وظهور العديد من الصحف السعودية على نطاق أرحب مما كان عليه الحال في السابق، فصدرت صحيفة أو جريدة أم القُرى في بادئ الأمر بتاريخ 12 جمادى الأولى 1343هـ الموافق للعام 1924م وذلك بعد أسبوعٍ واحدٍ فقط من دخول الملك عبد العزيز إلى مكة المكرّمة، لتحل جريدة أم القُرى السعودية مكان جريدة القبلة الهامشية وتُصبح الجريدة الرسمية للدولة السعودية منذ صدورها لأول مرة حتى يومنا هذا.
ولقد تعاقب إصدار صحف سعودية بكثرة وغزارة بعد ذلك عطفاً على تأسيس عدد من المطابع في المُدن السعودية الكُبرى، إضافةً إلى ضراوة المنافسة التي شهدتها المملكة في ذلك الحين بين المهتمين والمختصين لإصدار الصُحف والمجلات، إذ غدى يقوم كُل من آنس في نفسه الكفاية والقدرة على إصدار صحيفة أو مجلة؛ بالطباعة والإصدار في الحال بعد تقديم طلب للحكومة وصدور الموافقة عليه وفقاً لقواعد وقوانين الالتزام بنظام المطبوعات والمطابع الذي وضعته الحكومة حينئذ، ولقد كان هذا الأمر كفيلاً بكثرة الصحف السعودية وتنوع حقولها ما بين الصحف السياسية أو الإخبارية، وصحف سعودية أدبية، والصحف الرياضية السعودية، والمجلات العلمية، ومجلات المنوعات وما إلى ذلك من الحقول الأخرى، إلا أن العديد من هذه الصحف والمجلات كانت تصدر بإمكاناتٍ محدودة، كما أن بعضها لم تكن تصدر بانتظام أو اقتصرت على كونها صحف سعودية أسبوعية أو شهرية عوضاً عن أن تكون من بين الصحف السعودية اليومية، كما شهد الوسط الصحفي السعودي في تلك الفترة ثلاث مراحل وأطوار تبدّت بالتالية أيضاً:
- صحافة الأفراد
- إدماج الصحف
- المؤسسات الصحفية
أهم التنظيمات والتشريعات والهيئات الصحفية في السعودية
لقد تطوّر وازدهر قطاع الصحافة شيئاً فشيئاً في السعودية منذ قيام الدولة السعودية الحديثة ليشمل عدداً كبيراً من الصحف السعودية أو الجرائد والمجلات في مختلف الحقول والمجالات الصحفية وتِبعاً لأساليب مختلفة ومتنوعة، مما كان يدفع بالجهات المعنية والمسؤولة نحو تنظيم العمل الصحفي وتنظيم إصدار الصحف والجرائد والمجالات، بواسطة التشريعات والأنظمة والهيئات المتخصصة وفقاً لمقتضيات المرحلة.
ولذا فإننا نُدرج تالياً أبرز وأهم هذه التشريعات والهيئات التي نظمت العمل الصحفي وقطاع إصدار الصُحف والمجلّات في السعودية منذ التأسيس حتى يومنا الحالي:
نظام المؤسسات الصحفية
صدر هذا النظام في العام 1383 هـ الموافق للعام 1964م ولقد كان هو ألغى صحافة الأفراد التي تمثّلت بصدور الصحف السعودية بمبادرات فردية تعتمد في تمويلها وإدارتها على صاحب امتياز الصحيفة، مما جعل السماح بصدور الصحف والمجلات مرتهناً بأن تصدر عن طريق مؤسسات يملكها ويدير العمل فيها عدداً من المواطنين وفق تنظيم مؤسساتي.
نظام مؤسسات الصحف السعودية الثاني أو المُعدّل
صدور هذا النظام في العام 1422هـ الموافق للعام 2001م كان مراعاةً لمعالجة القصور والنقص والثغرات التي اكتنفت النظام السابق، ولقد جاء نظام المؤسسات الصحفية الثاني أو المُعدّل في السعودية؛ ليُلبي ويستجيب لمقتضيات ومتطلبات المرحلة الحالية أيضاً، وبذلك فلقد تضمن حُزمة من القرارات والتشريعات التي تجلت أبرزها في ما يلي:
- تخفيف سلطة الثقافة والإعلام عن المؤسسات والجهات الصحفية
- إنشاء وتأسيس هيئة الصحفيين السعوديين
- إيجاد مجلس إدارة في المؤسسات الصحفية
- إلغاء لجان الإشراف على التحرير في مؤسسات الصحف السعودية
- إلغاء شرط أن يكون المدير العام ورئيس التحرير عضوين في المؤسسة الصحفية السعودية
- السماح بتعيين المدير العام دون الحاجة لأخذ موافقة من وزارة الثقافة والإعلام
- حماية الصحفيين من إجراءات الفصل التعسفي من المؤسسات الصحفية
- معالجة الازدواجيات في عضوية المؤسسات الصحفية
- إلزام المؤسسات الصحفية بوضع الهياكل واللوائح التنظيمية لسير العمل فيها
كما اشتمل نظام المؤسسات الصحفية الثاني أو المُعدّل في السعودية على مزيدٍ من النصوص والتشريعات الأخرى التي طوّرت وقلّمت القطاع الصحفي السعودي وجعلته أكثر تقدّماً ولياقة وانسجاماً مع متطلبات المرحلة.
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى تبني الصحافة السعودية نهجاً معتدلاً بين المدارس والوجهات الصحفية العربية خاصةً والعالمية عامّةً، كما يتميز القطاع بالقواعد والتشريعات التي تكفل حماية المؤسسات الصحفية وتنظيمها، جنباً إلى جنبٍ مع عدم تبعية المؤسسات الصحفية السعودية للقطاع العام من ناحية الإدارة والجوانب المادية، وتبعيتها أو إدارتها من قِبل القطاع الخاص في هذا الإطار، مما يوسم هوية الصحف السعودية بالاعتدال والحرية المسؤولة في الطرح.
أبرز الصحف السعودية الحالية
يمكن تصنيف الصحف السعودية إلى ثُلة من التصنيفات وفقاً لمواصفاتها وحالاتها، وفي هذا الصدد فإننا نُصنّف تالياً الصحف السعودية الحالية وفق تصنيفٍ يُبين بعضاً من أبرز الصحف اليومية، وغير اليومية، جنباً إلى جنب مع استعراض الصحف الورقية، وكذلك الصحف الالكترونية السعودية العاملة حاليا، وذلك مع الإشارة إلى أن تحوّل بعض الصُحف من الصدور الأسبوعي إلى الصدور اليومي، وتوقف بعد الصحف عن الطباعة الورقية والاستعاضة عنها بالنُسخ الإلكترونية، وكذلك صدور العديد من الصُحف بنسختين إحداها ورقية والأخرى إلكترونية.
أبرز صحف سعودية يومية:
- صحيفة عكاظ
- صحيفة المدينة
- صحيفة الرياض
- صحيفة الشرق الأوسط
- صحيفة الاقتصادية
- صحيفة الوطن
- صحيفة الجزيرة
- صحيفة العربية
- صحيفة اليوم
- صحيفة البلاد
- صحيفة المعرفة
- صحيفة الرياضية
صحف سعودية غير يومية:
- جريدة أم القُرى
- جريدة الأضواء
- جريدة الفلاح
- جريدة عرفات
صحف سعودية ورقية:
- جريدة أم القُرى
- جريدة مكة
- جريدة المدينة
- جريدة الحياة
- جريدة الندوة
- جريدة الشرق الأوسط
- جريدة عُكاظ
- جريدة الجزيرة
- جريدة البلاد
- جريدة الرياض
- جريدة اليوم
- جريدة الاقتصادية
- جريدة الوطن
- جريدة الشرق
- جريدة الرياضية
أبرز الصحف الالكترونية السعودية:
- صحيفة عكاظ
- صحيفة مكة
- صحيفة المدينة
- صحيفة الرياض
- صحيفة الشرق الأوسط
- صحيفة الاقتصادية
- صحيفة الوطن
- صحيفة الجزيرة
- صحيفة العربية
- صحيفة اليوم
- صحيفة البلاد
- صحيفة المعرفة
- صحيفة الرياضية
- صحيفة الشرق
- صحيفة سبق
- صحيفة عاجل
بهذا نكون قد قدّمنا لك في هذا المقال؛ معلومات وافية ومتكاملة عن موضوع الصحف السعودية وأهم ما يتعلق بقطاع الصحافة في المملكة العربية السعودية من معلومات، وذلك ما يشمل المرور على عهود وحقب إصدار الصحف السعودية، وسرد أهم التنظيمات والتشريعات والهيئات الصحفية في السعودية، إضافةً إلى استعراض أبرز الصحف السعودية الحالية أيضاً.
إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات، وقراءة العديد من المقالات الأخرى المهمّة والشيّقة؛ فإننا ندعوك لتفقّد مدوّنة بيّوت السعودية والبقاء على اطّلاعٍ بكُلِ جديدٍ أولاً بأول.