هل تعلم ما هو السبب وراء انتشار مرض السرطان بشكل واسع في عالمنا؟ وما هي العوامل التي قد تساهم في تطوره، وهل يمكن الوقاية منه؟ وهل هناك أملاً في العثور على علاج بشكل نهائي له؟ وما الذي يجعل بعض الخلايا في أجسامنا أن تنحرف عن مسارها وتتحول إلى خلايا سرطانية؟ وهل يعزي السبب في هذا المرض إلى عوامل وراثية أم أن البيئة ونمط الحياة يلعبان دوراً أكبر؟
يعتبر هذا المرض مرضاً مشتركا بين مجموعة من الأمراض في سمة رئيسية وهي النمو غير المنضبط للخلايا، والذي تتزايد معدلات الإصابة به. يبدو أن الأسئلة حول أسباب المرض وطرق والأعراض التي تحدث للمصابين به أصبحت أكثر إلحالحاً، فما هي العوامل التي يمكنها أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وكيف يمكن تقليلها؟ تابع معنا قراءة المقال لتجد إجابات على أسئلتك.
ما هو مرض السرطان؟
يتكون جسم الإنسان من الترليونات من الخلايا بأنواع مختلفة مثل خلايا القلب، والجلد والعضلات والكبد، تنقسم هذه الخلايا وتنمو عند الحاجة حفاظاً على جسم صحي وسليم. ويعد السرطان نمواً غير طبيعياً في الجسم وذلك بسبب حدوث خلل فيها، حيث يمكن أن يحدث هذا الخلل في أي جزء من أجزاء الجسم بسبب وجود خلل في الأنظمة الطبيعية الخلوية المتحكمة بانقسام الخلايا وتكاثرها. ويؤدي ذلك إلى عدم موت الخلايا القديمة واستمرار نموها وتكوين خلال غير طبيعية. ويؤدي ذلك إلى تكوّن كتل من الأنسجة والمعروفة بالأورام، بالإضافة إلى ظهور أعراض هذا المرض.
وفي حال تكوّن السرطان، لا يمكن أن يسيطر الجسم على نمو خلايا الورم، فتستمر بالنمو دون توقف، مما يؤدي إلى انتشارها في المراحل اللاحقة إلى أجزاء أخرى من الجسم، والتي بدورها تنمو وتعمل على تلف الأنسجة والأعضاء التي حولها. ومن الجدير بالذكر أن هذا المرض لا يقتصر على الإنسان فقط، بل يمكن أن يصيب الحيوانات والكائنات الأخرى.
اعراض مرض السرطان
تختلف اعراض هذا المرض من حالة لأخرى، وذلك تتبعاً للعضو المصاب بالمرض، حيث أن هناك العديد من الأعراض المنسوبة لمرض السرطان، إلا أنها ليس خاصة فيه وحده. وتشمل هذه الأعراض:
- ارتفاع في درجة الحرارة
- تعب
- ألم
- ظهور تضخم أو كتلة يمكن أن يتم تحسسها تحت الجلد
- تغيرات في وزن الجسم، والذي يشمل انخفاضاَ أو ارتفاعاَ غير مقصودين في الوزن
- سعال مستمر
- صعوبة في البلع
- تغيرات على سطح الجلد مثل: ظهور مناطق قاتمة اللون أو ظهور بقع حمراء في الجلد، ظهور اللون الأصفر، تغيرات في شامات كانت موجودة على الجلد، ظهور جروحاً لا تلتئم.
- بحة في الصوت
- عسر في الهضم، أو حتى الشعور بعدم الراحة بعد تناول الطعام
- تغيرات في أنماط عمل المثانة أو الأمعاء
ماذا تفعل الطفرات الجينية؟
يحدث المرض بسبب حدوث طفرات أو تغيرات في الحمض النووي داخل الخلايا، حيث يتجمع هذه الحمض النووي داخل الخلية في عدد كبير من الجينات الفريدة، ويحتوي كل منها مجموعة من التعليمات التي تقوم بإخبار الخلية بالوظائف التي عليها تأديتها. إلى جانب كيفية نموها وانقسامها. وقد تؤدي الأخطاء في هذه التعليمات لتوقف الخلية عن أدائها لوظيفتها الطبيعية، ويمكن أن تسمح للخلية أن تصبح سرطانية. وقد تعمل الطفرة الجينية بتوجيه إحدى الخلايا السليمة إلى:
فشل في النمو غير الطبيعي للخلايا
حيث أن الخلايا الطبيعية تعرف الوقت الذي تتوقف فيه عن النمو عندما يكون العدد لدى الشخص صحيح لكل نوع من أنواع الخلايا. وتفقد الخلايا السرطانية أدوات السيطرة التي تقوم بتحديد وقت التوقف عن النمو، وتقوم الطفرة داخل الجين الكابت بالسماح للورم باستمرار نمو الخلايا السرطانية وتراكمها.
السماح بالنمو السريع
حيث يمكن أن تؤدي الطفرة الجينية لنمو إحدى الخلايا وانقسامها بشكل أسرع، مما يؤدي إلى إنتاج عدد من الخلايا الجديدة والتي تحتوي جميعها على الطفرة نفسها.
ارتكاب أخطاء عند عملية إصلاح أخطاء الحمض النووي
حيث تقوم جينات إصلاح الحمض النووي بالبحث عن الأخطاء الموجودة في الحمض النووي للخلية وتقوم بإصلاحها. وتعني الطفرة في جين إصلاح الحمض النووي عدم تصحيح الأخطاء الأخرى، والذي يؤدي إلى تسرطن الخلايا.
اسباب المرض
قد تحدث الطفرات الجينية لعدة أسباب وعلى نحو متكرر خلال نمو الخلايا الطبيعي، إلا أن الخلايا تحتوي على آلية معينة يمكنها التعرف على الوقت الذي يحدث فيه الخطأ وتقوم بإصلاحه، ويمكن أن تفشل في التعرف على الأخطاء من حين لآخر، مما يتسبب في أن تصبح الخلية سرطانية. ومن أبرز الأسباب التي تحدث الطفرات الجينية:
- الطفرات الجينية التي ولدت بها، حيث يمكن وراثة الطفرة الجينية عن الوالدين، ويكون هذا النوع من الطفرات مسؤولاً عن نسبة صغيرة من أنواع السرطان.
- الطفرات الجينية بعد الولادة، حيث أن معظم الطفرات الجينية تحدث بعد الولادة، وهي غير وراثية، ويوجد عدة عوامل قد تتسبب في حدوث طفرات جينية، مثل التعرض للفيروسات، والإشعاع، والتدخين، والمواد الكيميائية المسببة للسرطان، والهرمونات، والسمنة، وعدم ممارسة الرياضة، والالتهابات.
علاج المرض
يختلف علاج السرطان بحسب العضو المصاب وحالة الإصابة وتقدمها، ويستخدم الأطباء مجموعة من الأدوات لعلاجه وهي كالتالي:
- العلاج الكيميائي: حيث يستخدم لقتل الخلايا السرطانية
- الجراحة: يتم فيها إزالة السرطان أو أكبر جزء ممكن منه
- زراعة نخاع العظم: وهي الخلايا الجذعية الموجودة داخل العظام والتي تصنع خلايا الدم، حيث يمكن استخدام خلايا المصاب أو خلايا من متبرع آخر في زراعة نخاع العظم
- العلاج الإشعاعي: يتم فيها استخدام حزماً عالية من الطاقة، مثل البروتونات والأشعة السينية، بهدف قتل الخلايا السرطانية، حيث يمكن أن تلقي العلاج الإشعاعي من خلال جهاز خارج جسم المصاب، أو وضع المادة المشعة داخل الجسم.
- العلاج المناعي: يعتمد هذا العلاج على الجهاز المناعي للمصاب حيث يمكن أن يبقى السرطان داخل الجسم دون مقاومة، وذلك لأن جهاز المناعة في الجسم لا يتعرف عليه اعتباره دخيلا، ويساعد العلاج المناعي في هذه الحالة الجهاز المناعي للمصاب على رؤية الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
- والعلاج الدوائي الاستهدافي: يركز هذا العلاج على تشوهات معينة داخل الخلايا السرطانية، ويسمح لها بالبقاء داخل الجسم.
- العلاج الهرموني: بعض أنواع السرطانات تتغذى على هرمونات الجسم، مثل سرطان البروستاتا وسرطان الثدي، وإن إزالة هذه الهرمونات من الجسم أو حتى منع تأثيرها قد يؤدي إلى توقف الخلايا السرطانية عن النمو.
يظل مرض السرطان أحد أكبر التحديات الصحية التي يمكن أن تواجه العالم اليوم، ومن خلال استعرضنا الأعراض وأسباب المرض والتي يمكن أن تشمل الأسباب الوراثية والبيئية وأنماط الحياة، نجد أنه يجب تظافر الجهود للوقاية منه لزيادة فرص الشفاء والبقاء على قيد الحياة. ومن الأمراض المشهورة التي يعاني منها الكثير من الناس حصى الكلى، فما هي أعراضها وأسبابها؟ يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية التي توفر لك كل جديد قد يهمك.