تزداد شعبية التفكير الايجابي بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة بين المجتمعات، وبدأ الناس ينجذبون إلى هذه الفكرة بصفة مستمرة، وتعد زيادة الكتب والدورات حول هذا الموضوع دليل على توجه الناس إليها. والعديد من الناجحين وصلوا إلى نجاحاتهم نتيجة اتباعهم هذا الأسلوب في الحياة الخالية من اليأس والمبيئة بالتفاؤل. حيث إنهم من أكثر الأشخاص سيطرة على أفكارهم ومتحكمة في مصير حياتهم.
التفكير الايجابي
هي الكيفية التي يسير بها تفكير شخص في حل مشكلة ما، وتكون عملية متسلسلة من الأفكار التي تقوم بخلق الطاقة التحفيزية وتحويلها إلى حقيقة واقعية، أي أنها المواقف العقلية التي تتوقع فيها نتائج جيدة ومرضية، وفي حال لم تسير الخطط كما هو متوقع فلا يشعر الفرد بالإحباط، مما يعني محاولته لعدم قبول الهزيمة. فالعقل الإيجابي دائما ينتظر بشغف النهايات السعيدة والصحة والسعادة.
مميزات التفكير الايجابي
يتميز الأشخاص الذين يفكرون بإيجابية بالعديد من المميزات التي تميزهم عن غيرهم، ومنها:
التقبل
يكون الأشخاص الإيجابيين دائما على استعداد على التأقلم مع أي شيء، مما يجعلهم قادرين على تقبل أخطائهم وهفواتهم والتعلم منها جيدا، مما يصقل منظور الإنسان نحو الأشياء من حوله، من خلال تكوين مفاهيم وتصورات جديدة عن الحياة والعلاقات.
التفاؤل
يقع الأشخاص الإيجابيون في المقام الأول كأشخاص متفائلين، من خلال إيمانهم بإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلهم وتجاربهم السيئة، مما يؤهلهم إلى خوض التحديات المختلفة دون تعرضهم لنوبات القلق المؤذية، وبالتالي فإن التفاؤل يعمل على العمل بجدية واقتناص الفرص بشكل فعال، والذي يزيد من إبداع الإنسان، وزيادة قدرته على التعامل مع كل الأشياء بدلا من الافتراض المسبق بأن أي نتيجة سوف تكون غير مرضية أو سلبية.
الوعي
تتمثل فكرة التفكير الايجابي بالتفكير الناضج والواعي، لذا فإن الأشخاص الإيجابيين على درجة عالية من الإدراك والوعي، فيبدأ الوعي عند الإنسان من الأفكار التي يقوم بإدخالها إلى عقله، وبسبب هذه الأفكار الجيدة التي يقوم العقل بالعمل على تحليلها وبرمجتها، فيتكون الوعي عند الإنسان بصورة طبيعية، مما ينعكس على نوعية الحياة التي يعيشها.
الامتنان
الأشخاص الإيجابيون على شعور دائم الامتنان تجاه جميع النعم الموجودة في حياتهم مهما قلت أهميتها لدى الناس أو صغرت، فهو يساعدهم على رؤية الجانب المشرق من الحياة، وتجاهل الجوانب المظلمة منها، ويعمل بشكل أساسي على تقدير اللحظات السعيدة الصغيرة، ويجعلهم يشعرون بالسعادة بسبب أي شيء بسيط، مما يجعله يبقى متفائلا دائما.
فوائد التفكير الايجابي
ينعكس التفكير الايجابي على سلوك وصحة الفرد بشكل جميل ومريح يفيده، ومن أبرز فوائد التفكير الايجابي :
- إزالة الأفكار والمشاعر السلبية
- خفض مستويات القلق والتوتر والاكتئاب
- المساهمة في تخفيف التوتر
- المساعدة في إنجاح العلاقات الاجتماعية
- زيادة القدرة على احتمال الألم
- إطالة الأمد للتمتع بحياة صحية
- التمتع بصحة بدنية ونفسية أفضل
- تحسين مهارات التكيف في أوقات التوتر والأوقات الصعبة
- تقليل مخاطر الوفاة الناتجة عن العدوى، والسرطان، والحالات النفسية المرضية، والسكتة الدماغية، والأمراض القلبية الوعائية
- مقاومة عالية ضد الأمراض
الفرق بين التفكير الايجابي والتفكير السلبي
التفكير الايجابي هو التفاؤل، والنظر للحياة بجمال، والاعتزاز بكل شيء يحدث وحبه. أما التفكير السلبي فهو المبالغة في تقييم المواقف والتشاؤم في رؤية الأشياء، وهو هذا الوهم الذي يقوم بتحويل اللاشيء إلى حقيقة مما يؤدي إلى فقداننا لثقتنا بأنفسنا في حال زادت قوة الأفكار السلبية.
أمثلة على التفكير الإيجابي والتفكير السلبي
يجول في بال من يفكرون تفكيرا إيجابيا أو سلبيا الكثير من العبارات، ومن أبرز هذه العبارات:
أمثلة على التفكير الإيجابي
- سأحاول القيام بذلك، بدلا من إعادة وتكرار جملة أنه لا يمكنني فعل ذلك
- الحاجة أم الاختراع بدلا من التحجج بأنه ليس لدي أي مادة لأقوم بهذه المهمة
- ليس لدي الوقت الكافي لفعل ذلك لكن يمكن أن أعيد ترتيب بعض الأولويات
أمثلة على التفكير السلبي
- أنا لست محظوظا مثل الآخرين
- لا أعتقد بأنني سأفعل ذلك أبدا
- أنا لست جيدا بما فيه الكفاية
التخلص من الافكار السلبية
من الضروري التخلص من الأفكار السلبية كخطوة أولى نحو تحسين الحياة والشعور بالسعادة والتفاؤل، ومن أبرز خطوات التخلص من الأفكار السلبية:
- إيجاد مصادر الأفكار السلبية
- التخلص من الأشخاص الذين يشعرونك بالسوء تجاه نفسك
- التحديث إلى من يهتم لأمرك
- الاستراحة عند الشعور بحاجة لذلك
- الاستماع إلى الموسيقى التي تحسن المزاج
- كتابة الأفكار السلبية على ورقة ثم تمزيقها
- عدم السماح للآخرين بالتعدي عليك
- تعلم قول “لا”
كتاب قوة التفكير الايجابي
يساعد المؤلف “نورمان فينيست” الأفراد على معرفة طريقهم الصحيح للوصول إلى التفوق والنجاح من خلال كتابه ” قوة التفكير الايجابي ” الذي يساعد على التخلص من التفكير السلبي، والثقة بالنفس، وأن العقل المليء بالسلام يولد القوة، ويتحدث في الكتاب أيضا عن أهمية الصلاة وقوتها في إنعاش النفس بالطاقة، ويدرب القارئ على كيفية خلق السعادة للنفس.
لا أحد يحصد نتائج التفكير الايجابي سوى صاحبه، فهو المستفيد بالمرتبة الأولى في تحسين حياته نحو الأفضل وشعوره بالسعادة الدائمة والامتنان لما يحصل له سواء كان جيدا أم لا، ومن هنا تكمن أهمية الفكر في حياة الفرد وكيف تنعكس على طريقة تفكيره وحياته عامة. ويمكن للفرد المضي في طريقه نحو تحقيق أهدافه وطموحاته من خلال مرحلة تطوير الذات التي يمكن أن يسير بها للتحسين من نفسه وطريقة تفكيره. يمكن الاطلاع على هذا وأكثر من خلال مدونة بيوت السعودية التي ستجد فيها كل ما هو مفيد ويهمك.