مفهوم الاستزراع السمكي
الاستزراع السمكي هو تربية أنواع من الأسماك وإخضاعها للتكاثر والنمو والتي تعد غذاء للإنسان في حيز معين أو في المياه المفتوحة كالأنهار، سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة، ضمن ظروف بيئية مناسبة تحت سيطرة الإنسان لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية وبيئية لتطوير الإنتاج السمكي.
الاستزراع السمكي في السعودية
كانت أولى خطوات المملكة العربية السعودية في مجال الاستزراع السمكي في أواخر السبعينات، وذلك عن طريق هيئة السمك الأبيض التي أجرت أبحاثها الأولى على كيفية اختيار الأنواع وقياس الإمكانية لإقامة مشاريع الاستزراع المائي في المملة العربية السعودية.
ثم تلى ذلك اتفاقيات أبحاث قامت بها وزارة الزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة الدولية لإنشاء مركز متخصص في أبحاث الاستزراع السمكي في جدة يهدف إلى توظيف التقنية والتدريب الخاصة بالاستزراع ودراسة أنواع الأسماك المحلية وتقديم الخدمات للقطاع. ويعد مركز أبحاث الثروة السمكية في جدة المنتج والمزود الأساسي لسلالات الأسماك والروبيان. وقد ازدهر قطاع استزراع الروبيان لتصبح السعودية أكبر منتج للروبيان المستزرعة في العالم.
ومن بعدها بدأت الحكومة بدعم وتسهيل معاملات إنشاء مزارع الأسماك وتيسير مبادرات القطاع الخاص، مما أدى إلى انتشارها في أغلب مدن المملكة.
وحتى منتصف عام 2021م بلغ إجمالي حجم إنتاج مشاريع الاستزراع السمكي في المملكة العربية السعودية في المياه الداخلية نحو 19 ألف طن. وقد بلغ عدد المواقع الاستثمارية لقطاع الثروة السمكية 35 موقعا.
أهداف الاستزراع السمكي
تحقق فكرة الاستزراع السمكي الكثير من الأهداف، ومن هذه الأهداف:
- خفض معدل البطالة من خلال توفير فرص عمل في مشروع الاستزراع السمكي. بالإضافة إلى زيادة الدخل.
- إصلاح التربة واخصابها.
- التحكم في نوع وكم الأسماك المنتجة.
- تربية أنواع وأصناف خاصة من الأسماك بقصد الزينة.
- التحسين والتطوير على جمع وصيد الأسماك للكسب.
- توفير طعام غذائي غني لاستهلاك الإنسان.
- السيطرة على الحشرات الضارة والنباتات المائية الضارة بالإنسان أو بالمحصول.
- التحقق من مبدأ المقاومة البيولوجية للأمراض.
- التخلص من الأملاح وإعادة استصلاح التربة.
أهمية الاستزراع السمكي
الآن وقد مر حوالي أربعة عقود على وجود قطاع الاستزراع السمكي في السعودية، يمكن لمس تأثيره على عدة مجالات، منها:
مجال الاقتصاد
يتعرض القطاع المائي للاستنزاف حاليا نتيجة الصيد الجائر و انقراض بعض أنواع الأسماك. وبسبب بعض الكوارث الطبيعية كارتفاع درجات الحرارة ونقص الأكسجين. بالإضافة إلى الزيادة السكانية. تأتي هنا أهمية مساهمة الاستزراع السمكي في تعويض النقص وزيادة الإمدادات التي ستعمل على توفير الغذاء للسكان.
مجال الأمن الغذائي
يعد الاستزراع السمكي خطوة نحو الاكتفاء بالثروة السمكية للمملكة العربية السعودية. إذ تقلل من نسب استيراد المنتجات الغذائية بالأخص اللحوم والمنتجات السمكية التي تعد مصدرا للبروتين مما يشكل استقرارا للدولة.
توفير الأغذية بصورة طازجة وجودة عالية
إن عمليات الحفظ والتعبئة والاستيراد من الدول الأخرى وإعادة عرض المنتج، كل هذه الخطوات تأخذ وقتا طويلا مقارنة بالمنتج الذي يتم إنتاجه محليا القادم من مشاريع الاستزراع، الذي يقدم أسماك طازجة بمواصفات وجودة عالية.
مجال التنمية وتنويع مصادر الدخل
يساهم استزراع السمك في إيجاد مصادر دخل جديدة لمواطني المملكة العربية السعودية، وتقليل الاعتماد على البترول والصناعات المرتبطة فيه. بحيث تم تطوير المشروع وتحويله إلى صناعة تساهم في عملية التنمية.
المساهمة في التنمية في المناطق النائية والريفية
عملت مشاريع الاستزراع السمكي على خلق نشاط اقتصادي في بعض المناطق الريفية النائية في المملكة العربية السعودية. إذ تقع أغلب مزارع الأسماك في السعودية في مناطق نائية بعيدة عن المدن الكبيرة. مما يؤدي إلى تنمية وتطوير تلك المناطق وتوفير فرص العمل لأبنائها.
توطين الوظائف
تساهم شركات الاستزراع السمكي في السعودية في توفير فرص عمل لسكان المناطق التي أقيمت فيها مزارع السمك. فهي قادرة على توفير 400 ألف وظيفة للشباب من الجنسين.
توفير استهلاك المياه
تواجه المملكة العربية السعودية تحدي كبير في الحد من استهلاك المياه العذبة. فجاءت فكرة مشروع الاستزراع السمكي الذي يتبنى استراتيجية المحافظة على استمرارية إنتاج مشاريع المياه العذبة ورفع كفاءة إنتاجها من خلال إدخال تقنيات حديثة تشجع التحول لاستخدام الأنظمة المغلقة وإعادة تدوير المياه.
الناحية البيئية
تعمل الطحالب على إنتاج الأكسجين والتخلص من الملوثات والذي ينعكس على التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة. ولذلك فإن إنتاج الطحالب البحرية فوائد بيئية واقتصادية كبيرة للمملكة.
المحافظة على المخزون الطبيعي
تسعى المملكة العربية السعودية إلى إجراء دراسات بأنواع الأسماك والكائنات البحرية المهددة بالانقراض وتعزيز مخزونها، من خلال العمل على تفريخ هذه الأنواع في المياه للمحافظة على الثروة السمكية بالإضافة إلى السيطرة على عملية الصيد الجائر.
التأثيرات الاجتماعية
قامت مشاريع الاستزراع السمكي بالدور الأبرز في برامج المسؤولية المجتمعية اتجاه مجتمعات المناطق النائية من خلال توفير فرص عمل لأبنائها، مما يضمن لهم قربهم من عوائلهم واستقرار حياتهم. بالإضافة إلى العزوف عن فكرة الهجرة إلى المدن الكبرى لإيجاد فرص العمل.
التأثيرات الأمنية
إن وجود مشاريع الاستزراع السمكي في مواقع غير مأهولة داخل البحر، وامتلاكها لأنظمة مراقبة لتتبع إجراءات الأمن والسلام، فإنه يمكن الاعتماد عليها في مساعدة حرس الحدود، فهي تضمن عدم التسلل والاختراق لشواطئ الدولة.
التأثيرات الاقتصادية غير المباشرة
إن الاستثمارات الكبيرة التي ستبنى على مشاريع الاستزراع كبيرة جدا. فعند الوصول إلى إنتاج كمية كبيرة جدا من المنتجات السمكية سينعكس ذلك على صعيد الخدمات والاقتصاد بشكل عام. فستتحرك خدمات النقل والتبريد والشحن التسويق والاستشارات وغيرها بشكل واسع. مما يحرك عجلة الاقتصاد.
عملت السعودية بجد على مشاريع الاستزراع السمكي، من خلال الأبحاث والدراسات والتجارب واستخدام التقنيات المطورة. بالإضافة إلى مقوماتها التي ساعدت في المشروع من ناحية المناخ والأراضي المناسبة والبنية الأساسية ورؤوس الأموال ودعم الاستثمارات وتوفير الطاقة وغيرها من الإمكانيات التي ساعدت في نهضة السعودية في هذا المجال وتطوره. وقد قامت وزارة الزراعة مؤخرا بإنشاء مفرخة أسماك بالتعاون مع عملاق النفط شركة أرامكو السعودية لاستزراع الأسماك. وبامكانك زيارة مدونة بيوت السعودية للتعرف على السوق الالكتروني العقاري في المملكة العربية السعودية.