يمكن تعريف اضطراب الشخصية الحدية بأنه أحد الأمراض النفسية التي تصنف من أنواع اضطرابات الشخصية، والذي يتسم بصعوبة التحكم بالانفعالات والعواطف والتقلبات المزاجية، بالإضافة إلى مشاكل متعلقة بنظرة الشخص لنفسه والسلوك الاندفاعي لديه. وتؤثر صفات الشخصية الحدية على حياة الشخص اليومية وعلاقاته الاجتماعية والشخصية، وتتسبب له بالشعور الدائم بعدم الاستمرار وانعدام الأمان.
أنواع الشخصية الحدية
إن التعامل مع اضطراب الشخصية الحدية يتطلب تحديد نوع الشخصية الحدية للتمكن من الوصول لعلاج مناسب. ومن أبرز أنواع الشخصية الحدية:
- الاضطراب المحبط: هي الشخصية التي تتمسك وتعتمد على الآخرين بقدر كبير، إلا أنها تميل إلى تجنبهم في نفس الوقت. ويتميز هذا النوع بأن المصابين به يميلون للاحتفاظ بمشاعر الغضب داخليا، إلى جانب إلقاء اللوم على أنفسهم بدلا من الآخرين.
- اضطراب عدواني: هي الشخصية المنفعلة والمتمردة والسلبية
- الاضطراب الاندفاعي: هي الشخصية المفعمة بالنشاط والتي تبحث دوما عن المغامرات، إلا أنها تقوم بسلوكيات من الممكن أن تكون مؤذية للبحث عن الإثارة.
- اضطراب الشخصية الحديثة ذاتي التدمير: يقوم المصاب بهذا النوع بالقيام بأفعال مؤذية وذلك نتيجة لكره الذات. ومن أبرز الأفعال التي قد يقوم بها خدش أو حرق النفس، أو استخدام الأدوية بشكل خاطئ.
أعراض اضطراب الشخصية الحدية
لا يوجد مقياس اضطراب الشخصية الحدية ، إلا أن لمرض اضطراب الشخصية الحدية اعراض يمكن تحديدها لتشخيص المرض لدى الشخص، ومن أبرز هذه الأعراض:
الغضب
يعاني المصابين بهذا المرض من صعوبة السيطرة على غضبهم، مما يجعلهم غاصبين بشكل شديد وغير لائق. وقد يعبرون بغضبهم بشتائم غاصبة أو سخرية جارحة، وغالبا ما يوجهون غضبهم إلى أفراد العائلة والأصدقاء المقربين والشركاء العاطفيين وأحيانا الأطباء، وذلك لشعورهم بالإهمال أو التخلي عنهم.
الخوف من التخلي أو الهجر
يخشى المصابين بمرض اضطراب الشخصية الحدي من فكرة التخلي عنهم، ويعود ذلك لعدم رغبتهم في البقاء بمفردهم، ويمكن أن يشعروا بأنهم غير موجودين إطلاقا عندما لا يكون لديهم الشخص الذي يهتم بهم، ويشعرون بالفراغ الداخلي.
السلوك الاندفاعي وإيذاء الذات
قد يتصرف المصابون بهذا المرض بشكل اندفاعي، مما يؤدي إلى إيذاء أنفسهم، وقد يقودون بتهور أو يأكلون بشراسة، وقد يكون لديهم مشاكل في الإفراط في الإنفاق أو تعاطي المخدرات.
التغيير
يميل المصابون بمرض اضطراب الشخصية الحدية إلى تغيير نظرتهم للآخرين بشكل مفاجئ وملحوظ، مثل أن يقوموا بتزكية شخص معين في وقت مبكر من العلاقة ويفضلون قضاء الوقت معا ومشاركة كل شيء ثم يشعرون بأن هذا الشخص لا يهتم بهم بشكل كافي مما يصيبهم بخيبة الأمل، ويقومون بالتقليل من شأنه ويغضبون منه.
تشخيص اضطراب الشخصية الحدية
يتم تشخيص اضطرابات الشخصية الحدية بناء على العديد من الأمور من قبل الطبيب. وقد يقوم الطبيب بعمل اختبار اضطراب الشخصية الحدية لهم لتشخيص المرض لديهم. ويكون التشخيص بناء على ما يلي:
- مقابلات مفصلة مع مقدم رعاية الصحة العقلية أو الطبيب
- التقييم النفسي، حيث لمرض الاضطراب اختبار قد يتضمن ملء استبيانات
- التاريخ الطبي والفحص الطبي
- مراجعة الأعراض والعلامات لدى الشخص
- ويتم تشخيص مرض اضطراب الشخصية على البالغين فقط وليس على المراهقين أو الأطفال، حيث أن علامات اضطراب الشخصية تختفي عند الأطفال أو المراهقين فور أن يكبروا وينضجوا.
اسباب الاضطراب
بالرغم من عدم تحديد اسباب الاضطراب بشكل دقيق حتى الآن، إلا أنه يوجد العديد من العوامل التي تتسبب في الاضطراب، ومن أهمها:
- عوامل جينية: قد تزداد احتمالية الشخص بهذا المرض في حالة وجود تاريخ عائلي للإصابة به
- تغييرات في بنية ووظائف المخ: إن حدوث تغييرات في بعض أجزاء المخ التي تعد المسؤولة عن قدرة الفرد في التحكم في تصرفاته وانفعالاته
- عوامل بيئية: يمكن أن تزيد العوامل البيئة من خطر الإصابة بالمرض، كأن يكون لديهم استعداد وراثي مثل عوامل التعرض لصدمة نفسية خلال مرحلة الطفولة
علاج اضطراب الشخصية الحدية
إن لمرض اضطراب الشخصية الحدية علاج نفسي وعلاج دوائي يمكن تقديمه للمريض، وقد يتطلب علاج في المستشفى إذا استدعى الأمر، ويكون العلاج كالتالي:
العلاج النفسي
قد يحتاج العلاج النفسي إلى فترة طويلة الأمد، ومن أهم أساليب العلاجات النفسية:
- العلاج السلوكي الجدلي: يعد هذا العلاج المعيار الذهبي للعلاج، حيث يهدف إلى تنمية الوعي لدى المصاب وتعليمه كيفية علاج اضطراب الشخصية الحدية عبر التدريب على التحكم في العواطف وتطوير أساليب التعامل مع المواقف الصعبة، وتنمية مهارات التواصل لديه
- علاج قائم على التعقل: يساعد هذا النوع من العلاج الشخص على فهم وإدراك أفكاره، والتأني في التفكير قبل قيامه بأي تصرف
العلاج الدوائي
لا يوجد علاج لاضطراب الشخصية الحدي حتى الآن، إلا أنه تصرف ادوية اضطراب الشخصية الحدية لعلاج المشاكل المصاحبة لهذا المرض، ومن أبرز هذه الأدوية
- مضادات الذهان
- مضادات الاكتئاب
- الأوميغا 3
- مثبتات المزاج
العلاج في المستشفى
قد يتطور مرض الاضطراب ويتطلب علاجه دخول المريض للمستشفى حتى يتحسن، خصوصا للأشخاص الذين أقدموا على الانتحار.
يخلط البعض بين اضطراب الشخصية الحديه واضطراب ثنائي القطب، ويكمن الفرق بين اضطراب ثنائي القطب اضطراب الشخصية الحدية هو محفزات كلتا الحالتين وأسبابهما. ومن أبرز الأمراض التي قد يعاني منها الشخص نوبات الهلع التي لها أعراض وأسباب يمكنك الاطلاع على تفاصيل أكثر عنها من خلال تصفحك لمدونة بيوت السعودية التي ستجد فيها كل ما يهمك.