لعلّ أول ما قد يتبادر إلى ذهنك أو أول ما تتسائل عنه لدى سماعك مصطلح احجار كريمة؛ هو مدى الهالة والأهمية التي تحيط بهذه الأحجار، وما يجعلها كريمة، ذلك إلى جانب الرغبة في الاستفسار عن خصائصها وأنواعها وأسمائها وحتى معاني تلك الأسماء.
وإن ما يزيد الشعر بيتاً في هذا الصدد والسياق؛ هو ورود ذكر بعضٍ من هذه الاحجار الكريمة في نصوص العديد من الأديان أو المعتقدات الدينية إن لم تكن كُلها، ومن ذلك ما ورد في غير موضعٍ من القرآن الكريم، وبالتحديد في الآية 22 والآية 58 من سورة الرحمن، وكذلك الآية 23 من سورة الواقعة، وتتجلى هذه الآيات الكريمة في ما آية: “يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ”. سورة الرحمن (22)، التي وصفت عظمة الله تعالى ومعجزاته وقدرته في خلق البحار وما تكتنزه، وآية: “كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ”. سورة الرحمن (58)، وآية: “كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ”. سورة الواقعة (23)، اللتين وصف الله تعالى صفات حور العين بهما.
وعودةٌعلى بدءٍ، فإننا نبيّن في هذا المقال؛ ما هي الاحجار الكريمة، كما نسرد بعضاً من أبرز اسماء الاحجار الكريمة ومعانيها أو دلالاتها، كما نستعرض كذلك بعضاً من أهم انواع الاحجار الكريمة وأهم خصائصها ومميزاتها.
ما هي الاحجار الكريمة؟
إن المقصود بمصطلح احجار كريمة هي تلك الأحجار الثمينة أو النفيسة والنادرة التي تتكون من معادن أو عناصر طبيعية، أو من تمازج المعادن والعناصر سويةً، وفي حين يختلف تركيب كُلٍ من انواع الاحجار الكريمة عن الآخر؛ فإنها قد تتفق احجار كريمة بمعدن أو عنصر مكوّن لها؛ إذ غالباً ما تدخل مادة السيليكا في تكون هذه الأحجار وبُنيتها بشكلٍ أساسي ويُضاف إليها عنصر أو اثنين أو أكثر من العناصر والمعادن الطبيعية الأخرى، وذلك باستثناء حجر اللؤلؤ الذي ينفرد بكونه أحادي التكوين من عنصرٍ واحدٍ وهو الكربون.
وبينما تتكون بعض احجار كريمة في باطن الأرض وتطفو إلى السطح بفعل البراكين والزلازل مثل الياقوت والزمرد والألماس وغيرهم، مما يجعل من مناطق البراكين والزلازل مكاناً لتوفر هذه الأحجار الكريمة؛ فإن بعضاً آخر منها يُستخرج من أعماق وقيعان البحور، ومن هذه اللؤلؤ والمرجان وغيرهما، كما تُستخرج احجار كريمة أيضاً من النباتات والأشجار، ومن هذه الأحجار؛ حجر الكهرمان الذي تُستخرج من شجر الصنوبر.
وعموماً؛ فيضطلع كُلاً من الاحجار الكريمة بخصائص ومواصفات مختلفة من حيث التركيب واللون والندرة والصلادة أو الصلابة وما سوى ذلك من الخصائص والمواصفات التي تزيد من عُمق ودهشة وفرادة عالم الاحجار الكريمة أيضاً.
أشهر اسماء الاحجار الكريمة ومعانيها
فيما تتخذ الاحجار الكريمة أسماءً مختلفة؛ فإنه لا يُعرف المعنى اللغوي الحقيقي للعديد من هذه التسميات، بينما أن الناس والمهتمين باقتناء احجار كريمة أو المتعمقون في عالم الاحجار الكريمة تحديداً؛ كانوا قد نسبوا دلالاتٍ ومعاني رمزية ومعنوية لعدة احجار كريمة قيّمة، ولذا فإننا نُدرج تالياً بعضاً من أشهر وأبرز اسماء الاحجار الكريمة جنباً إلى جنبٍ ما ألصقه المهتمون ببعضها من معانيٍ أو رمزياتٍ أو دلالات وإشارات:
- اللؤلؤ
- المرجان
- الياقوت الأحمر | يعتقد البعض أنه يرمز للسلام
- الياقوت الأزرق أو الزفير | يعتقد البعض أنه يرمز للسلام
- الياقوت الأصفر | يعتقد البعض أنه يرمز للسلام
- الألماس | يعتقد البعض أنه يشير إلى القوة
- الزمرد | يعتقد البعض أنه مرتبط بتحقيق الأحلام
- الزمرد الأزرق أو الأكوامارينا
- أكتينوليت أو عين القط أو عين الهر
- الكهرمان
- اللعل أو إسبينيل
- التورمارين
- الفلسبار
- الزبرجد | يعتقد البعض أنه يشير إلى الشجاعة
- العقيق الأحمر | يعتقد البعض أنه يدل على القوة أيضاً
- العقيق الأبيض | يعتقد البعض أنه يحقق التوازن
- ديوبسيدي | يعتقد البعض أنه يشير إلى الحب
- امازونيتي | يعتقد البعض أنه يحقق الهدوء
- السترين | يعتقد البعض أنه يرمز للتفاؤل
- الأباتيت | يعتقد البعض أنه يحقق التواصل
- المرو أو كوارتز
- الزركون وهو من أندر الأحجار الكريمة
- جمشت وهو نوع من المرو| يعتقد البعض أنه يشير إلى الوضوح
- افينتورين | يعتقد البعض أنه يحقق الاسترخاء
- التوباز | يعتقد البعض أنه يحفّز التفكير
- فلوريت | يعتقد البعض أنه يعني التوازن
- الفيروز وهو نصف كريم
- الدخنج أو التوتيه وهو نصف كريم
- البشب وهو نصف كريم
- در النجف وهو نصف كريم
الفروقات بين انواع الاحجار الكريمة
كما ذكرنا سابقاً؛ فإنها تختلف انواع الاحجار الكريمة تِبعاً لتركيبتها وبُنيتها، وهو الأمر الذي ينعكس بالتالي على مدى توفرها أو ندرتها، وكذلك لونها، وصلابتها، وشكلها أو مظهرها، وما إلى هنالك من الخصائص والمواصفات الأخرى، فيتكون الألماس مثلاً من عنصر واحدٍ وهو الكربون، في حين تتكون ما سواه من احجار كريمة من معدنين أو أكثر أو من معدنٍ واحدٍ وعناصر أخرى، أو من معدن أو عنصر ممزوجٍ بشوائب معدنية أخرى، وذلك كله يدخل في تحديد نوع الحجر الكريم أيضاً ومدى أهميته أو ندرته، ولذا؛ فتُسمى بعض الاحجار الكريمة مجازاً بالأحجار نصف الكريمة ومن هذه الأحجار كُلاً من الفيروز، والدخنج، والبشب، ودر النجف، ويعود ذلك لكونها أقل جمالاً وسعراً من احجار كريمة أخرى، سوى أن ذلك لا ينفي قيمتها العالية وجمالها المُدهش وأنها أحجاراً كريمةً ونادرةً بشكلٍ عامٍ أيضاً.
أبرز خصائص الأحجار الكريمة
بغض النظر عن التكهنات والمعتقدات التي يعتقد بها البعض في ما يتعلق بخواص احجار كريمة مثل التي تجول في إطار جلبها للخير والقوة والتفاؤل والشجاعة وما إلى هنالك من الصفات والتوقعات غير المؤكدة؛ فإن الثابت من خصائص الأحجار الكريمة أنها تتميز بصفات فيزيائيةٍ كالمتانة، والنُدرة، واللون، والصلابة، وبالتالي فتتباين وتتمايز درجات هذه الخصائص من حجرٍ كريم لآخر بوصفها معياراً لجودته وعلو مكانته بين الاحجار الكريمة ككل والمعادن بشكلٍ عام.
وتجدر الإشارة هنا؛ إلى أنه يحتل الألماس المرتبة الأولى في ما يتعلق بالصلابة، يليه الياقوت، من ثم الزمرد، فالياقوت الأزرق، فيما يأتي اللؤلؤ خاتماً لهذه القائمة في آخر سُلم الصدارة، وفي ما يخص اللؤلؤ في هذا السياق؛ فعلّه من الجدير بالذكر اختلاف لونه باختلاف البيئة المحيطة به، إضافةً إلى كونه يُقاس بدرجة نقائه وكِبر حجمه والاستدارة المنتظمة له، فيما يُعد اللون الأسود منه أغلى سعراً وأهم شأناً من الأبيض نظراً لندرته.
بهذا نكون قد قدّمنا لك في هذا المقال؛ أهم المعلومات الوافية والمتكاملة عن الاحجار الكريمة بما يشمل تعريف مصطلح احجار كريمة واستعراض أشهر اسماء الاحجار الكريمة ومعانيها، إلى جانب توضيح انواع الاحجار الكريمة وكذلك التنويه بأهم خصائص الأحجار الكريمة أيضاً.
إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من المقالات الأخرى المهمّة والشيّقة؛ فإننا ندعوك لتفقّد مدوّنة بيّوت السعودية والبقاء على اطّلاعٍ بكُلِ جديدٍ أولاً بأول.