تنظر المملكة العربية السعودية بنظرة مستقبلية وشمولية تسعى فيها إلى بناء وترسيخ الجودة والاستدامة في البناء، كما أنها بدأت وبشكل جاد بتغيير النمط التقليدي السائد في بناء الوحدات السكنية السعودية على اختلاف أنواعها ومواصفاتها، ومن هنا كانت فكرة استحداث مبادرة تحفيز تقنية البناء التي تدعم بشكل أساسي عملية التحول من البناء التقليدي إلى البناء الحديث، تابع معنا هذا المقال للتعرف أكثر على المقصود بتقنية البناء والأهداف الاستراتيجية لها.
تحفيز تقنية البناء
مبادرة تحفيز تقنية البناء هي أحد البرامج والمبادرات التي أطلقتها وزارة الاسكان في المملكة العربية السعودية، باعتبارها جزء من منظومة الإسكان المتكامل، بهدف وضع الركائز الأساسية والمعايير الواضحة التي من شأنها أن تقوم بعملية الدعم والتحول من البناء التقليدي السائد في المساكن السعودية إلى البناء الحديث.
ومن جانب آخر، تسعى مبادرة تحفيز تقنية البناء إلى التأكيد على ريادة المملكة في مواكبة التطور الصناعي من خلال الاستثمار في التقنيات الحديثة والمتطورة.
لا شك أن كافة المبادرات والجهود تصب في مصلحة ومنفعة المواطن السعودي، لتمكينه من العثور على المسكن المثالي وبالجودة العالية التي يتطلع إليها وضمن تكلفة تنافسية في الوقت ذاته.
الجهات المشرفة على مبادرة تحفيز تقنية البناء
يتم الإشراف والدعم على هذه المبادرة من قبل 3 جهات رسمية، وهم كالتالي:
- برنامج الاسكان
- برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية.
- أما الدعم فهو مقدم من خطة تحفيز القطاع الخاص.
الأهداف الإستراتيجية لمبادرة تحفيز تقنية البناء
تعتبر هذه المبادرة من المبادرات اللافتة التي ستشكل دون أدنى شك كبيرة في مستقبل القطاع السكني والتقوير العقاري، فيما يلي الأهداف الإستراتيجية الستة للمبادرة:
- تقليص تكاليف البناء وإنشاء الوحدات السكنية على اختلاف أنواعها وبنسبة تتراوح بين 5% إلى 20%.
- التقليل من زمن التنفيذ وخفض الوقت المستغرق في بناء الوحدات السكنية إلى أن يصل إلى أقل من 90 يوم.
- العمل على تحسين جودة الهيكل السكني للوحدات السكنية، مما يؤدي ذلك إلى رفع مستوى رضا المواطنين عن منتجات تقنية البناء.
- زيادة فعالية ومساهمة كبيرة في خلق الفرص الوظيفية للسعوديين في قطاع البناء، حيث سيتم توفير ما يقارب الـ 7000 فرصة وظيفية ملائمة في قطاع البناء.
- رفع الطاقة الإنتاجية بشكل كبير لمصانع تقنية البناء.
- العمل على تعزيز الاستفادة من المحتوى والناتج المحلي في المملكة بنسبة 70%، بالإضافة إلى رفع نسبة المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى ما يقارب الـ 80 مليار ريال سعودي.
ماذا تقدم مبادرة تحفيز تقنية البناء لتحقيق أهدافها؟
- محفزات وحلول مالية فعالة، بالإضافة إلى توفير بيئة استثمارية محفزة للمستثمرين المحليين والدوليين للإقدام على الاستثمار في قطاع تقنية البناء.
- دعم الأعمال من خلال تفعيل الشراكات بين المقاولين ومصانع تقنية البناء، فضلاً عن تقديم الدعم المستمر لمصانع تقنية البناء لضمان سير الأعمال بنجاح، بالإضافة إلى دعم المطورين العقاريين لتبني أساليب البناء الحديثة.
- الاستثمار في الموارد البشرية وتنمية المهارات، وهنا يأتي الدور الفعال الذي يقوم به المعهد العقاري السعودي، والذي يسعى باستمرار لتوفير التدريب والتوعية للمقاولين والمكاتب الهندسية ومصانع تقنية البناء.
- مواكبة الثورة الصناعية الرابعة إيماناً من أهمية التطوير المستمر في قطاع تقنية البناء، والعمل على اكتشاف أحدث المواد المتقدمة من أجل توطينها بالطريقة المناسبة، بالإضافة إلى توفير مراكز للتطوير والابتكار.
- إطلاق منصة رحلة البناء وقنوات البناء المختلفة، والتي من شأنها تمكين المواطن من بناء مسكنه من خلال تجربة فريدة وجديدة.
أطراف مبادرة تحفيز تقنية البناء
تضم المبادرة أربعة أطراف رئيسية، يعملون معاً كحلقة وصل فيما بينهم لتحقيق الأهداف المنشودة من إطلاق المبادرة بشكل فعّال، فيما يلي الأطراف الأربعة لتحفيز تقنية البناء:
المواطن
لا بد من أن المواطن يعد من العوامل الأساسية والأكثر أهمية، فمن خلال هذه المبادرة سيتم توفير عدة قنوات من شأنها أن تمكن المواطن من الحصول على عدد من الخيارات السكنية المتاحة التي تتميز بكونها ذات تصاميم حديثة وعصرية، ويتم تنفيذها بجودة وحرفية عالية، وعرضها للتملك بأسعار منافسة.
المستثمر
من خلال تحفيز تقنية البناء، يتم تقديم مجموعة من المنتجات والحلول المالية للمستثمرين، وتزويده بالبيانات والخدمات اللازمة التي من شأنها أن تمنحه الفرصة في اتخاذ القرار.
المقاول
أما المقاول، فسوف تساهم المبادرة في تحسين مستوى تنفيذ وجودة بناء المساكن والوحدات السكنية المختلفة، وسيتم ذلك من خلال توفير المحفزات الداعمة لتطوير الأدوات والمنتجات، بالإضافة إلى تمكين الكفاءات البشرية بشكل أفضل.
مصانع تقنية البناء
والطرف الآخر في حلقة الوصل الرباعية هم مصانع تقنية البناء التي ستمدها المبادرة بالدعم الكامل على مختلف الأصعدة وفي شتى المجالات، وذلك لتمكين أصحاب المصانع من العمل على تطوير كافة خطوط الإنتاج، علاوة عن تمكينهم من تبني أفضل التقنيات العالمية الحديثة.
أساليب البناء المتقدمة
هنالك عدة أساليب يمكن استخدامها وتعتبر من أساليب البناء المتقدمة التي من الممكن أن يتم استخدامها في تقنية البناء، فيما يلي بعض أساليب البناء المتقدمة:
الروبوتات
تعمل أجهزة الروبوتات بالتحكم الذاتي أو عن بعد، بحيث تقوم بتنفيذ بعض المهام كتركيب طوب البناء بشكل آلي.
استخدام المواد المتقدمة
والتي تحتوي على خصائص وصفات معينة من شأنها تحسين أداء المنتج النهائي.
الطائرات المسيرة بدون طيار
والتي تساعد في توفير الوقت وتحسين الأداء، من خلال دعم عمليات البناء في مختلف المراحل.
الوحدات مسبقة الصنع
وهي الوحدات والمباني التي يتم تصنيعها بعيداً عن موقع البناء وبشكل آلي، ويتم تصنيعها في بيئة مصنعية وفق معايير محددة.
الطاقة المستدامة
استخدام حلول الطاقة المستدامة لتحفيز تقنية البناء، والتي تعزز من البناء المستدام واستدامة الطاقة التشغيلية في المباني.
البرمجيات المتقدمة
استخدام البرمجيات المتقدمة، بحيث تعطي نتائج أكثر فعالية في مختلف المراحل كالتخطيط والتصميم وغيرها من مراحل البناء المختلفة.
الأجهزة المنزلية الذكية
الأجهزة الذكية القابلة للتشغيل بشكل تفاعلي أو بالتحكم الذاتي، والتي بدورها تساعد في عملية التحكم في عناصر المنزل الإلكترونية وتعمل على تحقيق الاستدامة.
كان هذا كل ما لدينا حول مبادرة تحفيز تقنية البناء والتي ستساهم بشكل فعّال في إحداث تغيير واضح في بناء الوحدات السكنية في المملكة العربية السعودية. يمكنك الاطلاع أيضاً على مجموعة من مبادرات وزارة الإسكان، كالاطلاع على مبادرة البناء المستدام، وبرنامج مُلّاك لتنظيم العلاقة بين الوحدات السكنية المشتركة، بالإضافة إلى التعرف على البناء الذاتي أحد مبادرات سكني وغيرها المزيد من المواضيع المنوعة في المدونة العقارية الشاملة بيوت السعودية.
اعتقد ان أطراف التحفيز هم ٥ وليس ٤، حيث المصمم او القطاع التصميم الهندسي هم من اهم المحاور اذ هم اولا من يستفيد و يفيد وهم من يقوموا بالتحفيز لاستخدام التقنيات الحديثة. فلا يجب التغافل عن دورهم.
أهلا بك في مدونة بيوت السعودية، بالتأكيد لا يمكن التغافل عن أهمية وجود المصمم والقطاع الهندسي ودورهما الكبير الفعال في مبادرة تحفيز تقنية البناء والبناء الحديث