قائمة المحتويات
أدى التطور الحضاري إلى اختفاء بعض الحرف والصناعات المهمة قديماً، وأصبح التركيز الآن على المجالات والصناعات التكنولوجية، والتي تقوم بتسهيل الحياة بشكل كبير على البشر. فكانت صناعة الفخار من الحرف التي كان يعتمد عليها الإنسان في حياته قديماً، لكنها اختفت الآن وأصبحت محضٍ من التاريخ. وهنا في هذا المقال سنتعرف على الفخار، وتراث صناعة الفخار في السعودية،وكيفية صناعة الفخار في السعودية.
ما هو الفخار وأشهر أنواعه؟
فالفخار هو عبارة عن الصلصال أو طين ممزوج بمواد يتم تشكيله إلى أكثر من شكل ثم حرقه في الأفران لكي يصبح على شكل مجسم صلب، كما أنه يمكنك زخرفته وطلائه أو الرسم عليه ليصبح شكله أجمل. أيضاً، يعّد فن تشكيل الفخار من أشهر الفنون قديماً، حيث استخدمت أوعية الفخار لحفظ السوائل والأواني وغيرها. كما يوجد للفخار أنواع كثيرة تشمل:
الخزف
يأتي الخزف بعدة ألوان؛ الرمادي، والبرتقالي، والأسود، والأحمر الغامق، كما يرجع تاريخ صناعة الخزف إلى 9000 عام.
البورسلان
يتم تصنيع البورسلان من خلال طحنه ليصبح كالمسحوق ثم يُخلط مع الطين الممزوج، ويعرّض لدرجة حرارة 1450 مئوية.
الخزف الحجري
يتميز الخزف الحجري بأنه يأتي بألوان عديدة وجميلة؛ كالبني، والرمادي، والأحمر، والأسود، والأبيض. كما تعد الصين أول من قام بصناعة الخزف الحجري الأبيض عام 1400 قبل الميلاد.
تراث صناعة الفخار في السعودية
يوجد العديد من المناطق التي ما زالت تعتمد على صناعة الفخار في السعودية ولكن بعدد محدود، فمنها منطقة (هجر) الأحساء في قرية القارة والتي تقع على بعد 15 كم من مدينة الهفوف. تعد صناعة الفخار من الحِرف التي اهتم بها سكان منطقة الأحساء لهذا الوقت؛ حيث أنهم ما زالو متمسكين بعاداتهم التي توارثوها جيلاً بعد جيل، بالإضافة إلى توفر الأدوات والمواد اللازمة لصناعة الفخار.
ومن ضمن هذه المناطق التي اشتهرت بصناعة الفخار التقليدي منذ القدم منطقة جازان، بحيث كان يوجد مجموعة من الأشخاص الذين يقومون بصناعة الفخار في منطقة جازان ويلبّون المنتجات الفخارية لسكان المنطقة والمدن المجاورة. وبسبب التكنولوجيا والصناعات الحديثة بالأسواق بدأت صناعة الفخار بالاختفاء تدريجياً، ولكن لا يزال هناك قلة يقومون بصناعة الفخار، وبيعها في السوق الشعبي.
تتميز المملكة العربية السعودية بصناعة الفخار وغيرها من الحِرف اليدوية القديمة؛ لأنها تعتبر من التراث السعودي القديم في شبه الجزيرة العربية وبلاد الحجاز، كما كانت الأواني المنزلية قديماً مصنوعة من الفخار، أما في الوقت الحالي فقد تطورت صناعتها، وأصبحت الصناعات الفخارية مصدراً كبيراً لجذب السياح وتم استخدامها لأغراض الزينة.
وقامت السعودية في اتباع سياسة تطوير وتجديد مجال صناعة الفخار والحِرف اليدوية القديمة، ولولاها لكان اختفاء صناعة الفخار شيء مؤكد. ولن ننسى جهود الشعب السعودي في تطوير هذه الصناعة والمحافظة على الحِرف اليدوية القديمة، فقد لجأوا إلى استخدام تقنيات وطرق متطورة وجديدة، فعلى سبيل المثال قاموا باستخدام الإعلان والدعاية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وتحويل صناعة الفخار والحِرف الأخرى إلى حِرف تراثية، واستخدام مواد حديثة وألوان طلاء مميزة للرسم على جميع أنواع الفخار وبيعها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
كيفية صناعة الفخار في السعودية
قد يتصور للبعض أن صناعة الفخار شيئ بسيط ويمكن عمله بسهولة، ولكنها ليست كذلك؛ لأنها تحتاج إلى ذوق رفيع، فهي تعد من الفنون الرائعة مثل الفنون التشكيلية، وبالإضافة إلى صناعتها التي تتطلب احتراف كبير وأيدي متمرسة.
كما عرفنا أن الفخار يتم صناعته عن طريق الطين الممزوج، فقد يختلف الطين المستخدم في صناعة الفخار من مكان إلى آخر، فعلى سبيل المثال يأتي الطين المستخدم في مدينة الأحساء بثلاثة ألوان أخضر وأصفر وأحمر، وتخلط جميع هذه الألوان معاً للحصول على عجينة الفخار، كما يوجد أكثر من طريقة لتشكيل الفخار ومنها استخدام اليد؛ بحيث يتم تشكيل كل قطعة على حِدة، أو عمل قوالب جاهزة وصب خليط الطين بها.
بالإضافة إلى استخدام عجلة الفخار والتي تمكنك من خلالها بوضع خليط الطين في العجلة ومن ثم تدويرها وتشكيلها باستخدام اليد. يتم صنع طين الفخار في مدينة الأحساء داخل مصنع المتاخم للجبل، فتتم هذه العملية من خلال صنع بركة دائرية الشكل يتراوح قطرها بين ثلاثة أمتار وثلاثة ونصف، ومن ثم عمل بجوارها ثلاث برك مستطيلة الشكل، ثم يخلط العمال جميع ألوان الطين داخل البركة الدائرية ومن ثم صب الماء عليه وتركه لمدة ساعتين، وبعد ذلك يقوم العمال بإزالة الشوائب من الطين داخل البركة الدائرية، وتوزيع الطين على البركات الثلاث باستخدام مصفاة يتم وضعها على فتحة البركة ليتماسك الطين ويصبح جاهز للتشكيل.
وأخيراً، نتمنى أن تكون قد استمتعت في هذا المقال وتعرفت على تراث صناعة الفخار وكيفية صناعته، وأهم المناطق التي حافظت على تراث صناعة الفخار في المملكة العربية السعودية. وإن أعجبك هذا المقال، فلا بدّ أنك ستحب الاطلاع على مقال التراث العمراني في السعودية، ومقال الآثار التاريخية الوطنية في السعودية، ومقال مدن الحجاز والتحف الفنية الاستثنائية داخل الأراضي الحجازية، ولقراءة المزيد من المقالات الرائعة فلا تتردد بزيارة مدونة بيوت السعودية.