قد يبدو من المعروف للكثيرين ممّن يقطنوا الشرق الأوسط سبب تسمية السعودية بهذا الاسم، فهي تحمل اسم عائلة الملك المؤسس. لكن ماذا عن تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية ومتى تأسست المملكه العربيه السعوديه ؟ هل تعلم أن المملكة عبرّت عبر السنين بأطوار تاريخية متعدّدة وتخللتها أحداث ساهمت في رسم الجغرافيا السياسية للمملكة. وهذا ما سنحاول تعقّبه في مقالنا التالي…
نبذة عن بدايات تأسيس المملكة العربية السعودية
تبدأ حكاية تأسيس المملكة لزمن تأسيس إمارة الدرعية وامتداداتها اللاحقة، وقبل تأسيس المملكة العربية السعودية و إمارة الدرعية سكنت أسرة ربيعة بن مانع فيها إلى أن ظهر سعود بن محمد بن مقرن عام 1132 هجري ليتولّى بعده الأمير محمد بن سعود الذي بات يلقّب فيما بعد بالإمام عام 1139 هجري (الموافق لعام 1725 ميلادي) ليقود البلاد إلى مرحلة جديدة، حيث نجح في تدشين أساسات دولة واسعة النفوذ. وفي أعقاب تأسيس الإمارة، نجح الإمام محمد بن سعود في وضع بذور الدولة الأولى مستغلّاً علاقاته الوثيقة مع القبائل المجاورة وحفاظه على الاستقرار والأمن فيها حتى باتت كياناً مستقلّاً بذاته ذو قوّة وعلاقات مع الحواضر والقبائل على حد سواء.
تاسيس الدولة السعودية الأولى في الدرعية
تأسست الدولة السعودية الأولى في الدرعية تتويجاً لجهود الأمير محمد بن سعود، لتصبح بذلك النواة الصلبة الأولى لما سيمتد لاحقاً ويصبح المملكة العربية السعودية على أرض الحجاز التاريخية. وقد ظهر الكثير من العلماء وازدهرت المعارف والعلوم في عهد الدولة السعودية الأولى، وغدت الدولة السعودية الأولى تتمتّع بنفوذ ومكانة سياسية مرموقة بين جوارها في شبه جزيرة العرب، وباتت رقعتها الجغرافية تتّسع أكثر فأكثر إلى أن انتهت بهدم الدرعية وسقوط الدولة السعودية الأولى على يد العثمانيين وزوال العديد من البلدان في أرجاء ما كان يعرف بالدولة السعودية من الخارطة.
وبالرغم من الخراب الذي حلّ بالدرعية وباقي المناطق الملتحقة بها فإن بذرة الدولة السعودية الأولى لم توؤد بعد، إذ بقي السكّان والأهالي موالون لأسرة آل سعود التي أسست الدولة السعودية الأولى. فلم يمض عامان فقط على سقوط الدولة السعودية الأولى حتى عاد قادة آل سعود مجدداً للساحة وأتت محاولة الإمام مشاري بن سعود لإعادة الحكم السعودي في الدرعية لكنها محاولة لم تدم سوى لبضعة أشهر، لتتكلّل المحاولة الثانية بالنجاح ويتم الإعلان مجدداً عن تأسيس الدولة السعودية الثانية وعاصمتها الرياض. واصلت الدولة السعودية في نسختها الثانية على ذات درب سابقتها الأولى من حيث استمداد الشرعية من تطبيق الشريعة الاسلامية وترسيخ الأمن والاستقرار في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. لكن المحاولة الثانية لترسيخ الحكم أخفقت مجدداً على إثر الخلافات الناشبة بين أبناء الإمام فيصل بن تركي وسيطرة محمد بن رشيد حاكم حائل عليها.
تأسيس المملكة العربية السعودية
عاد الملك المؤسس الكرّة ثالثة في استرداد تجربة حكم آل سعود، وبالفعل نجح في استعادة الرياض عبد العزيز بن فيصل آل سعود ليبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي. ويعتبر هذا الحدث الذي حصل بتاريخ الخامس عشر من يناير 1902 ذروة مفصلية في التاريخ السعودي المعاصر، ومنه ابتدأ فعلياً تاريخ تأسيس السعودية إذ تلى ذلك توحيد وضم أجزاء عديدة من شبه الجزيرة العربية. ولا شكّ أن شخصية الملك الراحل عبد العزيز قد اشتملت على صفات قيادية فريدة أسعفته على تحقيق حلم إعادة تأسيس المملكة العربية السعودية ، وضم مساحات شاسعة حولها، فقد عرف عنه حبه للفروسية وجود كرمه وأنه لا يحقد على أحد حتى وإن ناصبه العداء، بل له قدرة على تحويل خصومه لأصدقاء. ولعل حادثة استرداد الرياض بعد سقوط الدولتين الأولى والثانية خير دليل على حنكة الرجل وحسن التدبير لديه.
وبالفعل، تلى استرداد الرياض ضم المزيد من المدن والمناطق تحت الراية السعودية وشملت جنوب نجد وسدير والقصيم والأحساء وعسير وحائل. وفي التاسع عشر من شهر سبتمبر من عام 1932 صدر إعلان ملكي عن توحيد البلاد تحت مسمى المملكة العربية السعودية. يمكنك الاطلاع على مقالات تخص جغرافيا ومناطق المملكة مثل خريطة السعودية وعلم السعودية على مدونة بيوت السعودية.