لطالما كان قطاع العقار يشهد بطئاً في تبنّي أحدث التقنيات التكنولوجية، لكن يبدو الأمر مختلفاً فيما يتعلّق بتطبيقات الذكاء الاصطناعي. فوفق بعض المراقبين فإن القطاع العقاري ثاني أقل قطاع مرقمن في العالم، لكن مع ذلك بات عدد ليس بالقليل من الشركات والوكلاء العقاريين يعون جيداً الإمكانيات الهائلة خلف الذكاء الاصطناعي.
ومع الرقمنة المستمرة لعالمنا، فإن عدد مصادر البيانات بات ينمو بصورة لافتة. فما هي أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العقار؟ وما هي أبرز تطبيقات عقارات من ناحية الذكاء الاصطناعي؟ هذا ما سنسعى لتقديم إجابات حوله في مقالنا هذا…
الذكاء الصناعي في العقار
في بادىء الأمر، وفي مسعى لتبسيط الفكرة وتمهيدها للقارىء، يُفضّل البدء بتساءل ما هو الذكاء الإصطناعي وتعريفه قبل الاسهاب في تطبيقاته في مجال العقارات. يُعرّف الذكاء الاصطناعي على أنه قابلية برنامج الحاسوب أو الآلة للتفكير والتعلّم، كما يُعرّف أيضاً على أنه المجال الذي يسعى لجعل الحواسيب ذكية لتعمل بطريقة لا تحتاج بعدها إلى أوامر المبرمج أو المستخدم البشري.
وفي السنوات الأخيرة، بات الذكاء الاصطناعي يشغل حيزاً واسعاً من نقاشات قادة الفكر وأصحاب الأعمال والريادة مع الزخم الكبير الذي اكتسبه، إذ بات رقماً صعباً في عالم الأعمال والحلول وصارت كُبرى الشركات الرائدة تتسابق لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، في مسعى لاكتساب ميزة تنافسية وأفضلية عن بقية المنافسين في السوق.
بعض من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العقار
إليكم فيما يلي لمحة سريعة عن أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العقارات:
التمكين نحو إدارة ذكية للعقارات
عندما يتعلّق الأمر بالمجمعات التجارية التي تضم الشركات، فإن تكاليف الصيانة قد تصرف جزء من الميزانية. ووفق بعض الإحصائيات، فإن 30-40% من مساحة المكتب تبقى غير مستخدمة. عادة ما يتم الإشارة إلى هذه التكاليف باعتبارها تكاليف صامتة نظراً لكون الخسائر غير واضحة المعالم فيها، ناهيك عن كون سوء إدارة المكتب يؤدي غالباً إلى عدم رضا الموظفين.
ومن هذا المنطلق، عملت شركة آي بي إم إلى تطوير حلول ذكية مستمدة من الذكاء الاصطناعي لمساعدة العاملين في العقار على استغلال مساحة المكتب بفعالية. تعمل هذه التقنية على جمع البيانات من مختلف المصادر من ضمنها شبكة الانترنت اللاسلكية والمجسّات المرتبطة بانترنت الأشياء، ومن ثمّ يتم تحليل هذه البيانات المجمعة من قبل خوارزمية ذكاء اصطناعي وثم تحويلها إلى نصائح قيمة. وذلك من شأنه مساعدة الشركات على اتخاذ قرارات أفضل حول إدارة المساحات في مكتب العمل.
تحسين تجربة البحث عن المنزل
لا شكّ أن عملية البحث عن منزل تبدو مرهقة للكثيرين، فمع انتشار أكثر من موقع عقار إلكتروني في السنوات الأخيرة، أصبحت مواقع العقار وتسويقه تجود بخاصية البحث التي تعمل على فلترة نتائج البحث وفق الخصائص التي يختارها الزائر مثل السعر والموقع وعدد الغرف والمساحة… الخ.
ومع أن هذا النموذج ثبتت فعاليته، إلا أنه غالباً ما يترك للمشترين المحتملين عروضاً أكثر بكثير من المنزل ذو الخصائص المحددة الذي يبحثون عنه. من هُنا يأتي دور خوارزمية الذكاء الاصطناعي إلى المشهد. فعلى سبيل المثال، أحد المواقع العقارية يتيح المجال لمستخدميه لتنظيم بحثهم المنزلي بآلية تظهر نتائج أكثر ملائمة لتطلعاتهم الشخصية ومعاييرهم الخاصة في المنزل، وتعمل خوارزمية الذكاء الاصطناعي هذه على تعريف تفضيلات المستخدم في العقار بناءاً على البيانات الأكثر شخصية التي تم استخلاصها.
وهكذا فإن هذا التطبيق يستخدم نسخة حاسوبية لجمع معلومات ذات صلة من صور المستخدم الشخصية على هاتفه الجوال مثل عدد الطوابق المرغوبة، الألوان المفضلة، ومواد البناء. بعد ذلك يقوم النظام على هذا التطبيق باظهار أكثر النتائج ملاءمة في مقدمة نتائج البحث وتقديم التوصيات حول قوائم العقار الأخرى.
توليد الزبائن المحتملين
يحلم كل وكيل عقاري بالزبون النموذجي، بينما يحلم الزبائن في المقابل بمنازل تكلفتها ليست بمتناولهم. ولهذا أصبح هنالك برنامج لإدارة علاقات الزبائن والمبيعات يعمل بتقنية الذكاء الصناعي بوسعه تحليل آلاف من الخصائص لتمييز الزبائن ذوي النية الجدية لشراء العقار عن أولئك الذين يتصفحون الموقع بدافع الفضول فحسب. وهذا البرنامج أصبح بالإمكان تطويره وتحسين أدائه بإدخال خوارزمية تحدد نوعية العقار الذي يبحث عنه الزبون. وهذا يتيح المجال للوكلاء العقاريين لتوفير الوقت والجهد بالتعامل مع الزبائن الذين يتلاءمون مع القطاعات التي يختص بها مكتب عقاري هذا أو ذاك، وبالتالي يزيد من انتاجية الوكلاء العقاريين ويعظّم من ربحية الشركة ككل.
كانت هذه لمحة سريعة حول أبرز تطبيقات الذكاء الصناعي في العقار أتينا فيها على ذكر أكثر من تطبيق للعقار، بإمكانك الاطلاع على مقالات أخرى تتناول تطبيقات التكنولوجيا والانترنت على قطاع العقار مثل تطبيق ايجار وتطبيقات الخدمات الصحية وقت الحظر في المملكة. كما يمكنك الاطلاع على باقة متنوعة من النصائح والمقالات التي تتناول السوق العقاري السعودي وأبرز الفعاليات والمشاريع القائمة في المملكة.