تسعى المملكة، ضمن رؤية 2030، إلى إطلاق مشاريع تسلط الضوء على الابتكار والإبداع. يُعد مركز الدرعية لفنون المستقبل أحد أبرز هذه المشاريع، حيث يجمع بين الفنون، التكنولوجيا، والطبيعة في بيئة تهدف إلى تمكين الفنانين وتقديم أعمال فنية مبتكرة تعكس تطلعات المملكة. فما هي طبيعة المشاريع التي يقدمها هذا المركز؟ وكيف تسهم في تحقيق رؤية المملكة المنشودة؟
في هذا المقال، سنقدم لكم لمحة شاملة حول هذا الموضوع، حيث سنستعرض أهمية المركز، دوره في دعم الفنون، وأبرز البرامج والمبادرات التي يقدمها. لا تفوتوا فرصة الانضمام إلينا في هذا المقال المثير للإبداع!
حول مركز الدرعية لفنون المستقبل
يُعد مركز الدرعية أحد أبرز المشاريع الثقافية والفنية في المملكة، حيث يجمع بين الابتكار والإبداع في بيئة تدمج بين التاريخ والتكنولوجيا. يقع المركز في مدينة الدرعية التاريخية، ويهدف إلى دعم الفنانين المحليين والدوليين من خلال برامج ومبادرات مبتكرة، مثل برنامج الفنانين الناشئين.
يقدم المركز منصة لعرض الأعمال الفنية التي تعكس العلاقة بين الطبيعة والتكنولوجيا، مما يجعله نموذجًا فريدًا للتطور الثقافي ضمن رؤية السعودية 2030. يأتي هذا المشروع تحت إشراف هيئة المتاحف، التي تعمل على تطوير المشهد الثقافي في المملكة، وتوفير منصات للفنانين لعرض إبداعاتهم. كما يلعب المركز دورًا هامًا في تعزيز التعاون الثقافي بين الفنانين السعوديين والعالميين، مما يساهم في تبادل الخبرات وإثراء المشهد الفني.
العلاقة بين الطبيعة والتكنولوجيا
يُبرز مركز الدرعية لفنون المستقبل العلاقة المميزة بين الطبيعة والتكنولوجيا، حيث يستوحي تصميمه المعماري ومرافقه من جماليات الطبيعة المحيطة بمنطقة الدرعية. بينما تعتمد المعارض وورش العمل التي ينظمها المركز على استخدام تقنيات متطورة لتقديم تجربة فنية تفاعلية تعكس رؤية المملكة نحو الاستدامة والابتكار. هذا التكامل بين الطبيعة والتكنولوجيا لا يعزز فقط التجربة البصرية، بل يفتح آفاقًا جديدة للفن الحديث في المملكة.
افتتاح مركز الدرعية لفنون المستقبل
شهد افتتاح مركز الدرعية انطلاق معرضه الأول بعنوان «ينبغي للفنّ أن يكون اصطناعياً: آفاق الذكاء الاصطناعي في الفنون البصرية»، الذي سيمتد في الفترة من 26 نوفمبر وحتى 15 فبراير 2025. ويقدم المعرض، بإشراف القيّم الفني جيروم نوتر، تاريخ فن الحاسوب منذ الستينات وحتى اليوم، من خلال أعمال فنية لأكثر من 30 فناناً إقليمياً وعالمياً، منهم فريدر نايك وفيرا مولنار ورفيق أناضول وريوجي إيكيدا. كما يبرز إسهام الفنانين السعوديين، مثل لولوة الحمود ومهند شونو وناصر الشميمري (المعروف بسمكة الصحراء)، لتعريف الزوار بإسهامات المملكة المتنامية في الوسائط الرقمية.
برنامج الفنانين الناشئين
يتزامن افتتاح مركز الدرعية لفنون المستقبل مع إطلاق برنامج الفنانين الناشئين، وهو مبادرة رائدة تمتد على مدار عام كامل، وتهدف إلى دعم الفنانين الناشئين في مجال فنون الوسائط الجديدة والفنون الرقمية. صُمم البرنامج بالتعاون مع لوفرينوا، الاستوديو الوطني للفن المعاصر في فرنسا، لتوفير بيئة إبداعية تجمع بين التدريب النظري والإنتاج العملي.
ويوفر البرنامج للمشاركين إمكانية الوصول إلى أحدث المعدات التكنولوجية والتوجيه من قبل نخبة من الفنانين العالميين، إلى جانب ميزانية إنتاج وورش عمل متعددة التخصصات. كما يقدم تجربة تعليمية غنية تشمل ندوات ومحاضرات حول موضوعات معاصرة مثل الذكاء الاصطناعي، الطبيعة والتكنولوجيا، والهجرة.
شركة الدرعية ..الشريك الرئيسي للتنمية
تلعب هذه الشركة دورًا أساسيًا في تطوير المركز، حيث تستثمر في تحويل المنطقة إلى وجهة عالمية للثقافة والسياحة. يتماشى هذا المشروع مع جهود الشركة في ربط الحاضر بالماضي، من خلال تصميم المركز بطريقة تعكس البيئة الطبيعية للدرعية، مع توظيف التكنولوجيا الحديثة في عرض الأعمال الفنية. هذا المزج بين الطبيعة والتكنولوجيا يميز المركز ويجعله وجهة فريدة للإبداع الفني والتجربة الثقافية.
هيئة المتاحف ودورها في دعم الفنون
أما الهيئة، فتشارك هي الأخرى في تعزيز الفنون والثقافة في المملكة. فهي الجهة المسؤولة عن تطوير وإدارة المتاحف والمراكز الثقافية بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030. ولذلك، تعمل على دعم إنشاء المركز كجزء من مبادراتها لتطوير الفنون في المملكة. والجدير بالذكر انها تركز على تحقيق التكامل بين الفن والتكنولوجيا في مشاريعها، مما يجعل مركز الدرعية منصة تجمع بين الأصالة والابتكار.
أبرز المرافق والمعالم في المركز
يتميز مركز الدرعية لفنون المستقبل بتوفير مرافق ومعالم متعددة تسهم في إثراء تجربة الزوار وتعزيز علاقتهم بالفن والثقافة. من بين هذه المرافق:
متجر الكتب
يُعد متجر الكتب في المركز وجهة ثقافية مميزة، حيث يقدم مجموعة مختارة بعناية من الكتب التي تغطي موضوعات متنوعة تشمل الفنون، التكنولوجيا، والوسائط الجديدة. يهدف المتجر إلى تلبية اهتمامات عشاق الفن والمبدعين، كما يوفر إصدارات حصرية متعلقة بالمعارض والفعاليات التي يستضيفها المركز.
المقهى
يوفر المقهى أجواء مريحة للزوار للاسترخاء والاستمتاع بمشروباتهم المفضلة وسط بيئة فنية ملهمة. تصميم المقهى يعكس روح الابتكار في المركز، حيث يجمع بين الجماليات العصرية والتفاصيل التي تحتفي بالتراث المحلي. كما يُعد المقهى مكانًا مثاليًا للتفاعل مع الفنانين والزوار الآخرين، مما يعزز أجواء الحوار الثقافي والإبداعي. ويتخذ المقهى موقع مميز بجوار مطل البجيري في حي الطريف التاريخي.
المكتبة
تمثل المكتبة في المركز منارة للمعرفة، حيث تحتوي على مجموعة متنوعة من المصادر المتعلقة بالفنون الرقمية وفنون الوسائط الجديدة. تضم المكتبة أرشيفًا رقميًا وكتبًا مرجعية تلبي احتياجات الباحثين والمهتمين، إلى جانب مساحات مخصصة للقراءة والتعلم. كما تقدم المكتبة ورش عمل وفعاليات تعليمية تسهم في نشر الوعي بالفنون الحديثة والتكنولوجيا.
وصلنا إلى نهاية مقالنا حول مركز الدرعية لفنون المستقبل ، حيث تناولنا في هذا المقال نبذة تعريفية حول المركز، ومراسم افتتاحه، وأبرز البرامج التي تتزامن مع الافتتاح. كما اكتشفنا الجهات التي تقدم الدعم اللازم للمركز. وأخيرًا، استكشفنا مجموعة من المرافق والمعالم البارزة في محيط المركز.
للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبييل المثال يمكنك الاطلاع على مقال موسم الدرعية ،، فعاليات تحتضن التاريخ والحضارة الحداثة في إطار واحد.