في ظل رؤية المملكة 2030، تنطلق مبادرات نوعية تعكس الشغف بإحياء التراث وتحويله إلى تجربة حية تخاطب الحواس والوجدان. ويأتي هاكاثون المواقع التاريخية والإثرائية كخطوة مبتكرة تُسخّر فيها الطاقات الشابة والتقنيات الحديثة لإبراز العمق الثقافي والديني لمواقعنا المقدسة. لم تعد هذه الأماكن مجرد شواهد على الماضي، بل منصات للمستقبل تحتضن الأفكار الإبداعية وتُثري تجربة ضيوف الرحمن.
إنها دعوة للعقول المبدعة لتصميم واقع جديد للتاريخ، يتنفس من خلال التطبيقات، والتجارب التفاعلية، والحلول الذكية. وسط هذا الزخم، يتجسد الحلم في مشروع يُعيد للتراث روحه، وللأماكن قدسيتها، وللزائر تجربة لا تُنسى.
لماذا هاكاثون المواقع التاريخية والإثرائية
الهاكثون هو فعالية تجمع العقول المبدعة من مطورين، ومصممين، ورواد أعمال، في بيئة عمل مكثفة لإيجاد حلول جديدة خلال وقت قصير. هو مساحة لصناعة الأفكار وتحويلها إلى مشاريع حقيقية تخدم قضايا مهمة، باستخدام التقنيات الحديثة وروح التعاون.
وفي هاكثون المواقع التاريخية والإثرائية، يتحول التراث من مجرد صور وقصص قديمة إلى تجربة حية وحديثة، تلامس الزوار وتثري رحلتهم. الهدف ليس فقط الحفاظ على الماضي، بل تقديمه بطريقة ذكية ومُلهمة لضيوف الرحمن، من خلال توظيف الإبداع والتقنية لخدمة الأماكن المقدسة وتحسين تجربة من يزورها.
المسارات الرئيسية هاكاثون المواقع التاريخية والإثرائية 2025

يمثل هاكاثون المواقع التاريخية والإثرائية فرصة حقيقية لإعادة تعريف علاقتنا مع الأماكن التاريخية والدينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة. من خلال ثلاث مسارات رئيسية، يجتمع المبدعون من مختلف التخصصات للعمل على تحويل هذه المواقع إلى وجهات عصرية تجمع بين الأصالة والتقنية، وتُثري تجربة الزوار وتعكس عمق المملكة الحضاري والديني. إليك لمحة عن هذه المسارات:
التصميم والتفكير الإبداعي
هذا المسار يركز على إعادة تصميم وتأهيل المواقع التاريخية والإسلامية، من خلال أفكار حديثة تحافظ على أصالة المكان وتمنحه لمسة إبداعية تناسب العصر، يهدف المشاركون فيه إلى:
- تطوير واجهات تفاعلية تشرح الموقع بطريقة جذابة وبصرية
- سرد القصص التاريخية بأسلوب مرئي يشد انتباه الزائر
- الدمج بين الجمال المعماري والطابع الروحي للمكان
- الحفاظ على النسيج العمراني والبيئة الطبيعية المحيطة
- تخطيط حضري مستدام يراعي مستقبل المدينة وقدسية المكان
الإثراء والتسويق والتوعية
يهدف هذا المسار إلى رفع الوعي العام بقيمة المواقع التاريخية والدينية من خلال التسويق الإبداعي، وتنظيم الفعاليات والبرامج الثقافية التي تُثري تجربة الزوار، خاصة الحجاج والمعتمرين، يركز المسار على:
- تحويل التراث إلى تجربة معيشة باستخدام الوسائط المتعددة
- تطوير حملات توعوية تُقدم بلغات متعددة لتناسب تنوع الزوار
- تنظيم جولات سياحية وإثرائية مستمرة في المواقع المهمة
- تعزيز الجانب الثقافي والروحي في زيارة الحاج والمعتمر
رقمنة الموروث التاريخي
في هذا المسار، يُستخدم الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لإحياء التراث، وتقديمه بطريقة تفاعلية عبر تطبيقات ومواقع ذكية تسهّل الوصول إلى المعلومات وتحاكي الواقع، أهداف هذا المسار تشمل:
- تطوير تطبيقات ذكية تعرض معلومات دقيقة عن كل موقع
- استخدام تقنيات الواقع المعزز والافتراضي لتقديم جولات افتراضية
- إنشاء مكتبة رقمية متكاملة تحتوي على بيانات موثقة ومفتوحة
الأهداف والرؤية المستقبلية حول هاكاثون المواقع التاريخية والإثرائية
- توثيق المعرفة ونشرها بشكل مبتكر يُسهّل وصولها للزوار والباحثين، ويضمن بقاءها حيّة في ذاكرة الأجيال
- إثراء تجربة ضيوف الرحمن دينيًا وثقافيًا، من خلال تصميم تجارب تفاعلية تجمع بين القدسية والمعرفة
- رقمنة المواقع التراثية لتصبح جزءًا من العصر الرقمي، ما يعزز من وصولها عالميًا ويزيد من فرص الاستثمار الثقافي
- دعم الجهات العاملة في قطاع الحج والعمرة عبر حلول ذكية تعزز من كفاءة الأداء وجودة الخدمات المقدمة
- المساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تحويل التراث إلى مورد حضاري وسياحي مستدام
الفئات المستهدفة في هاكاثون المواقع التاريخية والإثرائية
- طلاب وطالبات الجامعات السعودية
- المصممون والمخططون العمرانيون
- مطورو البرمجيات والتقنيات التفاعلية
- رواد الأعمال والشركات الناشئة
- المرشدون والمديرون السياحيون
- المهتمون بتطوير قطاع الحج والعمرة
الجهات المشاركة من جامعة أم القرى
- معهد الابتكار وريادة الأعمال
- كلية التصاميم
- كلية الحاسبات
- شركة وادي مكة للتقنية
- معهد البحوث والدراسات الاستشارية
موعد هاكاثون المواقع التاريخية والإثرائية

في 16 رمضان 1446هـ، الموافق 16 مارس 2025م، سيكون التاريخ على موعد مع الإبداع، حين تُفتح بوابات الهاكاثون لتستقبل العقول المُلهمة في أعظم شهور العام. وبين روحانية الزمان وقدسية المكان، ستنطلق رحلة إحياء التراث… من القلب إلى المستقبل.
ختاما، هاكاثون المواقع التاريخية والإثرائية ليس مجرد فعالية، بل رسالة حب للماضي وصناعة أمل للمستقبل. بالعقول الشابة، والتقنية المبدعة، والإرادة الوطنية، تُروى الحكايات وتُصمم التجارب.
فلنكن جزءًا من هذا الأثر… ولنجعل من التراث حكاية لا تنتهي.
لمحبي التاريخ والتراث، ندعوكم لزيارة مدونة بيوت السعودية وقراءة مقالتنا عن مدينة عثر التاريخية. استكشفوا من خلالها أسرار هذه المدينة التي تحمل في جدرانها قصصًا من ماضٍ عريق، واكتشفوا كيف تمتزج الحضارة الإسلامية مع جمال الطبيعة. تابعونا لتظلوا على اطلاع دائم بأحدث المقالات التي تأخذكم في جولات بين أبرز المواقع التاريخية والثقافية في المملكة.