تعتبر زراعة الأعضاء إحدى أبرز الإنجازات الطبية في العصر الحديث، فهي تشكل أملاً جديداً للكثير من المرضى ممن يعانون من فشل في وظائف أعضائهم الحيوية مثل القلب، الكبد، الكلى، والرئتين، تقوم هذه العملية على استبدال العضو التالف بآخر سليم يؤخذ من متبرع حي أو متوفي دماغيًا، ما يمنح المريض فرصة حقيقية للحياة واستعادة جودة حياته، ولأهمية هذا الأمر تم طرح مشروع مبنى المركز السعودي لزراعة الأعضاء الذي سنتحدث عن تفاصيله في هذا المقال.
مشروع مبنى المركز السعودي لزراعة الأعضاء

امتدت المشاريع الإنشائية التي أنجزتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض إلى القطاع الصحي، وذلك ثقة في قدرتها على التصميم والتنفيذ وإنجاز المشاريع في زمن قياسي ومراعاة التنسيق العام للمكان ودراسة كافة التفاصيل واحتياجات المنشأة وفقا لاحتياجات القطاع، وكان المركز السعودي لزراعة الأعضاء احدى هذه المشاريع.
وهو مركز سعودي حكومي مختص في عمليات التبرع وزراعة الأعضاء وهي إحدى مجالات الرعاية الطبية والاجتماعية في المملكة، يتمتع هذا المركز بشخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري، لكنه يرتبط تنظيميًا بالمجلس الصحي السعودي، يقع مقر المركز السعودي لزراعة الأعضاء الرئيس في عاصمة البلاد الرياض.
تأسيس المركز السعودي لزراعة الأعضاء
ترجع بدايات المركز السعودي لزراعة الأعضاء للعام 1984 عندما تأسس المركز الوطني للكلى، وفي العام 1992 صدر قرار مجلس الوزراء القاضي بتغيير اسم المركز الوطني للكلى إلى المركز السعودي لزراعة الأعضاء مع توسيع مهامه وخدماته، وقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (عندما كان أميرًا للرياض آنذاك) حجر الأساس لمقر المركز الجديد بعام 1997، وألحق به مركزًا خيريًا للغسيل الكلوي، ليصبح بذلك مشروع مبنى المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومركز الملك سلمان لأمراض الكلى معًا.
موقع المشروع
تولت الهيئة الملكية لمدينة الرياض مهمة تصميم وتنفيذ مشروع مبنى المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومركز الملك سلمان لأمراض الكلى، في خطوة تعكس الثقة الكبيرة التي تمنحها الدولة للهيئة، وتعزز مكانتها المتنامية في قيادة مشاريع التنمية العمرانية، يقع مشروع مبنى المركز السعودي لزراعة الأعضاء في حي الربوة، عند تقاطع طريق النهضة مع شارع عمر بن عبد العزيز، على مساحة إجمالية تبلغ نحو 12,575 متراً مربعاً.
اقرأ أيضًا: الريادة في تعلم الرعاية الصحية في كلية البترجي الطبية
مكونات المشروع

يضم مشروع مبنى المركز السعودي لزراعة الأعضاء مجموعة متكاملة من المرافق الطبية والإدارية المصممة وفق أعلى المعايير الحديثة، بهدف دعم جهود البلاد في مجال زراعة الأعضاء وتوفير بيئة متقدمة للرعاية الصحية المتخصصة، يشمل المشروع عدة مكونات رئيسية وهي:
المبنى الإداري
ويتكون من دور أرضي وأول وجزء بالدور الثاني بمساحة إجمالية تبلغ حوالي 2525 متر مربع تم تخصيصها لمكاتب الموظفين ومركز المعلومات.
قاعة المحاضرات
يتكون هذا المبنى من دورين أرضي وأول بمساحة تقدر بـ288 متر مربع، يستوعب هذا المبنى حوالي 188 شخص وهو عبارة عن مسرح وقاعة متعددة الأغراض.
مبنى وحدة غسيل الكلى
أما هذا المبنى فيتكون من ثلاثة أدوار وهم أرضي وأول وثاني بمساحة تقدر بـ1590 متر مربع، يحتوي المبنى وحدات لمعالجة مرضى الكلى.
سكن الممرضين
ويتكون من دورين أرضي وأول بمساحة تقدر بـ1948 متر مربع، يستوعب هذا البناء نحو 72 ممرضاً وممرضة.
إضافة ذلك يحتوي المشروع على أعمال التنسيق الخارجي ومباني الخدمات التي تضم أعمال زراعة وتجميل، ومواقف سيارات تتسع لـ96 سيارة وغرف كهرباء وغرفة الحارس، وتبلغ مساحتها الإجمالية 8000 متر مربع.
مهام المركز السعودي لزراعة الأعضاء
يتولى مشروع مبنى المركز السعودي لزراعة الأعضاء تنفيذ مجموعة من المهام الموكلة إليه من خلال الإشراف على برامج زراعة الأعضاء في المملكة، وتنسيق رعاية المرضى بالتعاون مع المستشفيات المشاركة في هذه البرامج، ويعتمد المركز على شبكة حاسوبية متطورة تربطه بكافة المستشفيات التي تحتوي على وحدات الغسيل الكلوي ومراكز زراعة الأعضاء ضمن أقسامها الطبية، وبفضل هذه المنظومة المتكاملة، يحقق المركز نتائج متميزة في تقديم الرعاية والخدمات للمرضى.
إلى هنا نكون قد قدمنا لك في هذا المقال حول بعض أهم المعلومات حول مشروع مبنى المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومهمته، يمكنك أيضا قراءة مقالات مشابهة مثل: تعرف على دور مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من مقتطفات والمقالات الأخرى المهمة والشيقة، فإننا ندعوك لتفقد مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل جديد أولًا بأول.