تعتبر منطقة اليمامة من أحد أقدم المناطق التاريخية في السعودية، حيث احتضنت العديد من الحضارات المتعاقبة التي تركت بصماتها في معالمها الأثرية المتنوعة، وفي إطار الحفاظ على تراثها الغني، تم إطلاق مشروع اليمامة الذي يعتبر من أحد أهم مشاريع التنقيب الأثري للمنطقة. فما هو هذا المشروع؟ وما أهم المواقع التي يشتمل عليها؟ تابع قراءة المقال لمعرفة كل ذلك وأكثر.
ما هو مشروع اليمامة الأثري ؟
يعتبر هذا المشروع واحد من أحد المبادرات البحثية التي قامت على إطلاقها هيئة التراث السعودية، حيث تم إطلاقه في تاريخ 1 سبتمبر 2024م،ويستمر حتى عام 2028، ويأتي المشروع بهدف توسيع نطاق التنقيب والبحث عن الآثار في العاصمة الرياض والمناطق التي تحيط بها ضمن دائرة قطرها 100 كيلومتر.

موقع مشروع اليمامة
يقع المشروع في مدينة الرياض والمناطق التي تحيط بها، حيث يمتد ليصل إلى دائرة قطرها 100 كيلومتر، تغطي مجموعة كبيرة من المواقع الأثرية المهمة في المنطقة ومنها وادي حنيفة، ومواقع التنقيب في الحني والمصانع وضرماء. حيث تضم مدينة الرياض 1812 موقعًا مدرجًا في السجل الوطني السعودي للتراث العمراني، و1541 موقعًا أثريًا مدرجًا في السجل الوطني السعودي للآثار.
أهداف مشروع اليمامة الأثري
يهدف المشروع إلى استكشاف وتوثيق المواقع الأثرية في العاصمة الرياض والمناطق التي تحيط بها، في سبيل تعزيز فهم التاريخ العميق للمنطقة وإثراء السجل الوطني للآثار، إلى جانب ذلك يهدف اليمامة إلى تسليط الضوء على التراث الثقافي السعودي وتعزيز الوعي بأهميته، بما يحقق أهداف رؤية المملكة 2030 التي تركز على المحافظة على الآثار والترويج لها كجزء أساسي من الهوية الثقافية والسياحية المستدامة.
التقنيات المستخدمة في مشروع اليمامة الأثري
من خلال الاستعانة بفريق من الخبراء الأثريين والطلاب والأكاديمين المحليين والدوليين، تسعى هيئة التراث السعودية إلى مسح مدينة الرياض ووادي حنيفة إلى جانب مواقع التنقيب في الحني والمصانع وضرماء، حيث سيتم استخدام أساليب وتقنيات التصوير الجوي منخفض المستوى، والذكاء الاصطناعي، والنمذجة ثلاثية الأبعاد، والمسح المغناطيسي، إلى جانب إجراء مسح جيورادار وهو نوع من تقنيات نظم المعلومات الجغرافية.
أعمال مشروع اليمامة الأثري
كما سبق وأشرنا خلال المقال، يتضمن المشروع على تنفيذ عمليات البحث والمسح والتنقيب واسعة النطاق في العاصمة الرياض والمناطق التي تحيط بها. حيث تشمل أعمال المشروع على دراسة التسلسل التاريخي للمنطقة بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصور الإسلامية. كما يضم اليمامة ثلاثة مشاريع للتنقيب الأثري في الحني وضرماء والمصانع بهدف اكتشاف التاريخ الغني والآثار في هذه المناطق التي تعكس الحضارات المتعاقبة التي شهدها إقليم اليمامة عبر العصور.
حول إقليم اليمامة وتاريخها
تعتبر اليمامة من أحد المناطق التاريخية التي تقع في منطقة نجد، وتتميز اليمامة بتنوع تضاريسها، حيث تضم الأراضي الخصبة والصحراوية، التي جعلتها منطقة استراتيجية عبر العصور، حيث شهدت العديد من الحضارات والأحداث التاريخية البارزة، ففي عصور ما قبل الإسلام سكنتها قبائل طسم وجديس، وفي القرن الرابع ميلادي كانت جزءًا من مملكة كندة، وفي العصور الإسلامية برزت اليمامة خلال حروب الردة وفي العصر الأموي أقام بها نجدة بن عامر زعيم طائفة النجدات. جعل هذا الإرث التاريخي العريق من اليمامة منطقة ذات أهمية ثقافية وحضارية مهمة في تاريخ الجزيرة العربية.
أبرز الآثار في اليمامة

يسعى مشروع اليمامة إلى الكشف عن التاريخ العريق والآثار الغنية في منطقة اليمامة، حيث تعد اليمامة من أحد الأقاليم الغنية في المواقع الأثرية التي تعكس تاريخها ومن أبرز الآثار التي تقع ضمن إقليم اليمامة ما يلي:
- مدينة الدرعية القديمة، والتي تبعد عن الرياض 20 كيلومترًا، وتعرف بمعالمها الأثرية التي جعلت منها منطقة جذب سياحي بارزة.
- جبل طويق، والذي يعد قلب إقليم اليمامة، ومن أهم المعالم الجغرافية في المنطقة، كما يمتلك أهمية تاريخية وجغرافية كبيرة.
- مدينة حجر اليمامة، وهي من أقدم المدن التاريخية في المنطقة، وتعتبر موقعًا أثريًا مهمًا يعكس تاريخ المنطقة وحضارتها.
- مسجد اليمامة الأثري، ويقع في محافظة الخرج، ويعد من أكبر مساجد وسط الجزيرة العربية، حيث يُعتبر ثالث أكبر مسجد بعد الحرمين الشريفين خلال العصر الأمور.
في الختام، يعتبر مشروع اليمامة من الخطوات المحورية التي تعمل على اكتشاف الأصول التاريخية العميقة للسعودية، حيث يساهم في توثيق وإبراز الإرث الثقافي الغني لمنطقة الرياض واليمامة وما حولهما. ومع استمرار عمليات التنقيب، يزداد الأمل في اكتشاف العديد من المواقع الأثري التي ستثري تاريخ إقليم اليمامة وتسلط الضوء على دوره في الحضارات القديمة.
يعكس الحفاظ على هذه الكنوز الأثرية والترويج لها التزام السعودية في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى جعل التراث الوطني من أحد الركائز الأساسية في التنمية الثقافية والسياحية. في سياق الحديث عن هذا المشروع الأثري، قم بالتعرف على مدينة ثاج الأثرية وأبرز الأسرار التي تحيط بها، كما بإمكانك التعرف على أبرز المواقع الأثرية في منطقة حائل، بدءًا من جبل ياطب وإنتهاءً بقصر القشلة. لقراءة المزيد من المقالات المنوعة قم بزيارة مدونة بيوت السعودية