يشكل مسار الشمال مبادرة سياحية رائدة تعكس رؤية المملكة المستقبلية لتعزيز السياحة الداخلية وربط المناطق ببعضها، مما يسهم في تقديم تجربة سياحية غنية ومتكاملة. المسار الذي يمتد بين الرياض والقصيم يُعتبر أحد أهم المشاريع السياحية التي تسلط الضوء على المواقع الطبيعية والتاريخية والثقافية في المنطقة. في هذا المقال، نستعرض التفاصيل المتعلقة بهذا المسار، بداية من دور الهيئة السعودية في تنفيذه، وحتى المحطات الرئيسية التي يمر بها.
مسار الشمال بين الرياض والقصيم
هو رحلة سياحية تمتد من العاصمة الرياض إلى منطقة القصيم، وهو ليس كأي مسار اعتيادي، بل هو تجربة سياحية تتيح للزوار التمتع بمزيج من الطبيعة والتراث والثقافة، من خلال استكشاف المناطق السياحية والمواقع الأثرية بين منطقتي الرياض والقصيم. ويتزامن انطلاق المسار السياحي مع برنامج شتاء السعودية الذي انطلق في أكتوبر من العام 2024، وسيستمر حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل 2025.
المزايا السياحية لمسار الشمال
سيكون هذا المسار فرصة مميزة للاستمتاع بطبيعة المملكة والمزيج الفريد الذي تقدمه من التاريخ والثقافة، كما أنه سيتيح للزوار التعرف على الثقافات المختلفة داخل المملكة، وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأفراد أثناء الرحلة. وقد أولت الهيئة السعودية المسؤولة عن المشروع أهمية كبيرة لتطوير البنية التحتية على امتداد المسار، وذلك لضمان راحة الأفراد ومتعتهم لأعلى درجة. حيث يوفر المشروع خدمات الفنادق، الطعام والشراب، والمرشد السياحي، وغيرها من الخدمات التي قد يحتاجها الأفراد.
الهيئة السعودية للسياحة ودورها في تطوير المشروع
تعد هذه الهيئة الجهة المسؤولة عن تنظيم وتطوير قطاع السياحة في المملكة، وتهدف إلى تسليط الضوء على الوجهات السياحية المختلفة وتعزيز جاذبيتها محليًا ودوليًا. يأتي هذا المسار كجزء من استراتيجيات الهيئة لتطوير السياحة المستدامة، حيث يربط بين المناطق عبر مسارات سياحية متكاملة توفر للزوار فرصة لاستكشاف التنوع الثقافي والجغرافي. وتسعى الهيئة من خلال هذا المشروع إلى تحقيق أهداف متعددة، منها:
- تسهيل التنقل السياحي من خلال إنشاء مسارات منظمة تربط بين المدن والمواقع السياحية.
- تحفيز الاقتصاد المحلي وذلك عبر تعزيز حركة السياحة ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المناطق المستفيدة من المسار.
- الترويج للتراث الوطني عن طريق إبراز المواقع التاريخية والتراثية التي يمر بها المسار.
محطات مسار الشمال
يمر المسار بمجموعة متنوعة من المواقع والمعالم الطبيعية والتاريخية والتراثية والترفيهية، مما يجعله تجربة سياحية غنية ومميزة. يبدأ المسار من قرية القصب التاريخية الواقعة على بُعد 150 كيلومترًا من مدينة الرياض، ثم ينتقل إلى قرية السبيعي التاريخية في شقراء، التي تبعد عنها حوالي 35 كيلومترًا، ومنها إلى قرية أشيقر التاريخية على مسافة 20 كيلومترًا. بعد ذلك، يصل المسار إلى قلعة المرقب وحصن منيخ في المجمعة، على بُعد حوالي 70 كيلومترًا من أشيقر.
النصف الثاني من المسار
تتواصل الرحلة الممتعة إلى محافظة عنيزة، الواقعة على بُعد نحو 160 كيلومترًا من المجمعة، حيث يمكن للزوار استكشاف بيت البسام التاريخي، وسوق المسوكف التاريخي، وجادة النخيل. من عنيزة، يستمر المسار إلى بريدة على مسافة 40 كيلومترًا، حيث تضم المدينة معالم مميزة مثل بيت الحرفيين، وشاهي الشارة، وبيت العيدان التراثي، ومتحف العقيلات التراثي، وجادة عسيب.
يمتد المسار بعد ذلك إلى البكيرية، التي تبعد حوالي 40 كيلومترًا من بريدة، حيث يمكن للسياح زيارة مزارع هضيم، ومزرعة أكتوبر، ومقصورة السويلم، ومقصورة الراجحي، وجادة السواقي. وأخيرًا، يصل المسار إلى محطته الأخيرة في الرس، الواقعة على بُعد 45 كيلومترًا من البكيرية، وتضم معالم بارزة مثل برج الشنانة التاريخي وقلعة جدعية التاريخية.
وفي هذا النطاق، ندعوك لاستكشاف مسار الواحة التراثي .. وجهتك السياحية القادمة.
أثر مسار الشمال على السياحة في المملكة
من خلال تطوير هذا المسار، تسهم المملكة في تعزيز السياحة الداخلية وزيادة الوعي بالتنوع الثقافي والجغرافي الذي تتميز به. إلى جانب ذلك، هناك العديد من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية التي ستعود على المملكة إثر تفيذ هذا المشروع، أبرزها تحفيز النشاط الاقتصادي، حيث يدعم المسار المشاريع السياحية والخدمات المحلية، مما يسهم في تحسين مستوى المعيشة في المناطق التي يمر بها. إلى جانب ذلك، يتيح المسار للأفراد فرصة لاستكشاف تراثهم والتعرف على التنوع الثقافي داخل المملكة. كما يُعد المسار جزءًا من الجهود التي تبذلها المملكة لجذب المزيد من السياح الدوليين.
المسار ورؤية المملكة 2030
يُعد المسار من المشاريع السياحية البارزة التي تعكس طموحات رؤية المملكة 2030 في تعزيز قطاع السياحة كأحد ركائز تنويع الاقتصاد الوطني وتنمية المجتمع. حيث يسهم المشروع في تطوير بنية تحتية مستدامة تدعم السياحة وتعزز جاهزية المملكة لاستقبال ملايين الزوار سنويًا. إلى جانب ذلك، يخلق مشروع المسار فرصًا اقتصادية واستثمارية متعددة عبر تنشيط الأنشطة السياحية، مما يدعم المجتمعات المحلية ويوفر فرص عمل جديدة. وبفضل توفير تجارب سياحية متميزة، يساهم المشروع في تحقيق أهداف برنامج جودة الحياة، الذي يُعد جزءًا أساسيًا من رؤية 2030 لتحسين رفاهية المواطنين والمقيمين.
بكلمة أخرى، إذا كنت تبحث عن تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الطبيعة والثقافة والتاريخ، فإن مسار الشمال هو وجهتك المثالية! وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول هذا المسار، حيث تناولنا نبذة عامة حوله، تعرفنا فيها على مزاياه المختلفة، ومحطاته الممتدة من الرياض إلى القصيم. ثم سلطنا الضوء على أثر المسار في تعزيز القطاع السياحي وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبيل المثال يمكنك الاطلاع على مقال شواطئ فيروزية وفنادق سياحية تحيط في مالديف السعودية … جزيرة فرسان.