ما رأيك بزيارة مكان يجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الساحرة والثقافة الغنية؟ إن مدينة جازان تحقق جميع ما ذكر، تلك المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر جنوب المملكة. جازان ليست مجرد مدينة عادية، بل يمتزج فيها الجبال الخضراء بالشواطئ الزرقاء، وتتناغم فيها الأصالة مع الحداثة في تفاصيلها اليومية. سنأخذك في هذا المقال في رحلة لاستكشاف هذه المدينة وما هي الأسباب التي تجعلها تتربع ضمن الوجهات الاستثنائية التي تستحق الزيارة في السعودية.
مدينة جازان
تطل مدينة جازان الواقعة غرب المملكة على البحر الأحمر، ويوجد فيها ميناء جازان الذي يعد ثالث موانئ المملكة من حيث السعة الواقعة على ساحل البحر الأحمر. وتعد ثاني أصغر منطقة في المملكة بعد منطقة الباحة، وتقسم محافظات جازان لجزء شرقي في المرتفعات الجبلية، وآخر غربي ساحلي. وتتميز المنطقة بتنوعها المناخي والبيئي، وتعد بوابة لجزر فرسان.
الذي يعد ثالث موانئ المملكة من حيث السعة الواقعة على ساحل البحر الأحمر. وتعد ثاني أصغر منطقة في المملكة بعد منطقة الباحة، وتقسم محافظات جازان لجزء شرقي في المرتفعات الجبلية، وآخر غربي ساحلي. وتتميز المنطقة بتنوعها المناخي والبيئي، وتعد بوابة لجزر فرسان.
ويعود تاريخ المنطقة إلى 8000 سنة قبل الميلاد، وكانت تعرف بالسابق باسم المخلاف السليماني. وتعد جازان إحدى أبرز المناطق الزراعية في السعودية، وتتنوع فيها المحاصيل مثل المانجو، والبابايا وغيرها. وتعد المنطقة من المنافذ البرية التي تربط المملكة بالجمهورية اليمنية التي تحدها من الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية.
موقع و مساحة جازان
تقع جازان في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة، ويحدها شمالاً وشرقاً منطقة عسير، وغرباً البحر الأحمر، وجنوباً الجمهورية اليمنية. وتبلغ مساحة منطقة جازان حوالي 13.457 ألف كم مربع، وتمثل هذه المساحة ما يقارب 0.7% من مساحة المملكة، وبذلك تعتبر من أصغر مناطق المملكة من حيث المساحة. ويقدر عدد سكانها لحوالي 1.4 مليون نسمة. ويوجد في المدينة صناعية جازان التي تضم مدن صناعية عديدة.
مناخ جازان
يتأثر المناخ في مدينة جازان بحركة الرياح الاستوائية، حيث تتنوع فيها الخصائص الجغرافية ومظاهر السطح، حيث أن مناخ السهل الساحلي فيها معتدل شتاءً وحار رطب صيفاً، وتنخفض الحرارة بشكل تدريجي باتجاه الجبال، حيث ينتج عن هذا الانخفاض هطول الأمطار. وترتفع درجات الحرارة صيفاً من شهر يونيو إلى سبتمبر ما بين 25 إلى 35 درجة مئوية، وتتزايد الرطوبة بالجزء الشرقي منها باتجاه الغرب، ويتراوح معدل الرطوبة صيفاً ما بين 61%إلى 79%.
السياحة في جازان
تؤهل الإمكانات الطبيعية من تنوع بيئي ومناخي جازان لأن تكون مركزاً للجذب السياحي على مدار العام، وذلك وفقاً لتكوينها الجغرافي، حيث تمتد المرتفعات الجبلية في شرق المدينة، والتي تمتاز بطبيعتها الخلابة وخضرتها الدائمة ومناخها المعتدل مثل الجبل الأسود، جبال فيفاء، طلان، وجبال هروب، وجبال بلغازي، والصهاليل، والريث، وغيرها. وتمتد منها الجداول والشعاب إلى الأودية التي يصل عددها لأكثر من 25 وادي، والتي تضم من بينها أحد أكبر الأودية في المملكة وهو وادي بيش، وتعد تلك الاودية مشاهد جمالية بديعة تضم بيئات متنوعة من مختلف أنواع النباتات.
الإرث التاريخي لمدينة جازان
تعد مدينة جازان من أقدم المدن في غرب المملكة، ويعود تاريخها إلى 8000 سنة قبل الميلاد، ما يجعل لها تاريخ طويل عبر العصور. ومن أبرز العصور التي مرت فيها المدينة:
العصور القديمة
يعود تاريخ المدينة للعصور الحجرية، وقد تم العثور على أدوات تعود لعصر الحضارة الآشولية، وأظهرت الدراسات من خلال أدوات الصيد التي تم العثور عليها أن سكان المستوطنات الآشولية كانوا يعتمدون في ذاك الزمن في غذائهم على الأطعمة البحرية مثل المحار والأسماك وذلك لتوافرها وقيمتها الغذائية.
العصور الإسلامية
دخلت منطقة جازان ضمن بلاد العرب الإسلامية منذ ظهور الإسلام وانتشاره في الجزيرة العربية. وبعد انتشار الإسلام في منطقة جنوب شبه الجزيرة العربية، وقد عين النبي محمد عليه الصلاة والسلام ولاة في تلك الأقاليم المتعددة، والتي من ضمنها إقليم تهامة الذي كانت منطقة جازان تتبع له.
العهد السعودي
بعد أن استرد الملك المؤسس عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود حكم مدينة الرياض، وتأسيس المملكة العربية السعودية، قام الملك بقيادة حملات التوحيد في أنحاء شبه الجزيرة العربية، وقد كانت تهامة عسير ومنطقة جازان جنوب غرب الجزيرة العربية في تلك الفترة خاضعة لزعامة محلية وذلك تحت حكم عائلاتها “الأدارسة”، وتم عقد معاهدة مكة المكرمة بين الملك عبد الله المؤسس وحاكمها الإدريسي، وبموجبها تبقى البلاد تحت حماية الملك عبد العزيز.
وكانت مدة المعاهدة 4 سنوات حتى نقضت من قبل الحكام الادارسة، فقام الملك المؤسس بإرسال قواته إليها، وتنازل بعدها الحسن الإدريسي عن الحكم، وكانت مدينة جازان آخر مناطق الجزيرة العربية التي انضمت للحكم السعودي. وقد أعلن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود توحيد المملكة في عام 1932م، وفي نفس العام يعود تأسيس أمانة منطقة جازان .
في الختام، تعتبر مدينة جازان من الوجهات التي لا تنسى لكل من يزورها. من جبالها الخضراء لشوطئها الساحرة، ومن تراثها الأصيل لطموحها نحو المستقبل. تقدم جازان تجربة تجمع بين الراحة والإلهام لا مثيل لها. وإن كنت من المهتمين بمدينة جازان يمكنك الاطلاع على موسم الصيد في جازان من خلال زيارة مدونة بيوت السعودية التي تقدم كل جديد.