هل تعلم أن مدينة الأخدود الأثرية يعود تاريخها إلى ما قبل 2000 عام؟ تعد الأخدود من أهم الوجهات السياحية الأثرية في السعودية، حيث شهدت هذه المدينة أحداثًا تاريخية مهمة عبر فترات مختلفة من الزمان. تابع قراءة هذا المقال الذي سنتحدث به عن سبب تسمية المدينة بالاخدود، إلى جانب الحديث عن أهم الاكتشافات والآثار التاريخية للمدينة وغيرهم الكثير من المواضيع الشيقة.
مدينة الأخدود الأثرية في نجران
تقع مدينة الأخدود في منطقة نجران جنوب السعودية، وهي مدينة تاريخية وواحدة من أحد أبرز الوجهات للسياحة التاريخية في المملكة. تتكون مدينة الأخدود الأثرية من سور يحيط بكامل المدينة، وبعض البقايا الحجرية التي تعود إلى المباني والآثار التي كانت بالمنطقة، إلى جانب النقوش والرسومات المختلفة. تعود هذه الآثار إلى العصر الحجري، والعصر الإسلامي والدولتين الأموية والعباسية.
سبب التسمية
يشار إلى مصطلح الأخدود في اللغة العربية على أنه الشق العميق في الأرض، أو الحفرة الطويلة على سطح الأرض. ويرجع سبب تسمية مدينة الأخدود الأثرية بهذا الأسم إلى حادثة أصحاب الأخدود الشهيرة والتي تم ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج. حيث أقدم آخر ملوك التبابعة ذو النواس، على إضرام النار بمسيحي نجران بعدما رفضوا اعتناق الديانة اليهودية.
موقع مدينة الأخدود
تقع الأخدود في منطقة نجران جنوب السعودية، تحديدًا على وادي نجران، بين قرية القابل وقرية الجربة. وهو الموقع الذي كانت تقوم عليه مدينة نجران القديمة، وتبعد عن مركزها حوالي 25 كيلومترًا باتجاه الجنوب. ويمكن الوصول إلى مدينة الأخدود عبر طريق نجران-جازان.
إلى جانب الأثار التاريخية للمدينة فإن الأخدود كذلك تتميز بتضاريسها الطبيعية المختلفة، حيث يحيط بها الجبال الشاهقة والأودية الجميلة، مما يتيح لزوار المدينة فرصة الاستمتاع بالمعالم التاريخية والطبيعية في ذات الوقت. لرؤية الموقع عبر خرائط جوجل قم بالنقر هنا.
أهم الاكتشافات الأثرية بمدينة الاخدود
تزخر مدينة الأخدود الأثرية بعدد من الاكتشافات الأثرية التي سلطت الضوء على حياة أهل نجران منذ قديم الزمان، تعد هذه الاكتشافات من أحد الأجزاء المهمة في التراث التاريخي لمنطقة الجزيرة العربية، كما تقدم أدلة على الحضارات المتعاقبة ونمط الحياة التي كان سائدًا آنذاك. ومن أبرز وأهم الاكتشافات الأثرية في الأخدود ما يلي:
- النقوش الصخرية الثمودية والسبئية، الشاهدة على تاريخ المنطقة وتطور الكتابة واللغة العربية فيها.
- نقش لكلمة “رحم”، الذي يعكس التسامح الديني في تلك الفترات.
- بقايا جدران وأبراج دفاعية ضخمة كانت تستخدم للدفاع والمراقبة.
- مواقد طينية قديمة كانت تستخدم للطهي، إلى جانب بقايا من الأفران الطينية.
- تلال أثرية تقع خارج السور، وتنتشر عليها مجموعة من الكسر الفخارية.
عمليات التنقيب في موقع الأخدود الجنوبي
وجدير بالذكر أن عمليات التنقيب في المدينة بدأت في عام 1981م، بمشاركة من فرق بحثية محلية ودولية وتحت إشراف من الجهات الحكومية المعنية بذلك، وتواصلت الجهود إلى عام 2013م مع إطلاق خادم الحرمين الشريفين برنامج للعناية بالتراث الحضاري، حينها أصبحت مدينة الأخدود من أحد المواقع التي تشرف عليها هيئة التراث. وفي عام 2018م اكتشفت إحدى بعثات التنقيب عن ما أطلق عليه لاحقًا اسم كنز نجران، وهو عبارة عن جرة فخارية تحتوي على 2850 قطعة نقدية ترجع إلى ما قبل 2000 عام.
مكانة وأهمية آثار مدينة الأخدود
تعتبر الآثار التاريخية لمدينة الأخدود ذات أهمية تاريخية وثقافية عالية، حيث تقدم هذه الآثار نظرة متكاملة عن الحضارات القديمة التي ازدهرت في الجزيرة العربية وتحديدًا في منطقة نجران. تظهر هذه الآثار الجوانب المتعددة من الحياة الاجتماعية والدينية كما تجسد التقدم في فن العمارة من نحت ونقش إلى جانب التطور في الأساليب الفنية واللغوية التي تطورت في منطقة جنوب شبه الجزيرة. ولهذه الآثار أهمية في الجوانب التالية:
- تعزز من القيمة الدينية للمدينة، حيث تضفي قصة أصحاب الأخدود الدلالات الدينية والروحانية على الموقع.
- تشير الاكتشافات التاريخية للنقود المعدنية على أهمية المنطقة الثقافية والتجارية على مر العصور، حيث كانت تعتبر من أحد أهم المراكز التجارية في المنطقة.
- كما تشير بعض الآثار إلى طبيعة الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية لسكان المنطقة عبر مختلف العصور، وساهمت بعض الاكتشافات في توضيح الروابط السياسية التي كانت تربط منطقة جنوب الجزيرة بالمناطق الأخرى.
في إطار الحديث عن المدن التاريخية، قم باكتشف خبايا قرية الفاو التراثية كما يمكنك التعرف على قصر محيرس القصر التاريخي العسكري في وسط الأحساء
في الختام، تعتبر مدينة الأخدود الأثرية من أحد أهم الوجهات السياحية والتاريخية في السعودية، حيث يرتبط بالمدينة تاريخ عميق وطويل يمتد إلى 2000 عام، وتعد الشاهدة على المحرقة التاريخية التي وردت في القرآن الكريم لمسيحي نجران على يد الملك ذو النواس آخر ملوك التبابعة.
تحدثنا خلال مقالنا هذا عن مدينة الأخدود، وسبب تسميتها بهذا الاسم إلى جانب الحديث عن آثارها، ومكانة هذه الآثار وأهميتها التاريخية والدينية. لقراءة المزيد من المقالات، قم بزيارة موقع مدونة بيوت السعودية