في قلب البحر الأحمر حيث تلتقي المياه الفيروزية بالسماء الزرقاء الصافية، تقع جوهرة طبيعية مميزة، ألا وهي محمية جزر أم القماري الطبيعية، إن هذه المحمية تحتضن بين أحضانها تنوعاً بيولوجياً مذهلاً، وتعد ملاذاً آمناً للعديد من الكائنات الحية، كما أنها تعتبر وجهة مثالية لعشاق الطبيعة والمغامرات، أكمل هذا المقال لتتعرف عليها أكثر.
أنشئت المحمية في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود عام 1408هـ/1988م، وهي تعد إحدى أبرز المحميات الطبيعية في السعودية، وهي ضمن 4 محميات في مكة المكرمة، وهي تعكس جمال الطبيعة الخلابة وتنوعها البيئي، وتتكون المحمية من جزيرتين رئيسيتين هما جزيرة أم القماري البرانية وجزيرة أم القماري الفوقانية، وتقعان جنوب غربي مدينة القنفذة على الساحل الغربي للمملكة، إن هذه المحمية تمثل مأوىً مهمًا لأنواع عديدة من الكائنات الحية، وخصوصًا الطيور المهاجرة مثل القماري، مما يجعلها وجهة بيئية مميزة ومرغوبة لعشاق الطبيعة والمهتمين بالحياة الفطرية.
من ماذا تتكون محمية جزر أم القماري
بدايةً لا بد أن هناك سؤال يتطرق إلى الأذهان حول لماذا سميت جزيرة أم القماري بهذا الاسم؟ في الحقيقة سميت هذه الجزر باسم أم القماري بسبب كثرة تواجد طيور القماري فيها، وخاصة في موسم الهجرة، أما إذا ما تساءلنا حول ماهي القماري؟ فإن القماري هي نوع من الطيور المهاجرة التي تنتمي إلى عائلة الحماميات، وتتميز بجمال ريشها ورقة صوتها، و تعرف القماري بأنها طيور صغيرة الحجم ذات ألوان جذابة تتراوح بين الرمادي والبني مع لمسات مميزة من الأسود والأبيض، وتتمتع هذه الطيور بقدرتها على الطيران لمسافات طويلة.
مع العلم أنه يوجد أنواع أخرى من الطيور في المحمية، سواء الطيور البحرية أو البرية أو الشاطئية مثل طائر المالك الحزين، القمري المطوق الأفريقي، والعقاري النساري، كما تمتاز المحمية يوجود الشعاب المرجانية بكثرة وتنوع كبير، إلى جانب التنوع الكبير بالحيوانات اللافقاريات البحرية، وتتكون هذه المحمية من جزيرتين كما سبق الذكر، تبلغ مساحة كلتيهما 403 كيلو مترات، ويتألف سطح الجزيرتين من صخور كلسية شعابية، بمتوسط ارتفاع يبلغ نحو 3 أمتار فوق مستوى سطح البحر، والجزيرتين هما:
جزيرة أم القماري البرانية
تتميز هذه الجزيرة بموقعها الأقرب إلى الساحل، مما يجعلها أكثر تعرضًا للتغيرات البيئية والمناخية، وهي محاطة بالشعاب المرجانية التي تضيف لمسة فريدة إلى طبيعتها، كما تعد موطنًا لأنواع مختلفة من الطيور البحرية والأسماك في محمية جزر أم القماري ، وبفضل جمالها الطبيعي وتنوعها البيولوجي، أصبحت هذه الجزيرة إحدى أهم المواقع التي تستقطب الباحثين والزوار الذين يسعون لاستكشاف روعة الحياة البحرية والبرية في المملكة.
جزيرة أم القماري الفوقانية
أما بالنسبة لهذه الجزيرة، فهي تقع على مسافة أبعد قليلًا من الساحل مقارنة بجزيرة البرانية، وتتميز بطبيعتها الأكثر انعزالًا، كما تعد هذه الجزيرة بيئة مثالية لطيور القماري خلال مواسم هجرتها، حيث توفر الهدوء والموارد الغذائية اللازمة لهذه الطيور، بالإضافة إلى ذلك، تعد الجزيرة ملاذًا آمنًا للعديد من الأنواع الأخرى مثل السلاحف البحرية والأسماك النادرة، مما يجعلها منطقة مهمة للحفاظ على التنوع البيولوجي.
ما هو دور المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في حماية المحمية
يلعب هذا المركز دورًا أساسيًا وحوريًا في الحفاظ على محمية جزر أم القماري، وهي تعد ثالث أصغر المحميات التي يديرها المركز، وتتميز المحمية بنظام حماية مزدوج يشمل حماية الكائنات البرية والبحرية من جهة، والحفاظ على البيئة والنباتات من جهة أخرى، كما أنه يعمل على تنفيذ برامج تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي وتعزيز الاستدامة البيئية.
كما تتضمن جهود المركز مراقبة الأنواع المهددة بالانقراض، وتطبيق سياسات تضمن الحفاظ على المواطن الطبيعية، فضلاً عن تعزيز الوعي البيئي بين السكان المحليين والزوار، كما يشرف المركز على إدارة المحمية بشكل يضمن توفير بيئة آمنة للطيور والكائنات الأخرى التي تعيش فيها، خاصة في ظل التحديات البيئية مثل التغير المناخي والصيد الجائر.
ما هي أهمية محمية جزر أم القماري
تلعب المحمية أهمية كبيرة في الكثير من الجوانب، إلى جانب دورها في حماية الحيوانات البحرية وعلى رأسها الأسماك من الصيد الجائر، تؤدي محمية جزيرة أم القماري أدوارًا عدة، أبرزها:
- حماية الشعب المرجانية والحياة البحرية من الضرر والتلوث
- تنشيط السياحة البيئية
- توفير بيئة تنزه مناسبة للمواطنين والمقيمين في المملكة
متى يكون موسم الهجرة للقماري
تُعتبر محمية جزر أم القماري محطة استراحة رئيسية لطيور القماري خلال موسم هجرتها السنوي، ويبدأ موسم الهجرة عادةً في فصل الربيع، حيث تنتقل هذه الطيور من مواطنها الأصلية في آسيا وأوروبا إلى المناطق الدافئة في إفريقيا، والعكس في فصل الخريف،
وتتوقف القماري في المحمية للراحة والتغذية قبل أن تكمل رحلتها الطويلة، مما يجعل الجزر منطقة حيوية مليئة بالحياة والحركة خلال هذه الفترة، ويمثل موسم الهجرة فرصة ذهبية للباحثين والمصورين وعشاق الطبيعة لمشاهدة طيور القماري وهي تتجمع بأعداد كبيرة، فمنظرها وهي متجمعة ومهاجرة يبدو منظرًا جماليًا رائعًا.
وفي الختام تم التعرف على محمية جزر أم القماري وهي إحدى المحميات الواقعة في القنفذة في مكة المكرمة، وتتكون هذه المحمية من جزيرتين هما أم القماري البرانية وأم القماري فوقانية، وذكرنا بعض التفاصيل حول كل من هذه الجزيرتين، وكيف يعمل المركز الوطني الخاص بتنمية الحياة الفطرية في حماية المحمية، وهذا من خلال تنفيذها للعديد من برامج حماية التنوع البيولوجي، تطبيق سياسات تضمن الحفاظ على المواطن الطبيعية، وختامًا ذكرنا أهمية المحمية بما في ذلك حماية الحيوانات البحرية وتنشيط السياحة البيئية، إلى جانب المزيد من التفاصيل الأخرى.
إذا أردت التعرف على معلومات أخرى حول ماذا يوجد في محمية الجبيل في السعودية أو حول محمية الامام تركي بن عبدالله، يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية.