المتاحف التراثية في مختلف دول العالم هي بمثابة وجهات تهدف لحفظ وعرض الموروث الثقافي والتاريخي للشعوب والدول، فهي تلعب دور بوابة زمنية تطل على الماضي وتعرض مختلف مناحي الحياة القديمة، ذلك من خلال مجموعة من الآثار والتحف النادرة المتواجدة داخلها، وأيضًا تشكل المتاحف موطن يعكس التنوع في الفنون والحرف التقليدية، غير أنه يبين الأدوات التي تم استخدامها من قبل الأجداد، وفي السعودية توجد العديد من المتاحف التي تمكنك من أخذ رحلة ثقافية إلى الماضي للتعرف عليه، ومن بين هذه البوابات التاريخية متحف الخليفة التراثي الذي يساهم في تعزيز الوعي بالتراث الثقافي، ونقل القيم والتقاليد للأجيال الجديدة، وتاليا سنتعرف على أهم المعلومات حول هذا المتحف.
ما هو متحف الخليفة التراثي
متحف الخليفة هو أحد المتاحف الخاصة المرخصة من هيئة المتاحف في السعودية ، يقع هذا المتحف في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية، يتواجد هذا المتحف على مساحة 300 متر مربع، يحتضن هذا المكان التراثي نحو 5,000 قطعة نادرة، جمعت على مدى 20 عام، وهذا الأمر جعل منه مصدرا معلوماتيا عن تراث محافظة الأحساء خاصة، والمنطقة الشرقية بشكل عام.
وصف المتحف
يقع المتحف في داخل حدود المبنى السكني لمالكه والذي تبلغ مساحته نحو 200 متر مربع، وأظهر هذا المكان مدى اهتمام صاحب المتحف بالمكان من خلال درجة العناية به، ظهر ذلك جليا من خلال عمليات التطوير المستمرة لأجنحته المتحف ودرجة التنسيق بين القطع بطريقة العرض، فالقطع داخل أركان المتحف تم ترتيبها بحسب التخصص والوظيفة، حيث قام المالك بإنشاء سوق صغير داخل المتحف، غير أنه عمل على تخصيص قاعات لكل مجموعة مثل الأسلحة وأدوات القهوة في مكان مخصص لها وأواني الطبخ في مكان وأدوات الزراعة والملابس والحلي النسائية، وكذلك أدوات ووسائل التعليم.
محتويات متحف الخليفة التراثي
ترجع ملكية هذا المتحف التراثي للحسين علي عبدالله الخليفة، والذي أنشأه في حديقة منزله بحي الشروفية بمدينة المبرز في محافظة الأحساء، يتكون متحف الخليفة من طابقين ويضم بين مرافقه عدة أقسام، ولا بد من التنويه إلى أن هذا المتحف قد صمم ليكون مشابها لسوق القيصرية وهو أحد الأسواق الشعبية التاريخية في المملكة والمتواجد في مدينة الهفوف في الأحساء،يتكون من 16 دكانا صغيرًا كل منها تحاكي مهنة تاريخية مجهزة بالأدوات والآلات التراثية التي تخص الحرفة التي تعبر عنها هذه الدكان، ومن المهن المتواجد داخل هذه الدكاكين مهنة البقالة والمقهى والحداد والنجار والخياط وأدوات البادية وغيرها.
أقسام متحف الخليفة التراثي
يعد متحف الخليفة التراثي في الأحساء أحد أبرز المعالم التراثية في المنطقة، فهو يتضمن تشكيلة واسعة من القطع التراثية والحرفية التي تم جمعها عبر السنين، والمتحف يقسم إلى عدة أقسام تعرض فيها القطع التراثية المتنوعة، فهو يحتوي بين جدرانه على 22 محلا للحرفيين والباعة بالإضافة إلى أقسام خاصة بالبيت الأحسائي القديم والفلاحة والبادية والبحارة والتعليم، كما أن المتحف يتضمن أيضا ركنا تذكاريا للطفولة، وأقسام أخرى مخصصة لزينة النساء والرجال والمشغولات اليدوية والسلاح القديم، وتاليا سنتحدث عن موقع أقسام متحف الخليفة وأهم هذه الأقسام ومحتوياتها:
ركن للأسلحة
يضم هذا الركن تشكيلة واسعة من الأسلحة مثل الأسلحة البيضاء التقليدية مثل السيف والخنجر والحربة وبعض الأسلحة النارية القديمة، ولابد من معرفة أن كل قطعة سلاح تحكي قصة، قصة صراع أو دفاع، أو قصة قائد شجاع، وهذه القصص تنتقل إلينا عبر هذه البوابات الزمنية، لتغني معرفتنا بتاريخ المنطقة وتراثها، ومن أبرز الأسلحة المعروضة فيه هي السيوف والخناجر والبنادق والرماح.
ركن الأواني والطبخ
هذا الصرح التراثي الشامخ الذي يحكي حكايات الماضي، يخصص ركن أو قسم خاص بأواني القهوة والطبخ، وهذا القسم ليس مجرد معرض لمجموعة الأواني التي كانت تستخدم سابقا، بل هو نافذة مفتوحة على عالم من العادات والتقاليد التي كانت تشكل جزءا لا يتجزأ من حياة الأجداد.
قسم المستلزمات الزراعية
قسم المستلزمات الزراعية هو ذلك الركن الحيوي والمهم في متحف الخليفة، والذي يضم مجموعة متنوعة من الأدوات والمواد التي كانت تلزم المزارعين في أعمالهم اليومية سابقًا عن الزراعة، وهذا القسم هو بمثابة مكتبة تاريخية للمهتمين بالزراعة أو لمن لديهم فضول في معرفة كيف كان يعيش الأجداد حياتهم.
إلى هنا نكون قد قدمنا لك في هذا المقال بعض أهم المعلومات حول متحف الخليفة التراثي وأبرز أقسامه وعن تاريخه، يمكنك أيضًا قراءة مقالات مشابهة مثل: تعرف على المتاحف في جدة وأيضًا أشهر متاحف الرياض والسعودية، إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من مقتطفات والمقالات الأخرى المهمة والشيقة، فإننا ندعوك لتفقد مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل جديد أولًا بأول.
