تُعد الإبل جزءًا أساسيًا من الثقافة العربية، حيث ارتبطت بحياة العرب قديمًا وحديثًا، وكانت مصدرًا للرزق، ووسيلةً للتنقل، ورمزًا للأصالة والتراث. وفي هذا السياق، يأتي مؤتمر الإبل في الثقافة العربية ليُسلط الضوء على مكانة الإبل في التاريخ والثقافة واللغة، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء المهتمين بهذا المجال. يُنظم هذا المؤتمر الدولي بالتعاون بين جامعة الملك سعود ومجمع الملك سلمان للغة العربية، بهدف تعزيز الدراسات المرتبطة بالإبل وإبراز دورها في التراث العربي. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل المؤتمر، وأهدافه، وأبرز المشاركين فيه، بالإضافة إلى أهميته في حفظ التراث وتعزيز الهوية الثقافية.
حول مؤتمر الإبل في الثقافة العربية
نظمت جامعه الملك سعود بالشراكة مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية المؤتمر الدولي الخامس لقسم اللغة العربية وأدابها بعنوان “الإبل في الثقافة العربية”، والذي عُقد في الفترة من 14 إلى 16 يناير 2025 في مقر الجامعة بالرياض. يهدف هذا المؤتمر إلى تسليط الضوء على المكانة البارزة للإبل في الثقافة العربية، واستكشاف دورها في التراث والأدب والفنون. وقد جمع المؤتمر باحثين ومختصين من مختلف الدول لمناقشة الأبعاد التاريخية والثقافية والاجتماعية للإبل، وتبادل الرؤى والأفكار حول كيفية الحفاظ على هذا الموروث الثقافي وتعزيزه في المجتمعات الحديثة.

اهداف مؤتمر الإبل في الثقافة العربية
دعا المؤتمر إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسية، تضمن تسليط الضوء على الدور التاريخي للإبل واستعراض كيفية تأثير الإبل في تشكيل الحضارة العربية والإسلامية، ودورها في الحياة اليومية والاقتصادية والاجتماعية للعرب. إلى جانب دراسة حضور الإبل في الشعر والأدب العربي، وكيفية تصويرها في الفنون التشكيلية والسينما والموسيقى.
كما سعى المؤتمر إلى الحفاظ على التراث المرتبط بالإبل من خلال مناقشة سبل الحفاظ على التراث غير المادي المتعلق بالإبل، مثل القصص الشعبية والأمثال والحِكَم، إلى جانب نشر الوعي بأهمية الإبل في الثقافة العربية بين الأجيال الشابة، وتعزيز الفخر بالهوية والتراث. وقد ساعد المؤتمر على تحفيز الباحثين على إجراء دراسات معمقة حول الإبل ودورها في الثقافة العربية، وتوفير منصة لتبادل الأفكار والنتائج البحثية.
محاور المؤتمر الدولي “الإبل في الثقافة العربية”
تضمن المؤتمر مجموعة من المحاور التي تغطي مختلف الجوانب المتعلقة بالإبل في الثقافة العربية، من أبرزها دراسة دور الإبل في الفتوحات الإسلامية والتجارة والتنقل، وتحليل حضور الإبل في القصائد العربية القديمة والحديثة، ورمزيتها في الأدب. كما استكشاف تصوير الإبل في اللوحات الفنية والمنحوتات والأفلام، بالإضافة إلى جمع ودراسة القصص والأمثال والحكايات المرتبطة بالإبل في المجتمعات العربية. وبحث تأثير الإبل على المفردات والتعابير اللغوية في اللغة العربية.
مشاركة الباحثين والمهتمين
شهد المؤتمر مشاركة واسعة من الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالثقافة العربية من مختلف الدول. قدم المشاركون أوراقًا بحثية وصل عددها إلى 40 ورقة، تناولت موضوعات متنوعة، مثل “الإبل في الموروث والمعتقد”، و”الإبل في الثقافات المختلفة”، و”دلالات الإبل في الخطابات المختلفة”. كما تخلل المؤتمر جلسات نقاش وورش عمل تفاعلية أتاحت للمشاركين تبادل الأفكار والخبرات.
التوصيات والنتائج
خرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات التي تهدف إلى تعزيز الاهتمام بالإبل في الثقافة العربية. ومن أبرز التوصيات والنتائج التي خرج بها المؤتمر كان دعم إنشاء مراكز ومؤسسات بحثية تُعنى بدراسة الإبل وتراثها في العالم العربي. كما جرى تشجيع تضمين موضوعات تتعلق بالإبل في المناهج الدراسية لتعريف الأجيال الناشئة بأهميتها
. وقد تمت الدعوة إلى توثيق التراث الشفهي القديم المرتبط بالأبل من خلال توثيق الحكايات القديمة وأرشفتها رقميًا وتقليديًا، بالإضافة إلى إنشاء متاحف افتراضية أو على أرض الواقع، تختص بعرض المثتنيات التراثية والثقافية عن الأبل وما يرتبط بها من أدوات ومنتجات توضح علاقتها بالإنسان.
وفي هذا النطاق، اكتشف ما هي أبرز فعاليات مهرجان مزاين الابل 2024 ؟

الجهات المنظمة لمؤتمر الإبل في الثقافة العربية
عُقد هذا المؤتمر ببتنظيم مشترك بين جهتين بارزتين في المملكة، وقد أسهم كل منهما في إبراز البُعد الثقافي والعلمي للإبل، وتعزيز دورها في الهوية العربية. إليك هاتين الجهتين:
جامعة الملك سعود
تُعد جامعه الملك سعود إحدى أعرق الجامعات في المملكة، وتلعب دورًا بارزًا في دعم الأبحاث العلمية والثقافية. من خلال مشاركتها في تنظيم هذا المؤتمر، تسعى الجامعة إلى تسليط الضوء على الإبل من منظور أكاديمي وبحثي، عبر تقديم دراسات علمية حول علاقتها بالثقافة العربية والتطور الحضاري في المنطقة. كما تساهم الجامعة في استضافة الباحثين والمتخصصين لمناقشة الجوانب التاريخية والاقتصادية والاجتماعية للإبل.
مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية
يهدف مجمع الملك سلمان للغة العربية إلى تعزيز مكانة اللغة العربية ودعم الدراسات التي تعكس تأثيرها في مختلف مجالات الحياة، ومنها الإبل التي تمتلك مكانة بارزة في التراث اللغوي والشعري العربي. من خلال مشاركته في المؤتمر، يعمل المجمع على إبراز المصطلحات اللغوية المرتبطة بالإبل، وتحليل دورها في الأدب العربي والشعر الجاهلي، إلى جانب توثيق الأبحاث التي تربط الإبل بالهوية الثقافية للعالم العربي.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الشيق حول مؤتمر الإبل في الثقافة العربية ، حيث تناولنا في هذا المقال لمحة تعريفية حول المؤتمر وأبرز أهدافه، كما سلطنا الضوء على محاوره البارزة، المشاركات البارزة التي تضمنها، وأبرز مخرجاته من التوصيات والنتائج. وأخيرًا، تعرفنا بشكل أكبر على الجهات المنظمة للمؤتمر ودورها في نجاح المؤتمر.
للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبيل المثال يمكنك الاطلاع على مقال مستشفى الابل في القصيم : أكبر مستشفى للإبل في العالم.