يُعَدُّ قصر مرضية التراثي من المعالم التاريخية البارزة في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية في السعودية، إذ يحمل بين جدرانه عبق الماضي وروح الحضارة الإسلامية والمعمار الأحسائي الأصيل.
وفي هذا المقال، نستعرض القصر بتفصيل شامل من خلال مقدمة توضح أهميته، تليها عناوين رئيسية وفرعية تسلط الضوء على موقعه وتراثه المعماري والتحديات التي يواجهها مع الإجراءات الحديثة لنزع ملكيته لصالح هيئة التراث.
عن قصر مرضية
على بُعد حوالي 13 كيلومتراً من مدينة الهفوف الشرقية، يقع القصر التراثي وسط حاضرة الأحساء، في منطقة تتميز بأرضها الزراعية الخضراء التي تحتضن بساتين بلدة الفضول النخيل وأشجار الفاكهة المتنوعة مثل الرمان والتين واللومي والترنج. يُظهر القصر، الذي أطلَّ عليه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أثناء زيارته التاريخية للأحساء، أهمية تاريخية ووطنية لا تخفى على أحد، فهو شاهد حي على ماضي المملكة وتراثها الحضاري العريق.
موقع قصر مرضية
يقع القصر في قلب أحساء التاريخية، حيث يمتد على مساحة وسطها الزراعي الخصب الذي يكتسي بجمال الطبيعة، ما أضفى عليه جمالية متكاملة تجمع بين العمارة والأرض. ومن أهم النقاط التي تميز موقعه:
- يقع القصر في قلب حاضرة الأحساء مما يجعله نقطة التقاء للماضي والحاضر
- تحيط به بساتين النخيل وأشجار الفاكهة التي تُبرز الروح الزراعية للمنطقة
- يبعد حوالي 13 كيلومتراً عن مدينة الهفوف، مما يسهل زيارته والاستمتاع بجماله
الأهمية التاريخية
لا يقتصر دور القصر على كونه معلمًا معماريًا فحسب، بل يحمل في جدرانه تاريخاً وطنياً مهمًا، إذ يُذكر أن الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود قد استقر فيه ونزل به أثناء زيارته للأحساء. كما رويت الأحاديث عن منحه لأول وزير مالية في عهده، مما يضيف إلى موقعه التاريخي بعداً من رمزية الحكم والإدارة في بدايات الدولة السعودية الحديثة.
الطراز المعماري في قصر مرضية

يمتاز بتصاميم معمارية فريدة تجمع بين الأصالة والابتكار، حيث تعكس تفاصيله عناصر معمارية محلية متميزة تبرز الهوية الأحسائية:
المواد المستخدمة
- الجص الحساوي المعروف بـ “العربي” يُكسو جدران القصر بهذه المادة التي تظهر إتقان الحرفة التقليدية.
- خشب الكندل الذي بُنيت به الأسقف، مضيفاً لمسة دافئة وطبيعية للمبنى.
النقوش والرسوم
- تُزيَّن أجزاء من القصر بنقوش وألوان علوية تضيف منظرًا جماليًا يُعبِّر عن الفن الإسلامي التقليدي
- تعتمد العمارة على النقش بالألوان في الأجزاء العلوية، مما يضفي راحة نفسية وسحرًا بصريًا على المكان
تصميم قصر مرضية
يتألف القصر من طابقين بتصميم مستطيل الشكل، حيث تشمل ملامحه:
البوابة الرئيسية
- تحيط بها أشجار النخيل من كلا الجانبين، مما يبرز عراقة المكان وجمال الطبيعة
- مطلية باللون الأحمر، تعكس لمسة جمالية فريدة في إطار محيط أخضر
العريش والمجلس الكبير
- يُعرف المجلس العلوي باسم البنقلة، لاحتوائه على سلسلة من النوافذ التي تتيح الإضاءة والتهوية الطبيعية من جميع الجهات
- يدخل الرواق عبر باب خشبي ذي درفتين متطابقتين في الجزئين العلوي والسفلي، مما يعكس توازن التصميم واهتمام الحرفيين بالتفاصيل
النوافذ والأسقف
- تحتوي النوافذ الطولية على مناور زجاجية ملونة، تضفي إشراقة خاصة على المكان
- أسقف القصر المصنوعة من خشب الكندل تحمل الباسشير، مما يعزز من الطابع التقليدي للمبنى
المعمار الأحسائي والتكييف المناخي
يُظهر قصر مرضية مثالاً رفيع المستوى للعمارة الأحسائية التي تهتم بالمعالجة المناخية للمباني، إذ تم تصميمه بشكل يضمن الاستفادة القصوى من الضوء الطبيعي والتهوية، حيث:
واجهة المبنى
- تطل الجهة الشرقية للاستفادة من شروق الشمس، مما يمنح القصر إضاءة طبيعية خلال النهار
الواجهة الخلفية
- صُممت في الدور الأرضي، لتوفير ظل وحماية من حرارة الشمس الحارقة في فصل الصيف
فوائد التكييف الطبيعي

تضمن التصميم المتقن تدفق الهواء بمرونة داخل القصر، مما يحقق الراحة الحرارية للساكنين والزوار، ويتم ذلك عبر:
النوافذ المفتوحة
- تسهم في توفير التهوية الجيدة وتخفيف درجات الحرارة الداخلية
العريش الواسع
- يُشكل مساحة مفتوحة تُمكِّن من الاستمتاع بالهواء النقي والمشهد الطبيعي المحيط
نزع ملكية قصر مرضية والإجراءات الحديثة
أعلنت هيئة التراث في 17 محرم 1445هـ/4 أغسطس 2023م عن بدء إجراءات نزع ملكية القصر لمصلحة الهيئة، وذلك ضمن مشروع إعداد الدراسات التأهيلية لعدد من المواقع التراثية لعام 2024م. وتشمل الخطوات الرئيسية:
- إجراءات تقييم الموقع
- دراسات التأهيل والترميم
- تحويل الملكية
أهمية الإجراءات الجديدة
تأتي هذه الخطوات في إطار رؤية 2030 التي تسعى إلى تعزيز السياحة الثقافية والحفاظ على المعالم التاريخية، إذ يُتوقع أن:
- يعزز التراث
- يشجع السياحة
- يحفظ الهوية
وفي الختام، يظل قصر مرضية ليس مجرد مبنى تاريخي، بل هو رمزٌ للتراث والهوية الثقافية التي تجسد روح الأحساء العريقة. ومع التطوير المستقبلي والتوجه الوطني لحفظ التراث، يتجدد الأمل بأن يعود هذا القصر ليحكي قصص الأجداد ويشهد على ماضٍ مشرق يربط بين الحضارة والتطور في آنٍ واحد.
وصولك إلى هنا يعني إعجابك بمحتوى المقال، ولدينا مفاجأة سارة لك. مدونة بيوت السعودية تحتوي على كثير من المقالات المشابهة مثل مقالة قصر سلوى وغيرها الكثير من المقالات التي تعرفك على أهم الفعاليات والتاريخ الثقافي والجغرافي في السعودية.