هل تعلم أن قصر السبيعي التاريخي يُعد من أبرز المعالم التراثية التي تجسد عبق الماضي وجمال العمارة الإسلامية؟ يتميز هذا القصر بتصميمه الفريد الذي يعكس الطراز الأندلسي الإسلامي، مما يجعله وجهة مميزة لعشاق التراث والتاريخ. في هذا المقال، سنأخذك في جولة للتعرف على قصة بناء هذا القصر العريق، وأهم مرافقه التي تحكي حكايات الأجيال الماضية، بالإضافة إلى الدور الذي يلعبه اليوم في إبراز الهوية الثقافية للمملكة العربية السعودية.
قصر السبيعي التاريخي
يعتبر قصر السبيعي من أحد القصور التاريخية المهمة في السعودية، ويقع القصر في محافظة الشقراء، وتم بناؤه على الطراز الأندلسي الإسلامي من قبل الشيخ عبدالله بن محمد السبيعي في عام 1909م. حيث يزيد عمر القصر عن أكثر من مئة عامًا. تم ترميمه لأول مرة خلال عام 1990م، ثم أعيد ترميمه بالكامل خلال سنة 2000م. يحتوي القصر على زخارف ورسومات كانت سائدة في المناطق التي تقع بوسط السعودية. كما تم إصدار قرار يقضي بتحويل القصر إلى متحف تراثي، لجعله أحد الوجهات السياحية الأثرية التي تعكس تاريخ السعودية الغني وجمال البناء المعماري فيها.
أين يقع قصر السبيعي التاريخي ؟
يقع قصر السبيعي في محافظة شقراء التي تتبع العاصمة الرياض، تحديدُا في الجهة الجنوبية الغربية من البلدة القديمة. يتميز القصر بموقعه الاستراتيجي القريب من الأسواق التاريخية بالمحافظة. كما كان الملك عبدالعزيز رحمه الله يستريح خلال سفره بين الرياض ومختلف مناطق المملكة داخل هذا القصر. إلى جانب ذلك كان يعد القصر مقر لتجهيز الجيوش في عهد الملك المؤسس.
بناء قصر السبيعي : طراز أندلسي وزخرفات تاريخية
كما أشرنا سابقًا، تم بناء القصر من قبل الشيخ عبدالله بن محمد السبيعي خلال عام 1909م. وتمت إعادة بنائه خلال عام 1936م، من قبل الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السبيعي، واستغرقت عملية بنائه ما يقارب من أربعة أعوام. حظي القصر بعمليتي إعادة ترميم، أحدها كان في عام 1990م، والأخرى بعدها بعشر سنوات أي في سنة 2000م. أشرفت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني آنذاك على عمليات الترميم هذه.
مرافق القصر وتصميمه
يتكون القصر من 32 غرفة تأتي في طابقين يحتوي كل واحد منها على عددًا من الغرق والمجالس، وللقصر شرفات تقع في الأجزاء العلوية من الجدران. وتتميز الواجهات الخارجية والداخلي بكونها مطعمة بالزخارف والنقوش العربية والإسلامية، يحتوي كذلك القصر على فناء مكشوف يحيط به ممرات الدورين الأرضي والأول. وفيما يلي أبرز التصاميم التي يحتوي عليها القصر:
- تم تصميم واجهات القصر بإطارات ذات مثلثات بارزة ومقلوبة وذلك لمنع مياه الأمطار من السقوط على جدران القصر.
- كما تم تزيين حواف الشبابيك الخشبية بنقوش ملونة تتنوع بين الأشكال الهندسية والأشكال النباتية وأشهرها عناقيد العنب.
- تتكون الأعمدة الحجرية في القصر من خرزات أسطوانية مسطحة، وهي من أحد أهم عناصر قصر السبيعي التاريخي المعمارية.
- أما أسقف القصر تتكون من عوارض جذوع الأثل ومفروشة بجريد وسعف النخل، كما أنها مغطاة بطبقة من الطين وطبقة أخرى من الجص.
عمليات الترميم قصر السبيعي 2024
إلى جانب عمليتي الترميم اللتين شهدهما القصر خلال السنوات الماضية، قامت هيئة التراث بالسعودية بإعادة ترميم القصر ومرافقه خلال عام 2024م، بما يتناسب مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة، وذلك خلال رؤية المملكة 2030. هدفت هذه العمليات إلى تنمية التراث الوطني ورفع مستوى الوعي والاهتمام به وحمايته من الزوال. تم افتتاح القصر بعد عمليات الترميم الأخيرة في 1 مايو وشملت مراحل الترميم الأخير على تدعيم الجدران والاسقف، وإعادة ترميم الأجزاء المتهالكة،. وكان الافتتاح وسط احتفالات استمرت لثلاثة أيام، وجاءت هذه الترميمات بصدد جعل القصر مزارًا لطلاب المدارس والمواطنين والسياح من مختلف الدول.
تكلفة بناء القصر
أشرنا سابقًا خلال المقال، أن القصر تم بناؤه من قبل الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السبيعي عام 1909م، وكان الشيخ وكيل بيت المال ومرافقًا للملك عبدالعزيز أيام تأسيس الدولة السعودية. استغرقت عملية بناء القصر 4 أعوام، وأشرف على عمليات البناء حمد بن قباع بمساعدة ابنه إبراهيم، حيث كان يعد من أحد البنائين المميزين والماهرين في تلك الفترة، حيث قام بتشييد العديد من القصور على الطراز النجدي القديم. وتقدر تكلفة بناء القصر في تلك الفترة ما يقارب من 100 ألف ريال سعودي.
فعاليات في قصر السبيعي التاريخي
خلال الفترة ما بين 1-3 مايو 2024 أُعيد افتتاح قصر السبيعي، وتضمن هذه الافتتاح الاحتفالات المستمرة، والفعاليات والأنشطة الممتعة والمتخصصة في قطاع التراث. تضمنت الفعاليات والأنشطة التراثية على تخصيص ركن للصور التذكارية حيث استطاع الزوار من خلاله التقاط الصور التي تعكس ثقافة السعودية. إضافة إلى معرض خاص بالصور التراثية، ومنطقة مخصصة للحرفيين استطاعوا من خلالها عرض المنتجات الحرفية. كما تم تقديم ورش العمل التي ساهمت في تمكين المهتمين في مجال الحرف اليدوية من الأعمال الحرفية المميزة.
في سياق حديثنا عن قصر السبيعي، تعرف على قصر محيرس العسكري إلى جانب قصر جبره الأثري
في الختام، تعتبر القصور التاريخية جزءًا مهما من تراث السعودية، والتي تساهم في عكس تاريخ وتراث البلاد وتسلط الضوء على المراحل التاريخية التي مرت بها البلاد. المحافظة على هذه القصور وإعادة ترميمها يضمن عدم زوالها ويحميها من الاندثار ويساهم في حفظ تاريخ المنطقة وأصالتها.
تحدثنا خلال هذا المقال عن أهم المعلومات حول قصر السبيعي التاريخي والمرافق التي يضمها، إلى جانب مراحل البناء والترميم التي مر بها عبر التاريخ. لا تتردد في جعل هذا القصر وجهتك القادمة للسياحة التاريخية بالسعودية. لقراءة المزيد من المقالات المنوعة قم بزيارة موقع مدونة بيوت السعودية