يشكل قصر أجود بن زامل علامة فارقة في تاريخ الأحساء، حيث كان مقراً للحكم ومركزاً للحياة الاجتماعية والثقافية، إن هذا الصرح التاريخي، الذي يروي قصة صعود وسقوط الدول والحضارات، يعتبر شاهداً على عراقة هذه المنطقة وتراثها الغني، إذا رغبت بمعرفة المزيد حوله تابع قراءة هذا المقال.
يعد قصر بن زامل أحد أبرز المعالم التاريخية في محافظة الأحساء بالسعودية، حيث يجسد التاريخ العريق للمنطقة وأهمية القلاع والقصور في فترة ما قبل العصر الحديث، ويقع هذا القصر في مدينة الهفوف، ويتميز بتصميمه المعماري الفريد الذي يعكس حضارة المنطقة وتقاليدها المعمارية في القرون الماضية. كما يشكل هذا القصر جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الأحساء وموروثها الثقافي، ويعود هذا القصر إلى القرن الثامن الهجري؛ حيث تم تشييده ليكون مقرًا للحكم وليكون مركزًا اجتماعيًا وسياسيًا لعائلة آل زامل التي كانت حاكمة في تلك الفترة.
أهم المعلومات حول تصميم قصر أجود بن زامل وأبراجه
بدايةً لا بد من العلم أن هذا القصر يعرف بعدة أسماء، حيث يطلق عليه اسم قلعة أجود بن زامل كما يطلق عليه أيضًا اسم قصر ابن زامل، وفي الحقيقة هذا القصر كان قد تهدم ولم يبقى منه إلا أساساته الطينية، وسمي بهذا الاسم نسبةً إلى أجود بن زامل بن سيف العقيلي الجبري، والذي أقامة آنذاك إمارة جبرية تنتمي إلى قبيلة بني عامر، والتي حكمت الجانب الشرقي من الجزيرة العربية في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي وحتى منتصف القرن السادس عشر الميلادي، وهو أحد أبرز وأهم قادة الدولة الجبرية، ويمتد قصر أجود على مساحة تبلغ 8,800 مترًا مربعًا.
وفي الحديث عن تصميم القصر، فإنه يتميز بتصميم معماري يعكس الطراز الإسلامي التقليدي، حيث يتألف من عدة طوابق وأبراج مراقبة كانت تستخدم في فترات الحروب، وقد تم تصميمه ليضم قسمين رئيسيين يفصل بينهما جدار متين مصنوع من الحجارة والطين، بالإضافة إلى ذلك يتميز مدخل القصر بتصميمه المقنطر والمزخرف بقوالب جبسية فنية تضفي عليه لمسة جمالية مميزة، وقد لاحظ المختصون في مجال الآثار أن كمية الفخار المستخدمة في بناء القصر تفوق أي موقع تراثي آخر في الأحساء، مما يعكس تفرد تقنياته المعمارية وأهميته التاريخية، وفيما يلي معلومات حول أبراج القصر:
برج الوجاج في قصر أجود بن زامل
يبعد البرج مسافة كيلومترًا واحدًا عن القصر، ويعتقد أنه كان يستخدم لمراقبة القصر وحمايته من الغارات والهجمات العسكرية، وخلال عمليات التنقيب، اكتشف الباحثون بالقرب من البرج بقايا مجموعة من الأواني الفخارية الأثرية، مما يضيف بعدًا تاريخيًا هامًا للموقع.
برج المراقبة
يقع برج المراقبة في الجهة الغربية من قرية المنيزلة، على بعد عدة أمتار فقط من القصر، وتم تصميم البرج ليكون نقطة مراقبة وحراسة، حيث بني هذا البرج باستخدام الحجارة والطين بارتفاع يصل إلى 4 أمتار وعرض يبلغ ثلاثة أمتار ونصف حاليًا، ويقع البرج ضمن حديقة الوجاج بالبلدة، ويعد واحدًا من الأجزاء المتبقية التي حافظت على سلامتها من هذا القصر رغم الهدم الذي تعرض له.
أهمية قصر أجود بن زامل
إلى جانب أن القصر كان مقرًا لحكم الجبريين، فقد كان القصر كذلك محطة استراحة للقوافل القادمة والقوافل المغادرة إلى شاطئ العقير آنذاك، وفي السنوات الأخيرة، أصبح القصر أحد أبرز المعالم السياحية في الأحساء، حيث تم ترميمه بعناية لتكون الزيارة له تجربة ثقافية وتعليمية لزوار المدينة، حيث تعمل الجهات المعنية على الحفاظ على القصر من خلال القيام بالعديد من مشاريع الترميم والتطوير التي تهدف إلى الحفاظ على هذه الذاكرة التاريخية.
بالإضافة إلى ذلك فإن القصر كان مركزًا للحياة الاجتماعية في المدينة، حيث كانت تقام فيه العديد من المناسبات والاحتفالات الهامة، وقد ارتبط اسم القصر أيضًا بالعديد من القصص الشعبية التي تحكي عن تاريخ المنطقة وأسرتها الحاكمة.
موقع قصر أجود بن زامل
يقع هذا القصر التاريخي في مدينة الهفوف كما سبق الذكر، وتحديدًا في بلدة المنيزلة الواقعة في شرق الأحساء، وهي إحدى أهم المدن الواقعة في محافظة الأحساء، ويشتهر هذا الموقع بكونه مركزًا تاريخيًا وثقافيًا هامًا، حيث يشكل قصر أجود نقطة انطلاق لفهم تاريخ هذه المنطقة العريقة، فهو أحد قصور محافظة الأحساء الهامة، ويتوقع أن هناك آثارًا من الممكن أن تكون مدفونة حول القصر في قرية تسمى أبو شافع، والتي سكنها العديد من الأسر، وكان قد عثر الباحثون على قعور من الأواني الفخارية الأثرية، وعلى كسرة فخارية ملونة، بالإضافة إلى قطع نحاسية صغيرة متحللة.
هل قلعة أجود بن زامل هي نفسها قصر أجود بن زامل؟
على الرغم من أن القصر غالبًا ما يسمى قلعة من قبل بعض الزوار، إلا أن الحقيقة التاريخية تشير إلى أنه كان قصرًا وليس قلعة بالمعنى العسكري، ولكن هذا الاستخدام للكلمة يشير إلى دور القصر في حماية الأسرة الحاكمة وأهميته في فترات الحروب، كان القصر يشهد تجمعات عسكرية وسياسية، ما جعله رمزًا من رموز القوة في منطقة الأحساء.
ختامًا تعرفنا على قصر أجود بن زامل وهو أحد أهم قصور الأحساء ، وكان هذا القصر مقرًا لأسرة آل زامل التي كانت حاكمة آنذاك، ويعود هذا القصر إلى القرن الثامن الهجري، ويقع هذا القصر في بلدة المنيزلة في الأحساء، الهفوف، ويحمل أهمية تاريخية وثقافية، وفي وقتنا الحالي أصبح هذا القصر مركزًا سياحيًا، ويتميز القصر بتصميه المعماري الذي يعكس الطراز الإسلامي، ويوجد في القصر العديد من الأبراج، منها برج الوجاج وبرج المراقبة، وذكرنا العديد والمزيد من التفاصيل الأخرى حول هذا القصر.
إذا رغبت بالتعرف على المزيد من المعلومات الأخرى حول قصر جبرة الأثري أو حول قصر شبرا، يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية.