في أعالي جبال الباحة، تتربع قرية شبرقة وتختبئ بين الأودية العذبة والمدرجات الخضراء، وبين الممرات المتعرجة والبيوت الحجرية العتيقة. ويستشعر الزائر جمال الطبيعة في المنطقة ضمن تناغم فريد. فما الذي يجعل من شبرقة عنواناً للأصالة والجمال؟ وكيف استطاعت القرية المحافظة على هويتها رغم تعاقب السنين ورواية قصص الأجداد الذين عاشوا على هذه الأرض وتركوا بصماتهم فيها؟
موقع قرية شبرقة

تقع القرية ضمن محافظة بني حسن ضمن منطقة الباحة في جنوب غرب السعودية، على بعد 15 كم باتجاه الشمال عن مدينة الباحة، وعلى الطريق السياحي الرابط بين مدينة الباحة ومحافظة المندق. وتتبع القرية لقرى جبال السراة، وتضم مجموعة من بيوت مشايخ بني حسن آل عصيدان.
أهمية قرية شبرقة التاريخية
تتوزع الأسواق الشعبية في منطقة الواحة على 25 قرية فيها والتي تقع شبرقة ضمنها، وذلك على امتداد ستة أيام في الأسبوع ما عدا الجمعة. وتحتضن القرية عدداً من المباني التي يرجع بناؤها لعقود زمنية سابقة، مع عدداً من الحصون التاريخية التي تكشف المناطق المحيطة بالقرية، وهو ما جعلها هدفاً للزيارات السياحية للمملكة بشكل عام، ولمنطقة الباحة بشكل خاص.
البيوت القديمة في قرية شبرقة
يضم التجمع التراثي القديمة في القرية عدداً من المبان السكنية المتلاصقة والمتراصة، والتي تقع على سفح الجبل، إلى جانب أنها محاطة بالمنازل الحديقة في جوانبها وأعلاها، بالإضافة إلى عدد قليل من البيوت القديمة التي تظهر بشكلها الخارجي كأنها قلعة واحدة متراكبة فوق بعضها البعض. ويوجد في طرف القرية الشمالي برج مربع الشكل هرمي ومرتفع ذو طلاء أبيض يميز التجمع السكني في القرية. وقد أبدع حرفيو البناء في التعامل مع طبيعة الأرض الصخرية المنحدرة.
بناء البيوت القديمة
أغلب بيوت القرية تتكون من طابق أو طابقين وعدد منها يتكون من ثلاث طوابق، إلا أنها حالياً متهدمة بشكل جزئي ومهجورة، وتظهر تلك البيوت متجانسة مع انحدار الأرض الطبيعية بالنسبة لموقعها، على الرغم من التشويه الحاصل بالمظهر العام للقرية بسبب بناء عدد من الأبنية الحديثة حولها. وتم بناء تلك البيوت باستخدام الحجارة البركانية المتراضي بأشكال وأحكام وألوان متبانية، وتم تركيبها بطريقة فنية فوق بعضها البعض بشكل يتطلب خبرة مهنية عالية.
وقد كان يتم قصارة البيوت من الداخل بطبقة سميكة من اللبن والطين، واستخدام جذوع الشجر في بناء الأسقف وفوقها طبقة من أغصان الأشجار، وفوقها طين ولبن. وقد تم العثور على بعض البيوت ذات الأسقف المرتكزة على أعمدة خشبية مستطيلة الشكل، ويعلوها قطعة أكبر تشبه تاج العمود والمعروفة حالياً بالمزراح. ويعتبر المزراح أحد العناصر المعمارية المميزة للطراز المعماري في القرية. وتم استعمال المزراح باستخدام جذع شجرة بالشكل الطبيعي له، مع وجود عدد من الزخارف على النوافذ والأبواب والشرفات الخشبية باستعمال جذوع الأشجار.
القرى التراثية التابعة لـ أمانة منطقة الباحة
تضم منطقة الباحة مجموعة من القرى الأثرية والتاريخية في الباحة التي يظهر فيها تاريخ المنطقة، والتي يتم المحافظة عليها من قبل المسؤولين كمناطق أثرية وسياحية مثل قرية شبرقة . ومن أبرز تلك القرى:
قرية الزناد
تقع القرية جنوب غرب المملكة، وتتميز بموقعها الجبلي مما يمنحها إطلالات طبيعية خلابة. وتمتاز القرية ببيوتها التراثية التي تم بناؤها من الحجر، وأنها وجهة سياحية هادئة تجمع ما بين جمال الطبيعة وعبق التراث، بحيث يمكن للزوار استكشاف المزارع المحيطة والاستمتاع بالهدوء.
الأطاولة

تعد قرية الأطاولة في منطقة الباحة، والتي تعد مركزاً تجارياً هاماً، حيث واشتهرت القرية بالسوق القديم الذي كان يقام فيها بشكل أسبوعي. وتضم القرية عدداً من المواقع الأثرية مثل المنازل الحجرية والقلاع القديمة، وتعد مكاناً مثالياً للتعرف على تقاليد وعادات أهل منطقة الباحة، الذين لا يزالون يحتفظون بأسلوب حياتهم البسيط.
قرية المحمدية
تقع قرية المحمدية في الجزء الشرقي من محافظة قلوة، وتتبع إدارياً لمركز المحمدية. وتشتمل القرية على مجموعة من الأماكن الأثرية فيها مثل: سيالة، حصن الحبس، العين، قرى آل عبد الحمي، والطرف. وتتميز القرية بتضاريسها الجبلية والسهلية ما يضفي عليها تنوعاً طبيعياً جذاباً. وتعتبر الزراعة من أبرز الأنشطة لسكان القرية، فكانوا يزرعون فيها محاصيل متنوعة ويستفيدون من خصوبة التربة وتوفر المياه.
تبقى قرية شبرقة محتفظة بأصالتها وجمالها الرائع رغم تعاقب الأزمان عليها، فهي أكثر من مجرد قرية، حيث تعد سجلاً حياً يحفظ تراث منطقة الباحة، ووجهة مميزة للباحثين عن الهدوء وسط الطبيعة الخلابة والتاريخ العريق، ويبقى كل حجر فيها وكل بيت من بيوتها شاهداً على تاريخ المنطقة وروعة ماضيها وجمال حاضرها. وإن كنت من المهتمين بالقرى التراثية في الباحة يمكنك زيارة قرية الظفير التراثية والاطلاع على تفاصيلها من خلال زيارة مدونة بيوت السعودية التي توفر لك كل جديد ويهمك.