تعتبر قرية جبة حائل الواقعة في منطقة حائل في السعودية، جوهرة تضم بين ثناياها تاريخاً عريقاً وجمالاً طبيعياً خلاباً، ففي أعماق صحراء النفود الكبير، تقع هذه القرية التي تشهد على وجود حضارات قديمة، كما أنها تتميز بواحاتها الخضراء وهدوئها الذي يجذب الزوار من كل حدب وصوب. وتسعى الجهات المعنية إلى تطوير هذه القرية وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية تحتفظ بهويتها الأصيلة، إذا كنت ترغب بالتعرف أكثر حول هذه القرية أكمل معنا قراءة هذا المقال.
تزهو قرية جبة بجمالها الطبيعي وتراثها العريق، وقد حظيت هذه القرية باهتمام كبير من قبل الهيئة السعودية للسياحة التي عملت على تطويرها لتكون وجهة سياحية عالمية، بعد أن أدرجتها منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي عام 2015، مما جعلها مقصدًا مثاليًا لعشاق التاريخ والطبيعة، وتحتضن مدينة جبة بقايا من أقدم المواقع الإنسانية التي تعود إلى العصور الحجرية، وتشتهر برسوم ونقوش صخرية فريدة تتيح للزائر فرصة استكشاف لمحات من حياة البشر في العصور القديمة.
ماذا يوجد في قرية جبة حائل
تقع هذه القرية في قلب صحراء النفود الكبير، على بعد 100 كيلومتر شمال غرب حائل، وتمتد على مساحة قدرها 12500 كيلومترًا مربعًا. وهي تقع على طريق القوافل القديم الذي يربط بين الشرق الأوسط وهضبة نجد، مما جعلها شاهدة على تاريخ عريق. وهي الآن مدينة حديثة مزدهرة يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة، وتتميز بخصوبة أرضها ووفرة مياهها، وبالمحصلة فهي تشتهر بالزراعة. وفي الحديث حول لماذا سميت جبة بهذا الاسم؟ فإن أصل تسميتها “جُبّة” بضم الجيم وشد الباء يعود إلى “الجُبّة” وهي ثوب للرجل واسع الكمين ومفتوح الأمام، وعادة ما يلبس هذا الثوب فوق ثوب آخر، وفي رواية أخرى فإن هذه تسميتها مرتبط بشكل التضاريس في المنطقة، خاصة جبل أُم سنمان الذي يشبه شكل الناقة.
وعمومًا تتميز قرية جبة حائل بوجود عدد من المواقع الأثرية تحتوي على فنون صخرية تمثل النمط المبكر للنقش وللحفر، وتشير الدراسات إلى أن القرية شهدت استيطانًا بشريًا قديمًا في موقعين يعودان للعصر الحجري الأوسط؛ أي قبل ( 80,000 إلى 40,000 عام)، حيث تم اكتشاف أدوات وآثار تعود إلى تلك الفترة في أكثر من موقع بالجبل، وتتميز هذه القرية أن البيوت فيها بلا أبواب ولا أقفال؛ وبهذا تقدم دعوة مفتوحة لكل زائر ليدخل هذه البيوت ويكون ضيفًا معززًا فيها، وفيما يلي أهم تفاصيل هذه القرية وآثارها:
جبل أم سنمان وجبل غوطة
يقع هذين الجبلين بالجهة الغربية من قرية جبة حائل ، ويمتلك هذا الجبل مكانة تاريخية وأثرية في الجزيرة العربية بشكل عام وفي حائل بشكل خاص، فهو يحتضن الكثير من الفنون الصخرية والتشكيلات والرسوم القديمة جدًا، والتي تعود إلى العصر الحجري، مع العلم أن بعض منها هي ثمودية، وأبرزها مجسم الأسد وتشكيلات لوجوه رجال يلبسون عمائم، بالإضافة إلى الرسومات الحيوانية كالقرود والطيور والوعول، وقديمًا كانت تسمى بحرس أم سنان، وتتعدد هذه النقوش حتى أنه يصل عددها إلى حوالي 5,431 نقشًا ثموديًا و1,944 رسمًا لحيوانات؛ يعود 1,378 رسمًا للجمال بأشكال وبأحجام مختلفة، أما الرسوم الآدمية فقد بلغ عددها 262 رسمًا.
بالإضافة إلى ذلك فإن أهم النقوش في جبل أم سنمان هو نقش العربة ؛ والذي يعتبر شاهداً على تقدم الحضارة في المنطقة. حيث يصور النقش عربة يجرها حصانان، مما يشير إلى استخدام العربة في التنقل منذ آلاف السنين.
مباني تراثية في قرية جبة حائل
تضم جبّة مجموعة من المباني الأثرية التي تعكس الطراز المعماري التقليدي للمنطقة، والتي بنيت من مواد طبيعية كالحجر والطين؛ لتلائم البيئة الصحراوية القاسية. وتتميز هذه المباني بتصميمها البسيط وواجهاتها المزينة بنقوش وزخارف تتناسب مع الطابع الأثري للقرية، وهي تعكس أسلوب حياة سكان جبّة القدامى وتطلعاتهم. كما أن العديد من هذه المباني الأثرية، كالمساكن القديمة والحظائر، يُظهر اهتمام السكان السابقين بالجمع بين الجمال الوظيفي والقدرة على التحمل في تصميماتهم المعمارية. اليوم، تعتبر هذه المباني جزءًا من التراث الثقافي في جبّة، إذ يجري ترميمها والحفاظ عليها لتعكس صورة حية عن تاريخ المنطقة وتراثها المعماري الغني.
وتضفي أشجار النخيل المحيطة بهذه المباني منظرًا جماليًا عليها، حيث تشكل عنصر جذب سياحي للسياح الذين يهتمون بالآثار سواء من داخل المملكة أو من خارجها، حيث يمكنهم من خلالها الاطلاع على نقوش إنسان العصر الحجري.
ما هي أهمية آثار جبة
بدايةً تعد قرية جبة حائل أحد أهم المواقع الأثرية في المملكة، وهي تضم نقوش ورسومات منتشرة في كل من جبل أُم سنمان وغوطة، والتي ذكرناها وتحدثنا عنها، مع العلم أن هذه النقوش تعود إلى 3 فترات زمنية مختلفة، وبالطبع هناك أهمية بالغة لهذه الآثار ووجودها في هذه القرية، حيث أن النقوش الصخرية هذه تعكس بدورها مراحل تطور الحضارات القديمة في المنطقة، وهي ليست مجرد رسومات عشوائية، بل هي سجل تاريخي حقيقي يحكي قصصًا عن حياة الناس في الماضي وعاداتهم وتقاليدهم وتفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم.
مع العلم أن هذه الآثار تواجه العديد من التحديات؛ مثل عوامل التعرية الطبيعية، والتدخلات البشرية غير المسؤولة، وندرة الدراسات والبحوث الأثرية. لذلك فإن الحفاظ على هذه الآثار يتطلب جهودًا كبيرة من قبل الجهات المعنية، وذلك لضمان انتقالها إلى الأجيال القادمة.
يمكنك أيضًا التعرف على الفنون الصخرية في حائل بشكل تفصيلي أكثر.
وفي الختام تم التعرف على قرية جبة حائل ؛ وهي قرية واقعة في شمال جنوب مدينة حائل على بعد 100 كيلومتر مربع منها، وتتميز هذه القرية بأن بيوتها بدون أبواب ولا أقفال، وتعد موقعًا أثريًا هامًا في السعودية، فهي تضم العديد من الآثار والنقوش الصخرية الموجودة في كل من جبل سنمان وجبل غوطة والجبال القريبة منها، ويوجد في القرية إلى جانب هذين الجبلين يوجد مباني قديمة، وتم الحديث حول أهمية آثار جبّة؛ فهي تعكس بنقوشها تاريخ ومراحل تطور الحضارات القديمة في حائل، كما تحكي عن قصص الناس في الحاضر والماضي، وبالطبع تم الحديث عن المزيد من التفاصيل الأخرى.
إذا رغبت بالتعرف على قرية بن حمسان التراثية، يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية.