تعد قرية الحرجة القديمة إحدى القرى التاريخية العريقة في المملكة، حيث تعكس معالمها الطراز المعماري القديم، وتحمل في جدرانها ومبانيها تاريخًا يمتد لمئات السنين. تشتهر القرية بموقعها الاستراتيجي الذي جعلها نقطة التقاء بين القوافل التجارية في الماضي، فضلاً عن كونها موطنًا للعديد من القلاع والحصون والأسواق التقليدية التي لا تزال شاهدة على أصالة التراث السعودي.
في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل قرية الحرجة القديمة، ومميزاتها الفريدة، وتصميم منازلها التقليدية، بالإضافة إلى قلاعها وسوقها الشهير، سنسلط الضوء أيضًا على أهمية القرية التاريخية والثقافية ودورها في تعزيز جانب السياحة في المملكة.
حول قرية الحرجة القديمة

تقع قرية الحرجة في منطقة عسير جنوب غرب السعودية، وتُعد واحدة من أهم القرى التراثية في المنطقة. تشتهر بمبانيها الطينية والحجرية التي تعود إلى مئات السنين، والتي لا تزال قائمة حتى اليوم بفضل صمودها أمام تقلبات الزمن. كانت القرية قديمًا مركزًا للحياة الاجتماعية والاقتصادية، حيث لعبت دورًا مهمًا في التجارة بفضل سوقها القديم الذي كان ملتقى للتجار من مختلف المناطق. اليوم، تسعى الجهات المعنية إلى الحفاظ على هذا الإرث التاريخي من خلال ترميم المنازل والمساجد والأسواق القديمة، بهدف تعزيز السياحة الثقافية وإبراز تاريخ القرية للزوار من داخل المملكة وخارجها.
بماذا تمتاز قرية الحرجة التاريخية ؟
تمتاز قرية الحرجة القديمة بمجموعة من الخصائص التي جعلتها واحدة من أبرز الوجهات التراثية في المملكة. حيث تعكس منازلها الطراز المعماري الفريد، إذ شُيدت باستخدام الطين والحجر، مما يمنحها مظهرًا تراثيًا يعكس أصالة المنطقة. كما تضم القرية عددًا من القلاع والحصون الدفاعية التي كانت تُستخدم لحماية السكان من الغزوات، مما يعكس أهميتها الاستراتيجية في الماضي.
التجارة في القرية
إلى جانب ذلك، تشتهر قرية الحرجة بسوقها الشعبي، الذي كان في السابق مركزًا اقتصاديًا نشطًا يلتقي فيه التجار من مختلف المناطق لعرض بضائعهم وتبادل المنتجات المحلية. ويُعد موقع القرية الاستراتيجي عاملًا رئيسيًا في ازدهارها قديمًا، حيث كانت نقطة تجمع للقوافل التجارية. ورغم مرور الزمن، لا تزال القرية تحافظ على هويتها التراثية، حيث تُبذل جهود مستمرة لترميم مبانيها وأسواقها القديمة للحفاظ على تاريخها العريق وإبرازها كوجهة سياحية تعكس التراث السعودي الأصيل.
وفي هذا النطاق، ربما تود أن تكتشف، لماذا سُميت قرية الحبلة المعلقة بهذا الاسم ؟
النمط المعماري والبناء في قرية الحرجة
وفي الحديث عن النمط المعماري والإنشائي المميز في القرية، لا بد من أن نسلط الضوء على قلاع وحصون وسوق قرية الحرجة القديمة والتي تحمل في جدرانها المتينة حكايات تروى منذ آلاف السنين، هذا بالإضافة إلى المنازل التي شكلت الهوية الثقافية والمعمارية للقرية.
منازل قرية الحرجة القديمة
تعكس منازل قرية الحرجة أسلوب البناء التقليدي في منطقة عسير، حيث صُممت لتكون متينة وتتحمل الظروف المناخية المختلفة. وتمتاز المنازل بتصميمها المكون من عدة طوابق، حيث كانت الطوابق العليا مخصصة للسكن فالطوابق العليا تخصص للرجال، أما الطوابق في المنتصف فكان يسكنها النساء والأطفال، وأسفها يتم تخصيص الطوابق للضيوف. أما الطابق الأرضي للقصر فكان غالبًا ما يُستخدم كمخزن للمؤن أو مستودعًا للمنتجات الزراعية والحيوانية.

القلاع والحصون
كانت قرية الحرجة تضم عددًا من القلاع والحصون التي شُيدت لحماية القرية من الهجمات الخارجية. بُنيت هذه القلاع على تلال مرتفعة لتوفر رؤية استراتيجية لمحيط القرية، كما صُممت جدرانها من الحجارة القوية لتكون حصينة ضد الغزوات. تعد القلاع والحصون في القرية جزءًا أساسيًا من هويتها التراثية، حيث كانت تُستخدم كمراكز مراقبة وملاجئ للسكان عند حدوث أي تهديدات. بعض هذه القلاع لا يزال قائمًا حتى اليوم، ويجري العمل على ترميمها للحفاظ على قيمتها التاريخية وإتاحتها للزوار والسياح.
سوق قرية الحرجة القديمة
كان السوق في قرية الحرجة مركزًا حيويًا للتجارة والتبادل الاقتصادي، حيث كان يُقام بشكل دوري ويجتمع فيه التجار من مختلف المناطق لعرض منتجاتهم، مثل الفواكه الموسمية والأطعمة المحلية، إلى جانب الصناعات اليدوية من المنسوجات والمنتجات الجلدية. ولعل أشهر المنتجات التي تميز بها السوق كانت القهوة الحرجية التي كانت تصدر إلى نجد عن طريق بيشة. كما شكل السوق قلب الحياة الاجتماعية في القرية، فلم يقتصر دوره على للبيع والشراء، بل كان ملتقى للسكان يتبادلون فيه الأخبار ويتشاركون المناسبات الاجتماعية.
أهمية القرية التاريخية ودورها في تعزيز السياحة في المملكة
تُعد قرية الحرجة من الوجهات التراثية الفريدة في المملكة، حيث تعكس تاريخًا غنيًا يعبر عن أصالة العمارة التقليدية وأسلوب الحياة القديم. بفضل مبانيها المشيدة بالطين والحجر، وأسواقها الشعبية، وقلاعها وحصونها الدفاعية، تشكل القرية نموذجًا حيًا للتراث السعودي الأصيل. كما تسهم جهود الترميم والتطوير في الحفاظ على طابعها التاريخي وتحويلها إلى مزار سياحي يعزز من مكانة السياحة الثقافية في المملكة.
كيف تسهم في تعزيز السياحة؟
تلعب القرية دورًا بارزًا في تنشيط السياحة التراثية من خلال جذب الزوار المهتمين بالثقافة والتاريخ، حيث تستضيف سنويًا العديد من الزوار من داخل المملكة وخارجها، مما يساعد في تعزيز الوعي بتاريخ المنطقة وتسليط الضوء على الإرث الوطني للمملكة. وضمن رؤية السعودية 2030، تكتسب القرية أهمية متزايدة في تطوير السياحة الداخلية، مما يجعلها محطة رئيسية لمحبي التراث والهوية السعودية، ووجهة مثالية للاستمتاع بالتاريخ العريق للمملكة.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول قرية الحرجة القديمة ، حيث تناولنا في هذا المقال لمحة تعريفية حول القرية، تضمنت مزاياها المتعددة، النمط المعماري فيها وما تضمنه من معالم أثرية، إلى جانب الحديث عن أهمية القرية التاريخية والسياحية. للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبيل المثال يمكنك الاطلاع على مقال أهم المعلومات حول قرية جبة حائل والنقوش التاريخية فيها.