تقع قرية آل ينفع التراثية في قلب منطقة عسير جنوب السعودية وعلى بعد 45 كيلومترًا من مدينة أبها، وبالتحديد في مركز تمنية، وتعد هذه القرية نموذجًا حيًا للتراث العمراني الأصيل في المنطقة، حيث تحتضن مباني أثرية ومساجد وقلاع تاريخية تعكس عراقة الماضي، وتتميز القرية بمناخها المعتدل وطبيعتها الخضراء، مما يجعلها وجهة سياحية جذابة، ومؤخرًا، شهدت القرية جهودًا حثيثة لإعادة التأهيل والتطوير، بهدف الحفاظ على هويتها التراثية وتعزيز مكانتها كمعلم سياحي بارز في المنطقة، وفي هذا المقال سنتحدث بالتفصيل حولها.
تمتد القرية على مساحة تزيد على 121 ألف مترًا مربعًا، وهي واقعة في مركز تمنية كما سبق الذكر، الواقعة في الجنوب الغربي من مدينة أبها، وتتمتع آل ينفع بموقعها الاستراتيجي والسياحي، حيث أنها تتوسط عددًا من المواقع السياحية المعروفة مثل القرعاء، المسقي، دلغان والحبلة، ذلك إلى جانب قربها من المدينة الجامعية لجامعة الملك خالد، وقد شهدت القرية عملية تطوير شاملة وإعادة تأهيل من قبل أمانة منطقة عسير، ما جعلها وجهة سياحية مميزة ومركزًا ثقافيًا يحتضن الفعاليات الفنية والثقافية.
أهم التفاصيل حول تطوير قرية آل ينفع
لم تعد هذه القرية الأثرية في منطقة عسير مجرد وجهة سياحية تروي تاريخًا يمتد لأكثر من 1400 عام، بل تحولت إلى مساحة تجمع بين التراث والفنون المتنوعة، حيث يلتقي الإبداع الحديث بجمال العمران التقليدي، الذي خضع لعمليات ترميم وتأهيل خلال العامين الماضيين.
كما أن القرية شهدت عملية تطوير شاملة وإعادة تأهيل نفذتها أمانة منطقة عسير، من خلال مشروع خاص لتطوير القرية، حيث تم تنفيذ المشروع بأساليب هندسية تتيح للزوار استكشاف معالم القرية والتعرف على تاريخها العريق بكل سهولة، ما جعلها وجهة سياحية متميزة ومركزًا ثقافيًا يحتضن مختلف الفعاليات الفنية والثقافية، ومن أبرز هذه الفعاليات ملتقى قريتنا الفنية، والذي نظمته هيئة تطوير منطقة عسير بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بأبها والجمعية السعودية للفنون التشكيلية جسفت في نهاية نوفمبر الماضي، وفيما يلي أهم المعلومات والتفاصيل حول التطويرات التي طرأت على قرية آل ينفع :
التطوير الأول للقرية
خلال المرحلة الأولى من تطوير القرية، تم الاستفادة من موقعها على جبل من الحجر الرملي الأحمر، الذي يتميز بمساماته القابلة لنفاذ المياه، مما ساهم آنذاك في تسهيل حفر الآبار وسط الصخور، وتتميز القرية بارتفاعها عن سطح البحر بحوالي 2600 مترًا، مما يمنحها مناخًا باردًا شتاءً ومعتدلًا صيفًا، حيث تتأثر بالرياح الموسمية الجنوبية الغربية القادمة من البحر الأحمر، والتي تجلب الأمطار خلال موسمين سنويًا.
كما شملت أعمال التطوير الحفاظ على الممرات القديمة المعروفة باسم الشداخات، والتي يبلغ عددها 36 ممرًا تحت المباني، حيث كانت تستخدم قديمًا لربط الأحياء وتسهيل التنقل بأمان وكفاءة، مما عزز من سهولة الحركة داخل القرية مع الحفاظ على طابعها التراثي.
التطوير الأخير في قرية آل ينفع
تضمن التطوير الأخير لقرية آل ينفع، الذي نفذته أمانة منطقة عسير، إعادة تأهيل الممرات والساحات بتكسية حجرية تعكس الطابع التراثي للمنطقة، كما شملت الأعمال تحسين الإضاءة في مختلف الممرات والساحات، بما يتناسب مع الهوية التاريخية للقرية، بالإضافة إلى ذلك، تم تنفيذ مشروعات زراعية عند المداخل والمخارج وعلى امتداد الممرات، إلى جانب إنشاء نظام متطور لتصريف مياه الأمطار باستخدام الأخشاب الطبيعية، مما يعزز الاستدامة البيئية في المنطقة.
البناء في قرية آل ينفع
في الحديث حول البناء في القرية، فإنها تتميز بعمارتها التراثية المميزة التي تعكس مهارة سكانها في البناء والتخطيط الهندسي، حيث تضم القرية 400 منزلًا أثريًا موزعة على 16 حيًا، وتتناغم هذه المنازل في تصميمها مع طبيعة الجبال المحيطة، كما تحتضن القرية 6 مساجد تاريخية، من أبرزها الجامع القديم، الذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 105 هـ، وفق ما نقش على بابه.
وتبرز في القرية مهارة الأهالي في نحت الصخور، حيث أنشؤوا مدافن دائرية عميقة بلغ عددها نحو 50 مدفنًا، استخدمت لتخزين الحبوب بعد مواسم الحصاد، وكان أبرزها مدفن بيت الجماعة، الذي شكل مركزًا عامًا لحفظ المحاصيل، إلى جانب ما سبق، ابتكر السكان شبكة قنوات مائية متقدمة التصميم، تستمد مياهها من 70 بئرًا، من بينها 7 آبار منحوتة في الصخور، مما ساهم في ري الأراضي الزراعية المحيطة وضمان استدامة الحياة في قرية آل ينفع التراثية.
ما هي قرى مركز تمنية في منطقة عسير الأخرى؟
يعد مركز تمنية أحد المراكز التابعة لمنطقة عسير، ويقع على قمم جبال السروات، جنوب شرق مدينة أبها بحوالي 45 كيلومترًا، بارتفاع يتجاوز 2500 متر عن سطح البحر، ويصفه الباحث فريد محمد صالح بأنه مجموعة من القرى المتناثرة على جبل شاهق، يشكل واحة ظليلة ذات طبيعة ساحرة.
وتضم المنطقة سهلًا زراعيًا مستطيلاً يعرف باسم صحن تمنية، وتحيط به من الغرب والجنوب منحدرات وأغوار تهامة، بينما تمتد في منحدراته الشرقية مزارع البن والكادي، خاصة في قرى موغط وهيمان، أما في شماله، فيتماهى مع الشعف الأخضر، الذي يحتضن القرى والمزارع المتناثرة كعقد منثور، إلى جانب قرية آل ينفع تضم تمنية القرى الآتية:
- قرية الشرحة
- دار عثمان
- آل قزع
- آل علي
- القرن
- آل دهمش
- القارية
يمكنك أيضًا التعرف على قرية الشقيق وأهم المعلومات حولها
وفي الختام تم التعرف على قرية آل ينفع التراثية، وهي إحدى قرى مركز تمنية الواقع في الجنوب الغربي من عسير، وتبعد مسافة 45 كيلومترًا عن مدينة أبها، تبلغ مساحة القرية 121 ألف كيلومترًا مربعًا، وقد حظي باهتمام كبير من قبل هيئة تطوير عسير، حيث أجرت عدة تطويرات على القرية بما في ذلك ترميم المباني، حفر الآبار وغيرها، إلى جانب ذلك ذكرنا أهم القرى الأخرى الواقعة في مركز تمنية، كما تم ذكر أهم الفعاليات الثقافية والفنية التي استقبلتها هذه القرية.
إذا أردت التعرف على معلومات أخرى حول قرية جبة حائل، يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية.
