قائمة مواقع التراث العالمي هي قائمة معتمدة من قبل اليونسكو، وتضم هذه القائمة مواقع ذات أهمية طبيعية أو ثقافية استثنائية على مستوى العالم، وضعت بموجب اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي المقرة عام 1972، تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون العالمي في الحفاظ على المواقع التي تمثل تراثا مشتركا للبشرية، سواء كانت معالم طبيعية أو آثارا تاريخية أو ثقافية، وتقسم المواقع المدرجة في القائمة إلى فئتين رئيسيتين وهما قسم المواقع الطبيعية والذي يشمل المناطق ذات الجمال الطبيعي المتميز، مثل الغابات، الجبال، الشعاب المرجانية، والحدائق الوطنية، والقسم الآخر يشمل المواقع الثقافية مثل المباني التاريخية، المدن القديمة، المعابد، الآثار الفنية والهندسية، والمواقع التي تحمل دلالات ثقافية عميقة.
كما توجد مواقع مختلطة تجمع بين السمات الطبيعية والثقافية، تخضع هذه المواقع إلى معايير صارمة لتسجيلها ضمن مواقع التراث العالمي، حيث يجب أن تكون ذات قيمة عالمية استثنائية تمثل حضارات البشرية أو الطبيعة الفريدة، ويعتبر إدراج أي موقع في قائمة التراث العالمي بمثابة اعتراف عالمي بأهمية الموقع، ليصبح محمي دوليا من التهديدات المحتملة مثل التدهور البيئي، الإهمال، الحروب أو التوسع العمراني غير المخطط، وفي هذا المقال سنتحدث عن مجموعة من أهم المواقع التراثية السعودية المسجلة في اليونسكو.
تاريخ التراث السعودي في اليونسكو
توجد العديد من المواقع السعودية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهذه المواقع لم تدرج على القائمة إلا لأنها ذات قيمة ثقافية وتاريخية كبيرة، وتمثل هذه الأماكن جزءا من التراث المشترك للبشرية، بحسب اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لليونسكو التي صادقت عليها المملكة عام 1978، ويبلغ مجموع المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ثمانية مواقع، أولها الحِجر “مدائن صالح” والذ أدرج في العام 2008، وآخرها المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية والذي أدرج في العام 2024.
معايير الترشح لدخول قائمة مواقع التراث العالمي
يعتبر انضمام مواقع السعودية التراثية إلى قائمة التراث العالمي يعني أنها استوفت على الأقل أحد معايير الترشح العشرة التي وضعتها اللجنة الخاصة بقائمة التراث العالمي، وهي أن يكون الموقع:
- تحفة عبقرية خلاقة من صنع الإنسان
- تمثل إحدى القيم الإنسانية المهمة والمشتركة لفترة من الزمن
- شهادة فريدة من نوعها أو استثنائية لحضارة قائمة أو مندثرة
- مثالا بارزا على نوعية من الأبنية والمخططات التي توضح مرحلة مهمة في تاريخ البشرية
- مثال على ممارسات الإنسان التقليدية في استخدام الأراضي أو مياه البحر بما يمثل ثقافة ما
- ذات ارتباط مباشر مع الأحداث أو التقاليد المعيشية أو الأفكار أو المعتقدات أو الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية
- تحتوي على ظاهرة طبيعية فائقة أو مناطق ذات جمال طبيعي استثنائي
- تقدم أمثلة بارزة على المراحل الرئيسة من تاريخ الأرض بما في ذلك سجل الحياة والعمليات الجيولوجية المهمة في تطور التضاريس
- أمثلة بارزة على العمليات الإيكولوجية والبيولوجية المهمة في تاريخ تطور النظم الإيكولوجية الأرضية
- تحتوي على أهم وأكبر الموائل الطبيعية لحفظ التنوع البيولوجي بالموقع بما في ذلك تلك التي تحتوي على الأنواع المهددة بالانقراض
قائمة مواقع التراث السعودية المسجلة في اليونسكو
اهتمت المملكة بشكل كبير بالمسار الخاص بتسجيل المواقع التراثية في قائمة مواقع التراث العالمي بوصفه نشاطا مهما يسهم في إبراز التراث الحضاري للمملكة للعالم، إضافة إلى أنه عند الانضمام إلى هذه القائمة يمكن الحفاظ على الثراء التاريخي والأثري والتراثي المتنوع للسعودية، وتأهيل هذه المواقع وفقا لمعايير المنظمات العالمية المختصة، ويبلغ عدد المواقع التراثية السعودية المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو ثمانية، وتاليا سنذكر بعضها وهي:
الحِجر مدائن صالح
كانت الحجر مركزا تجاريا في فترة الألفية الأولى قبل الميلاد، وهي تحتوي على كثير من آثار الحضارات التي شهدتها عبر العصور، مثل المدافن المنحوتة داخل الجبال، والبالغة نحو 111 مدفنا، تعود للعصور النبطية، وبتاريخ 7 يوليو من العام 2008، أدرجت “الحِجر” على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة “اليونسكو”، بوصفها أول موقع للمملكة يسجل ضمن هذه القائمة، وذلك خلال اجتماع اللجنة المنعقد في كيبيك بكندا.
حي الطريف
في عام 2010 وافقت لجنة التراث العالمي على إدراج “حي الطريف” في الدرعية التاريخية ضمن لوائح قائمة التراث العالمي “اليونسكو”، ذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمي باليونسكو في الدورة الرابعة والثلاثين المنعقدة في البرازيل، ليكون الحي ثاني المواقع الأثرية السعودية المدرجة على القائمة، وهذا المكان يعتبر من المواقع التاريخية الأثرية في السعودية، يقع في قلب مدينة الدرعية بمنطقة الرياض، أقيم في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، وهو من أكبر المدن “الأحياء” الطينية في العالم، ويحتضن هذا الحي ضمن منطقته قصر سلوى الذي كان مقرّا لحكم الدولة السعودية الأولى، وجامع الطريف الذي يعد أكبر مساجد الدولة السعودية الأولى، يعود بناؤه إلى الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود، ثاني أئمة الدولة السعودية الأولى، ويضم الحي عددا من المعالم التاريخية، منها 13 قصرا من قصور أفراد الأسرة المالكة، وفيه عدد من المساجد والمباني الحكومية والإنسانية.
جدة التاريخية
يعتبر موقع جدة التاريخية موقع ذات مركزية أثرية وتجارية وسياحية، تتألف هذه المنطقة من بقايا السور القديم لمدينة جدة والبوابات والحارات والأسواق والمباني والمعالم والميادين والمتاحف الشخصية والمساجد التاريخية، وبتاريخ 21 يونيو 2014 وافقت لجنة التراث العالمي على تسجيل جدة التاريخية في قائمة مواقع التراث العالمي ، جرى ذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمي باليونسكو في دورته الثامنة والثلاثين المنعقد في قطر، لتكون جدة التاريخية ثالث المواقع الأثرية السعودية المدرجة.
منطقة الفاو الأثرية
وبالعام الحالي 2024 أعلن رسميا تسجيل “المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية” الواقعة جنوب منطقة الرياض ضمن قائمة التراث العالمي “اليونسكو”، كون هذا الموقع موقعا ثقافيا ذو قيمة عالمية استثنائية للتراث الإنساني، ونجحت المملكة في تسجيله على القائمة خلال اجتماعات الدورة السادسة والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة بالهند خلال الفترة ما بين 22 و31 يوليو من العام الحالي.
إلى هنا نكون قد قدمنا لك في هذا المقال بعض أهم المعلومات حول قائمة مواقع التراث العالمي وبعض المواقع السعودية المدرجة فيها، يمكنك أيضا قراءة مقالات مشابهة مثل: أسرار مدائن صالح : موقع التراث العالمي لليونسكو وأيضا بلدة الخبراء التراثية في القصيم، إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من مقتطفات والمقالات الأخرى المهمة والشيقة، فإننا ندعوك لتفقد مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل جديد أولا بأول.