تعد مدينة أبها عاصمة منطقة عسير في جنوبيّ السعودية، كما تُعتبر واحدةً من أروع الوجهات السياحية في المملكة بفضل طبيعتها الخلابة وأجوائها المعتدلة، فضلاً عن كونها مركزًا اقتصاديًا هامًا في المنطقة عموماً، وفي حين تشتهر أبها بجبالها الشاهقة وغاباتها الكثيفة، التي تجعل منها ملاذًا سياحيًا في فصل الصيف خصوصاً، إذ يتوافد الزوار إليها من مختلف أنحاء المملكة ومن خارجها؛ فإنها وإلى جانب جمالها الطبيعي؛ فإنها تحظى مدينة أبها بحركة اقتصادية نشطة، حيث تضم مجموعة من الأسواق الشعبية والمعاصرة التي تعتبر معالم حيوية في الحياة التجارية المحلية، ولعلّ من بين أبرز هذه الأسواق وأعرقها هو سوق الثلاثاء ابها الذي يُعتبر أحد أشهر وأهم الأسواق في المدينة، مما يجعله وجهة رئيسية للزوار المحليين والسياح على حد سواء.
ولذا؛ فإننا نسرد في هذا المقال أهم المعلومات وأبرز التفاصيل عن سوق الثلاثاء أبها بما يشمل الحديث عن تاريخه وأهميته، جنباً إلى جنبٍ مع استعراض مكوناته ومحلاته وما تقدمه من أصناف ومنتجاتٍ متعددة ومتنوعة، وكذلك فإننا نوضح مواعيد عمل سوق الثلاثاء الشعبي في أبها، ونُبيّن مدى إقبال الزوار على زيارته والتسوّق فيه أيضاً.
أهم المعلومات عن سوق الثلاثاء ابها
يُعد سوق الثلاثاء ابها واحدًا من أقدم وأعرق أسواق منطقة عسير في جنوبيّ السعودية، وهو السوق الذي يعكس التاريخ الطويل للمدينة وحيويتها الاقتصادية، وفي هذا الصدد؛ فإنه عادةً ما يتسآءل الكثيرون حول كم يقدر عمر سوق الثلاثاء الشعبي في مدينة أبها؟ ومن متى وهو قائمٌ في المدينة، والحقيقة أنها لا توجد معلومات دقيقة حول تاريخ تأسيس السوق بالضبط، إلا أنه يُقال إن تاريخ تأسيس السوق يعود إلى عقود طويلة مضت، حيث بدأ كملتقى شعبي للتُجّار والمزارعين في المنطقة، ومن ثم غدى مركزًا تجاريًا حيويًا في أبها، كما يوضح آخرون أن سوق الثلاثاء كان في الماضي بمثابة نقطة تلاقٍ للتجار المحليين من مناطق عسير المختلفة، وهم الذين كانوا يأتون إليه بُغية بيع وشراء المنتجات الزراعية والمنتجات الحرفية التي تتميز بها المنطقة.
وإلى جانب أهميته التاريخية، فإن سوق الثلاثاء يحمل في طياته أهمية اقتصادية كبيرة أيضًا، حيث يسهم في حركة الاقتصاد المحلي من خلال تجارة السلع المختلفة، خصوصًا المنتجات الزراعية والحرفية التي تشتهر بها منطقة عسير، ويُعد السوق أيضاً نقطة تجارية استراتيجية؛ حيث أنه لا يقتصر على عرض المنتجات المحلية فقط، بل يستقطب أيضًا البائعين والمشترين من خارج المنطقة، مما يزيد من دوره في تنشيط الحركة التجارية والإمداد بالسلع المختلفة.
موقع سوق الثلاثاء في أبها
يتميز موقع سوق الثلاثاء ابها باتخاذه مكاناً فريداً في قلب مدينة أبها، وتحديداً في شارع الملك خالد بحي أو قرية المفتاحة في أبها، مما يجعله نقطة جذب للزوار الباحثين عن تجربة تسوق متكاملة تجمع بين التراث والتجارة الحديثة.
محلات سوق الثلاثاء وأصنافه التجارية
يتمتع سوق الثلاثاء ابها بتنوع واسع في المحال التجارية التي تقدم مختلف الأصناف والمنتجات التي تلبي احتياجات الزوار، ويضم السوق العديد من المحلات التي تبيع السلع التقليدية والحرفية، مثل الأدوات المنزلية المصنوعة يدويًا، والسجاد والأقمشة المزخرفة، والمشغولات اليدوية مثل الأواني الفخارية، والمجوهرات التقليدية، ولعلّ من أبرز المنتجات التي يمكن العثور عليها في سوق الثلاثاء الشعبي أيضًا، هي الأطعمة المحلية مثل التمور والعسل، والتي تعتبر من أشهر منتجات منطقة عسير الزراعية.
كما يوجد في السوق العديد من المحلات التي تبيع الملابس التقليدية والعصرية، بما في ذلك الملابس الرجالية والنسائية التي تناسب مختلف الأذواق، وبالإضافة إلى ذلك؛ فإنه يُقدم السوق أنواعًا مختلفة من البهارات والأعشاب التي تتميز بها المنطقة، فضلاً عن الأدوات الزراعية التي يُقبل عليها الفلاحون والمزارعون المحليون.
ومن المنتجات التي تميز سوق الثلاثاء بشكل خاص كذلك؛ الحرف اليدوية المحلية مثل البُسط والجلابيات والمنسوجات التقليدية التي تعكس جمال ثقافة عسير وثراء تراثها.
مواعيد عمل سوق الثلاثاء ورمزيته الشعبية
يُعرف سوق الثلاثاء الشعبي بأنه سوق موسمي يقام يوم الثلاثاء من كل أسبوع، إذ يفتح السوق أبوابه في ساعات الصباح الباكر، ويستمر العمل فيه حتى العصر، حيث يكتظ بالزوار والمشترين الذين يأتون للتسوق والتجول في أروقته، هذا التوقيت الأسبوعي يجعل من سوق الثلاثاء حدثًا محوريًا في المدينة، حيث يزوره الكثير من الناس من مختلف المناطق المجاورة إلى جانب السكان المحليين، يزدحم السوق في هذا اليوم بالبائعين والمشترين الذين يتوافدون إليه للبيع والتسوق وبيع وشراء مختلف السلع التي يتم عرضها.
وفي هذا السياق؛ فإنه يرتبط سوق الثلاثاء ابها في أذهان العديد من سكان المدينة والزوار بروح الحماسة والتفاعل الشعبي، حيث يُعد فرصة للتواصل الاجتماعي واللقاء بين مختلف طبقات المجتمع، ويعود هذا الزخم الكبير إلى شهرة السوق التي اجتذبت الزوار من داخل المدينة وخارجها على مر السنوات، ويعكس سوق الثلاثاء في مدينة أبها نمط الحياة التقليدي في منطقة عسير، كما أنه يُعد مصدرًا هامًا للتسوق بالنسبة للعديد من العائلات التي تأتي إلى السوق لشراء احتياجاتها اليومية.
إقبال الزوار على زيارة سوق الثلاثاء في ابها
تشهد أسواق منطقة عسير بشكل عام، وسوق الثلاثاء ابها على وجه الخصوص، إقبالًا كبيرًا من السكان المحليين وكذلك السياح، ففي كل يوم ثلاثاء، يشهد السوق ازدحامًا ملحوظًا من الزوار الذين يتوجهون إلى هناك للاستمتاع بتجربة التسوق في أجواء حية ونابضة بالحياة، وهذا الإقبال الكبير من شأنه بطبيعة الحال أن يُسهم في دعم الحركة الاقتصادية داخل المدينة، كما أنه يُعد فرصة تجارية ممتازة للمحلات والبائعين الذين يأتون من مختلف المناطق لعرض منتجاتهم وبيعها.
ومن جهة أخرى، فإن سوق الثلاثاء يمثل وجهة سياحية مميزة بفضل ما يعكسه من ملامح الثقافة والتراث المحلي، إذ يمكن للزوار أن يستمتعوا بتجربة فريدة لاكتشاف العادات والتقاليد المحلية من خلال المنتجات المعروضة في السوق والأجواء الشعبية التي تسود المكان، ولذا فإنه يُعتبر السوق جزءًا لا يتجزأ من جاذبية مدينة أبها باعتبارها وجهة سياحية عريقة.
خلاصةً؛ فإنه يُعد أحد أبرز أسواق منطقة عسير وأكثرها شهرة واهتمامًا من قبل الزوّار في المملكة، وذلك بفضل تاريخه العريق، وأهمية دوره في النشاط التجاري والاقتصادي، فهو لا يقتصر على كونه مجرد سوق شعبي فحسب، وإنما يُمصّل جزءاً من هوية مدينة أبها وثقافتها، حيث يلتقي فيه الزوار مع التجار المحليين لشراء المنتجات التي تميز منطقة عسير، وغيرها من المنتجات الأخرى التقليدية والمعاصرة، وعلى الرغم من كونه سوقًا موسميًا يقام يوم الثلاثاء من كل أسبوع، إلا أن إقبال الزوار عليه لا يتوقف، مما يعزز من مكانته كأحد أهم معالم المدينة السياحية والتجارية.
بهذا نكون قد قدّمنا لك في هذا المقال؛ معلومات وافية ومتكاملة عن سوق الثلاثاء ابها بما يشمل كُلاً من الحديث عن تاريخه وأهميته، جنباً إلى جنبٍ مع توضيح موقعه، وتبيان حال محلات وأصنافه التجارية المتنوعة، وبالإضافةِ إلى ذلك؛ فلقد استعرضنا مواعيد عمل سوق الثلاثاء في أبها ومدى الإقبال عليه من الزوّار بوصفه سوقاً تجارياً وإرثاً سياحياً وتراثي.
إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات، وقراءة العديد من المقالات الأخرى المهمّة والشيّقة؛ فإننا ندعوك لتفقّد مدوّنة بيّوت السعودية والبقاء على اطّلاعٍ بكُلِ جديدٍ أولاً بأول.