في عام 1933م وقع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود اتفاقية امتياز للتنقيب عن البترول بين حكومة المملكة العربية السعودية وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (سوكال). وذلك بعد رفض الحكومة البريطانية طلب المساعدة المالية من المملكة العربية السعودية للتنقيب عن البترول. بدأت عمليات المسح من خلال إعداد خارطة هيكلية لقبة الدمام، وهو أول موقع تم اكتشافه لـ حقول النفط في السعودية. قام الجيولوجيون الأمريكيين بالاستعانة بالبدو لإرشادهم في الانتقال من مكان إلى آخر. ولكن لم يتم العثور على النفط إلا بعد خمس سنوات من الحفر في المنطقة حتى عمق 1.5 كم، وكان إنتاج أول برميل للنفط في المنطقة عام 1938م. وقد صدّرت السعودية أول شحنة نفطية في 1939.
ومن أهم الأحداث في تاريخ النفط في السعودية هو سيطرة المملكة على شركة أرامكو بالكامل. التي أسستها شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا وكانت تملكها أربع شركات أمريكية. وذلك على يد عبد الله السليمان عام 1980م. وبذلك حققت المملكة استقلالية شركة أرامكو التي أصبحت أكبر شركة منتجة ومصدرة مستقلة للنفط في العالم.
أرامكو السعودية
بدأت شركة أرامكو في عام 1933م، فكانت المسؤولة عن اتفاقية “سوكال” بين السعودية والولايات المتحدة. بدأت أعمالها في التنقيب عن النفط والحفر في المملكة العربية السعودية على أرض الواقع في عام 1935م. وبنجاح جهود الشركة التي عملت على ازدهار المملكة ومستقبلها، كان عام 1938م شاهدا على إنشاء ما سمي ب “بئر الخير” في صدد إنتاج كميات تجارية من النفط من بئر الدمام رقم 7.
واستمرت نجاحات الشركة في تحقيق الأرقام القياسية في انتاج النفط في قطاع الطاقة.
وفي بداية الخمسينات قامت شركة أرامكو بإنجاز كبير إذ أنشأت خط أنابيب عبر البلاد العربية ما سمي بـ “التلابلاين”، الذي يربط المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية بالبحر الأبيض المتوسط، مما قلل من زمن وتكلفة تصدير النفط إلى أوروبا بشكل كبير.
حقول النفط في السعودية
تضم السعودية عدة حقول تعتبر الأولى في العالم، سنتعرف هنا عن أبرز حقول النفط في السعودية وأهم مميزاتها:
حقل الغوار
هو أكبر حقول النفط في السعودية والعالم. ينتج أكثر من نصف إنتاج النفط المستخرج من جميع حقول النفط في السعودية. تبلغ مساحة الحقل 256كم2، وتم اكتشافه عام 1948م. يقع على بعد 100كم من مدينة الظهران في المنطقة الشرقية. بدأ الحقل الإنتاج عام 1951 م، ويبلغ إنتاجه اليومي 5 مليون برميل، ويقدر المسؤولون أنه يحتوي على حوالي 120 مليار برميل من ضمن احتياطات النفط القابلة للاستخراج.
حقل السفانية
يعد حقل السفانية أكبر حقل نفط بحري. تبلغ مساحته 750 كم2. تم اكتشافه عام 1951م. يبعد عن شركة أرامكو الظهران 265 كم. أول إنتاج له كان فيه عام 1957م. وشكل استهلاك أوروبا الغربية للزيت ما يقارب 22% من إجمالي الطاقة في ذلك العام. ينتج حقل السفانية يوميا ما يقارب 1.2 مليون برميل. وبدأت عمليات التنقيب عن الزيت في الخليج العربي حتى تم اكتشاف الحقل، وبدأ العمل على استخراج الزيت.
حقل خريص
حقل نفط يقع في منطقة الأحساء، تم اكتشافه في عام 1957م. تم البدء في العمل به، ولكن انتاجه كان ضعيفا فتم إيقاف تشغيله. وبعد زيادة الاستهلاك العالمي تم إعادة تشغيله في عام 2005م، وبدأ الإنتاج الفعلي له في عام 2009م. يقدر حجم احتياطه بـ 27 بليون برميل. ينتج يوميا 1.2 مليون برميل نفط. تبلغ مساحته 1200 كم2.
حقل الشيبة
هو حقل نفطي في السعودية، يقع على بعد 40 كم شمال صحراء الربع الخالي. بدأ العمل به والإنتاج في عام 1998م. يقدر احتياطي حقل الشيبة بما يقارب 15 بليون برميل من الزيت الخام، و25 تريليون متر مربع من الغاز. تقع منطقة حقل الشيبة ضمن منطقة النزاع الإماراتي السعودي. إذ تعتبر الإمارات أن لديها حق في أراضي حقل الشيبة.
حقل بقيق
هو ثاني حقل إنتاج نفط في المنطقة الشرقية في السعودية. إذ يقع على بعد 75 كم2 جنوب مدينة الدمام التي تضم أكبر معامل تكرير النفط في العالم. اكتشف في عام 1940. وتصل طاقته الإنتاجية إلى أكثر من سبعة ملايين برميل من الزيت الخام، و210 ملايين قدم مكعبة من الغاز، و200 ألف برميل من الغاز الطبيعي. ويتم في معامله معالجة 70% من إنتاج شركة أرامكو. يوجد في حقل بقيق معمل لمعالجة الغاز الطبيعي، ومعمل لمعالجة الزيت الخام و معمل لتوليد الطاقة الكهربائية ومعمل وتحلية المياه وإنتاج البخار ومعامل ضغط وتنقية الهواء ومعمل ضخ الزيت.
كما ذكرنا فإن السعودية تعتبر حاليا المصدر الأول للنفط في العالم، الأولى بجيولوجيا البترول. إذ تضم أكبر حقول النفط من ناحية المساحة والإنتاج. عملت السعودية من خلال شركة أرامكو على مشاريع النفط لمدة طويلة. وحققت إنجازات كبيرة في هذا المجال. يمكنك الاطلاع أكثر على مشاريع شركة ارامكو من خلال مدونة بيوت السعودية.