على مر السنوات والأعوام دائما ما يسعى ملوك المملكة العربية السعودية إلى الاهتمام في المقدسات الإسلامية المتواجدة في الأراضي السعودية بداية من الملك عبدالعزيز مرورا بأبنائه وصولا إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، إذ يتواجد على أرض المملكة المسجد الحرام في قلب مدينة مكة المكرمة، تتوسطه الكعبة المشرفة والتي هي قبلة المسلمين أينما كانوا وارتحلوا إلى جانب أنه تمارس بها شعائر الله الأخرى التي يقوم بها الناس مثل الحج والعمرة، وهذه الشعائر تقام في الحرم المكي “أرض الله الحرام”، ولكثرة المتوجهين إليها في كل عام خاصة في الحج، تعمل المملكة العربية السعودية وعلى مدار السنين على عمل مشاريع لتحسين الخدمات داخل الحرم للتسهيل على الساعين فيه أداء مناسكهم بأسهل طريقة يمكن أن توفرها لهم المملكة، ومن هذه المشاريع التي تقوم بها السعودية توسعة الحرم المكي والذي تهدف من خلال إلى تسهيل أمور الحج والعمرة واستقبال أعداد أكبر من الحجيج والمعتمرين، وهذا ما سيكون محور حديثنا في هذا المقال.
الحرم المكي
المسجد الحرام أو الحرم المكي هو أول وأعظم مسجد في الإسلام، يقع في منتصف مدينة مكة غرب المملكة العربية السعودية وتتوسطه الكعبة المشرفة، والتي هي أول بناء وضع على وجه الأرض، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين، والمسجد الحرام هو قبلة المسلمين في صلاتهم.
الحرم المكي في العهد السعودي
كثرت في العهد السعودي الجهود المبذولة في خدمة الحرمين الشريفين وزوارها من حجاج ومعتمرين، ونتج عن هذه الجهود المبذولة الكثير من التحسينات والتطويرات للحرم المكي، وهذه الجهود تقسمت على عدة مراحل خلال تاريخ المملكة العربية السعودية وصولا لرؤية 2030.
مراحل توسعة الحرم المكي
الملك عبد العزيز
في عهد الملك عبد العزيز صار للمسجد الحرام جهة رسمية خاصة تشرف عليه وتتفقد احتياجاته من أعمال صيانة أو عمليات إصلاح أو حتى إذا هو بحاجة إلى توسعة، إضافة إلى أن رحمه الله قام بعمل صيانة كاملة، وتبليط المسافة الفاصلة بين كل من الصفا والمروة، وتركيب المظلات التي تحمي كل من دخل هذا المسجد المبارك من الشمس، فضلا عن عمليات تجديد المصابيح في عهده، وتركيب مراوح جديد في الحرم بهدف تبريد كل زواره.
مرحلة الملك سعود
أما عهد الملك سعود بن عبد العزيز فقد حدثت العديد من التطويرات والتحديثات للحرم المكي ومن أبرزها، فتح شارع خاص تمر منه السيارات والمركبات خلف منطقة الصفا، إلى جانب أنه تم إنشاء بناية خاصة بزمزم، فضلا عن أنه تم بناء عدة طوابق مع توسعة في المطاف، إضافة إلى إزالة عدة مباني كانت تضيق على المصلين وزوار البيت أثناء أدائهم للشعائر.
الملك فهد
توسعة الحرم المكي في عهد الملك فهد كانت عبارة عن زيادة المساحة الإجمالية للحرم، إلى جانب زيادة أعداد المآذن في المسجد الحرام خلال عهده رحمه الله، بالإضافة إلى أنه قد أضيف بناء جديدا للحرم يتضمن على طوابق ثلاثة، فضلا عن تطوير وتحسن نظام التبريد في الحرم ليصبح بذلك نظام التبريد مركزي، بالإضافة إلى العديد من التحسينات الأخرى.
مرحلة الملك عبد الله
توسعة الملك عبدالله للحرم المكي ما زالت تحت التنفيذ إلى وقتنا هذا، حيث أن هذه التوسعة تشمل كافة مساحات الحرم ومرافقه المختلفة، حيث يمكن أن يتسع الحرم بعد التوسعة إلى مليوني شخص من المصلين تقريبا.
الملك سلمان
تتم في عهد الملك سلمان متابعة عمليات التوسعة المخطط لها في الحرم المكي، إلى جانب أنه تم إنشاء هيئة خاصة للاهتمام بأمور الحج والعمرة والحرم المكي والمعروفة بالهيئة الملكية لمكة والمشاعر المقدسة في عام 2018، فضلا عن قياد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتدشين خمسة مشاريع رئيسة ضمن المشروع الشامل للتوسعة السعودية الثالثة، وهي مشروع مبنى التوسعة الرئيسي، و مشروع الساحات، ومشروع أنفاق المشاة، ومشروع محطة الخدمات المركزية للمسجد الحرام، ومشروع الطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام.
توسعة الحرم المكي 2030
بذلت قيادة المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها الغالي والنفيس لخدمة ضيوف الرحمن والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم، إذ يمثل الحرمان الشريفان نموذجا فريدا لعناية المملكة بضيوف الرحمن وتوفير كافة الرعاية والعناية لهم، ومن هذه العناية المشاريع العملاقة التي نفذتها السعودية لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير كافة الخدمات بهما والتي تتناغم مع رؤية المملكة 2030، وتعد عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي وتوسعتهما في مقدمة خطط المملكة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لزيارة الحرمين الشريفين وأداء مناسك الحج أو العمرة.
وعملت المملكة على تنفيذ العديد من التوسعات في الحرمين وفق خبرات كبيرة بهدف تقديم أرقى الخدمات لقاصدي الحرمين على مدار العام، أما بالنسبة للتوسعة الثالثة والمشاريع المرتبطة بالخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام، تعد من أبرز المنجزات المتعلقة بزيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام بهدف استقبال الزوار و المعتمرين من ضيوف الرحمن، يقع ذلك ضمن إطار تحقيق أحد أهداف رؤية المملكة 2030 باستقبال أكثر من 30 مليون معتمر، وذلك وفق معايير جودة عالية لتحقيق مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن وتقديم تجربة فريدة ومميزة.
إلى هنا نكون قد قدمنا لك في هذا المقال بعض أهم المعلومات حول الحرم المكي، وإنجازات ملوك السعودية في تحديث والاهتمام به إلى جانب رؤية توسعة الحرم المكي 2030، ويمكنك أيضا قراءة مقالات مشابهة مثل مواقف الحرم المكي وتطبيق معتمرون وتطبيق زائرون لخدمة زوار الحرمين الشريفين، إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من مقتطفات والمقالات الأخرى المهمة والشيقة؛ فإننا ندعوك لتفقد مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل جديد أولا بأول.